نموت ونموت ولتحيا غزة

نموت ونموت ولتحيا غزة

بان الاسدي

 

جريمة من أشنع وأقذر وأفظع الجرائم الإنسانية، التي يرتكبها الكيان الصهيوني المغتصب المحتل لأراضينا في فلسطين الإباء والكرامة، فعندما شرعت في كتابة مقالي هذا، أيها المتابع الكريم، ضاقت نفسي، وكدت أن اختنق، وكأني اسمع القلم يصرخ ويناديني؟ مالك بطيئة في الكتابة بهذا الشكل! وكأنه يلعن كل صامت أثيم، الذي يرى الحق، ويغمض عينيه، وكأن الموضوع لا يعنيه بالمرة!

 

أيها الإخوة الأفاضل، أن هذا الكيان أصبح مسعوراً بكل القياسات!! ومن يصل إلى درجة السعوّر، فلا بد من منعه من نفسه أولا، وهذه الصفة تشبه أجلكم الله بعض الكلاب، التي تكون خطراً على بني جنسها، وعامة الأحياء.

 

ماذا تتصورون؟ وبأي آذان تسمعون يا قوم؟ وبأي عقل تفكرون، عندما تشاهدون الصورة المرئية، والخبر اليقين، من أن هذا الكيان الذي قام بجريمته النكراء المتوحشة، في قصف (مستشفى الأهلي المعمداني) لرقود المرضى؛ واستهداف المستشفيات في أي حرب هي جريمة دولية، حسب قانون الاشتباك، فأين صوت الديمقراطية يا أحرار العالم ونَبْلاءُ؟ الذي تنادي به أمريكا دائما، وبريطانيا وفرنسا، وأوربا ومن اتبعهم من العرب ، وأمة الإسلام، يبرئ محمدا (ص) من أغلبية أفعال من سكَنَ للهوان والذُّلَ!!

 

أتكلم معكم بصوت حر إنساني واقعي، يا شعوب العالم المتحررة؛ لكون الطبع يغلب على التطبع، فهؤلاء الخلف لأسوأ سلف؛ لأن أمريكا وجرائمها في فيتنام أكبر دليل على ديمقراطيتها، وبريطانيا استحلت العالم واستعمرته؛ لكونها تدعي بأنها متحضرة، ونابليون فرنسا هو خير دليل على تأريخهم، وهتلر ألمانيا هو خير دليل على النازية، وفرنسا، وارتكابها أفظع الجرائم، وألمانيا، وما تركته من ضحاياها أكثر من (60) مليون قتيل مثلوا في ذلك الوقت أكثر من 2.5 % من إجمالي تعداد السكان العالمي، فلاحظ الازدواجية بين أفعالهم الشريرة، وشعاراتهم الزائفة.

 

بربكم هل الأفعى تلدَ حمامه، أم الأفعى تلدَ أفعى؟ وكما يقولون الطبع غلاب، هذا خلق الله وسننه، ولا تبديل لسنن الله، فكيف تفسر أيها القارئ الكريم الفطن، مجموعة صغيرة تسكن في غزة المحاصرة، أمام كيان مجرم لم يشهد له التأريخ مثيلا، أن تقوم قوة مؤمنة صابرة محتسبة بالهجوم على ثكنات العدو العسكرية، وتقتل الذي قتلته، وتأسر الكثير، وتحمي أبناء العدو من الصغار، وتطلق سراح امرأة مع طفليها!! يالا الإنسانية، فالتزاما بالمبادئ الإسلامية ، لا يقتل طفلا ولا تروعَ امرأة، ولا تخيفون كهلا، وحتى الأسير ففي شرعنا له كل الحقوق الإنسانية، فهذه المجموعة الصغيرة التي بارك الله بها جعلت الغرب، والكيان الصهيوني لا تغمض له عين، ولا يرمش له جفن من الخوف، وجعلتهم يتحدون ويتناسون خلافاتهم الداخلية، كأن نص الآية القرآنية بكاملها تنطبق عليهم، قال تعالى{ لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَاءِ جُدُرٍ ۚ بَأْسُهُم بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ ۚ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّىٰ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْقِلُونَ} صدق الله العظيم.

