علي حسين*
كعادته استطاع الفريق الركن قاسم نزال قائد عمليات البصرة ان يجعل مواقع التواصل الاجتماعي “تلهج” باسمه، وهو يرد بكل فصاحة على مذيع يسأله عن التظاهرات، فقال بلهجة الواثق ، من أن لا احد سيحاسبه، فالقانون والدستور وجدا لخدمة المسؤول، ولترهيب المواطن المغلوب على أمره، قال له إن “الإعلامي الي نلزمه بتظاهرة غير مرخصة راح إيكون بالتوقيف موجود إن شاء الله” .. إفرح ياسيدي الفريق الركن، نحن شعب يعيش أعلى حالات الترف، يريد أن يتظاهر، هل وجدت “بطراً” اكبر من هذا ؟ شعب ينعم بكل الخدمات والخيرات ويريد ان يقلد الغرب الكافر في الاحتجاجات.. انه قصور في النظر، ماذا يعني ياسيدي أن تقوم عشيرة في بغزوة “جهادية” ضد مدير الدفاع المدني اللواء كاظم بوهان في جمهورية الفضيلية، التي اعلنت استقلالها عن العراق بعد عام 2003.. في نفس الوقت تنتقل الكاميرا إلى مجلس الامن الوطني العراقي الذي بشرنا ان “كل شيء تحت السيطرة” وان الدكة العشائرية ستكون بالمستقبل القريب بديلا للقانون، فما الذي يجبر بلاد القادة ” المجاهدين ” ان تنشئ محاكم وتعين قضاة ؟ في الوقت الذي نسعى جاهدين لاعلان جمهورية العشائر العراقية، حيث من حق العشيرة ان تؤدب المختلفين معها وتصادر املاك الناس، وتستعرض اسلحتها الثقيلة والخفيفة تحت سمع وبصر الاجهزة الامنية .سيقول البعض يا رجل هل فاتك مشهد رؤساء العشائر يوم كانوا يهزجون للقائد الضرورة، ثم في ليلة وضحاها تحولوا للهتاف بحياة نوري المالكي؟..
جربنا في العراق انواعاً من الحكومات، البعض منها ، اعتقد ان مهمته هداية هذا الشعب الى طريق الاسلام، والبعض اعتقد انه بمجرد ظهوره على شاشة التلفزيون سيقع ثلاثين مليون عراقي في غرامه، والبعض الآخر ظل يحدث الناس بلغة لايفهمونها، والمواطن المسكين اعتقد ان الديمقراطية الجديدة ستتغلب على الطائفية، فاذا بها ترفع راية القبيلة والعشيرة، حتى ان مسؤولين كبار احتكموا لعشائرهم وكان ابرزهم حنان الفتلاوي التي طالبت بليغ ابو كلل بأن يدفع “فصل عشائري” قيمته 100 مليون دينار عدا ونقدا.
من الطائفية الى العشائرية، إلى كارثة الانتهازية وسرقة ثروات البلاد. الحمد لله، إنها مسألة “دكة عشائرية، وتنتهي ، وتعود العشائر لممارسة دورها في التصفيق والتهليل لسياسيي الصدفة. هل تشاهد التلفزيون مثلي ؟ العراق الذي حلمت ذات يوم ان يصبح منارة الديمقراطية في الشرق الاوسط ، بعد عقود من الاستبداد، لم تبق فيه مؤسسات تحمي الدولة وكيانها. لم يبق شيء لم يتحول إلى عرف عشائري أو استحقاق طائفي ، فيما الاحتجاج ممنوع ..وإلا مصيركم بيد قاسم نزال.
- عن “المدى”
LEAVE A COMMENT