سعدون محسن ضمد*
اقدم لكم هذه النصيحة بعد جولة بين الجسور الثلاثة التي خيم عليها الشباب المحتجون..
أقول لكم: ذا كنتم تراهنون على صبرهم فانتم واهمون، واذا كنتم تعتقدون ان مطاولتهم في سبيلها الى الانهيار فلابد انكم بعيدون عن المشهد على الارض، تجولت بين شباب غاضبين يعملون على امساك الارض لفترة طويلة، يبنون المواضع ويحصنونها باكياس الرمل وتتوزع قريبا منهم مفارز الاسعاف وترابط حولهم التكاتك التي هي عجلة اسعافهم المستعدة لدخول النار خلفهم..
صحيح ان تحصيناتهم بسيطة وتكشف عن قلة خبرة بالقتال وتكتيكاته، فمواضعهم تحت الجسور وهي مكشوفة لقنابلكم، وهذا يدل على انهم يتصرفون بارتجال ميداني وتلقائية تنقصها بعض الخبرة، ما يعني ان ليس خلفهم مدبر، لكن ليس هذا هو المهم، بل المهم انهم يخططون لمواجهة بعيدة المدى..
اذا فقد احسست بالمطاولة تدب باوصالهم وتمنحها حياة طويلة. بينما اعرف ان الارضة تاكل اوصالكم، هم يعيشون بين عوائلهم وانتم هربتم عوائلكم الى المنافي، هم يمسكون بالمستقبل، وانتم لا مستقبل امامكم وكل ما تفكرون به الان هو التخلص من ماضيكم وارث الجرائم الذي بات يلاحقكم..
انصحكم بالاستسلام لمطالب هؤلاء الفتية، اقول لكم هذا بعد ان شاهدت امساكهم لجسر الاحرار وسبطرتهن على الطريق الواصل بينه وبين جسر الشهداء. وحتى لو قررتم ترك الجسور لهم، في عملية اختبار حمقاء لصبرهم، فلستم بمامن من عبورهم النهر باتجاهكم.
*كاتب وإعلامي والكلمة من صفحته على الفيسبوك
