لا أندساس ولا مؤامرات ولا هم يحزنون

كتب محمد غازي الأخرس

هذا فعل شنيع نتيجة هستيريا جماعية لا يمكن السيطرة عليها. وغالبا ما تبرز أثناء لحظات الانفلات في الأحداث المفصلية الكبرى التي تمر بها الشعوب المأزومة. نفس منظر الجثة التي علقت اليوم سبق أن رأيناه يوم ١٤ تموز حين علق الجمهور الغاضب جثة عبد الإله، بل ليس مستبعدا أن تسحل جثث أخرى في الايام المقبلة سواء لرموز السلطة أو لغيرهم.

إنه تصرف ناجم عن هستيريا جماعية يفقد فيها العقل سيطرته ويخلي الساحة لانفعالات شعبوية وفوضوية لا ضابط منطقي لها. لو تسنى لك سؤال من قام بالجريمة الآن : لماذا فعلتها؟ لحار في الإجابة، ذلك أن لحظة الانفلات والسكرة الجماعية ذهبت.

هذه أخلاق ثورة العراقيين

 

لكن أين تكمن خطورة ما جرى؟

تكمن الخطورة في أن الحدث المقزز قد يأكل من جرف التعاطف الشعبي والدولي مع المتظاهرين أولا، وقد يكون مفتتحا مرعبا للحظات هستيرية اخرى يمكن أن تبرز إذا توفر السياق المناسب.

وأخيرا، أتمنى صادقا أن تستلم الطبقة السياسية الرسالة وتتصرف بموجبها. أنها واضحة: العراقيون الغاضبون يرنون إلى صندوق الحبال في سرداب ثقافتهم، فلا تبرموها لهم بأصابعكم. تعاطوا بواقعية واخرجوا من السلطة مشيا على الأقدام طالما كان ذلك بإمكانكم.

Related Posts