 

فاليوم الغرب يستيقظون من سباتهم المؤقت، على فاجعة طوفان الأقصى! كأنها حرباً صليبية، فبأساً لهم وما يفعلون، وكأن المقولة المشهورة في عالم السياسة تنطبق اليوم عليهم (عدو الأمس يمكن أن يكون صديقا اليوم) فمتى كانوا يحبون اليهود، وهم طردوهم شر طرده من أراضيهم؟ فتباً لهذه المفارقة، وكما يقولون، تعمل السياسة دوماً دون ضابط، فأمريكا، ورئيسها، وحكومتها تعلن تأييدها الكامل لإسرائيل مساندتاً لكيانها المغتصب، وتضع كل إمكانياتها اللوجستية، والتعبوية، والإعلامية ،تحت تصرف هذا الكيان الشرير، وكذلك بريطانيا، وفرنسا، وألمانيا، وفي القائمة الكثير، والأيام حبلا بالمفاجأة.

 

ولاحظ على الجانب الثاني عزيزي القارئ، بما نقلته بعض المصادر الصحفية، فهو شيء مخزي من داخل فلسطين، وعلى لسان ما يسمونه برئيس السلطة، وهو يقول متبرئا من حماس، ومواقفها الوطنية، بأنهم لا يمثلون الشعب الفلسطيني!!! بربك حضرت الرئيس أن عمرك ناهز (90) عاما، فماذا فعلت أنت وقيادتك، وبكل تسمياتكم الرنانة لفلسطين، وأهل فلسطين؟ إذا كان كبيرهم بهذا الاتجاه، ناهيك عن الكثير من الخونة من حكام العرب الذين هم شرذمة هذه الأمة، هم مجرموها فهم قتلوا أبناء شعوبهم، وساعدوا على إذلال أبناء فلسطين، وهم تسلطوا على رقاب الناس دون وجه حق، بالمال، والحديد، والسيف، فلا تنتظرون من هؤلاء الرجاءات والخيرات؛ لكونهم خونة؛ ولكونهم موظفي لدى الكثير من البلدان الأوربية، كبريطانيا، وفرنسا، وو… ولا داعي لذكر أسمائهم؛ لأنهم أنجاس، ومن القاذورات أعزكم الله.

 

سآخذ بيدك أيها القارئ المبارك أيدك الله بروح منه، لنفسر مشهد طوفان الأقصى تفسيراً واقعياً، لا يستند إلى التهويلَ، ولا إلى المؤامرة، فما هو حكم الشارع العربي الحر على هؤلاء؟ حكم الشارع واضح بالمظاهرات، التي ملأت الشوارع؛ تأييدا لطوفان الأقصى، وقال تعالى: { كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإذْنِ اللَّهِ } فهؤلاء الغزيون ، ومن يقف معهم ،وخلفهم، ومن ساعدهم ، شاركوا في هذه المعركة، وهم يعرفون قبل بدايتها إلى أين ستنتهي ، مستحضرين كل التفاصيل من جرائم العدو حسب خبراتهم السابقة، فبارك الله فيهم، وبارك الله بالماجدات اللواتي حملتهم وأنجبتهم وربتهم ؛ ولاحظ أيها الكريم المتبصر فعل العدو اليوم المجرم الإسرائيلي فعلا لا إنساني، بقصف مستشفى المعمداني الذي خلف أكثر من (500) شهيداً من طفل وجريح وإمرة وكهل، ونالت حتى الطواقم الطبية!! يا لها من جرائم، تَلَاشَت وتناثرت فيها أعضاء الجسد الإنساني التي حرم الله قتلها إلا بالحق، على الرغم أن المعركة مستمرة لهذا اليوم ، والتي حصدت من أرواح الفلسطينية الكثير من الأطفال، أَتَّ إلى مناطق سكنية ساوتها بالأرض!! فماذا تتوقع من هذا الكيان؟

 

فعاشت أيادي مجاهدي غزة، والعقول النيرة التي خططت، ورجال المخابرات، والاستخبارات التي ضللت، وكل من شاركَ بأن تأخذ المقاومة المبادرة الأولى، علماً أنني أحترم حقوق الإنسان، وهي السمة العليا لدي، ولدى الشعوب الإسلامية؛ لأنه نص قراني ؛ وأنت متفق معي ايها القارئ النبه أن هناك مثلا استدلاليا بيانيا واضحا، اعتادوا عليه الناس منذ الأزل، من اعتدى عليك فاعتدي عليه، ومن سلم عليك فرد له السلام بالأحسن، ومن ابتسم في وجهك فحييه، بإشارة جسدية.

 

نعم اليهود لهم الحق أن يعيشوا مطمئنين هم وذويهم من بلدانهم التي جاءوا منها، وهناك يقرون عينا، أما الذي يأتيك إلى منزلك وأرضك مغتصباً ماذا تفعل به؟ حتى في عالم الحيوانات فالديك عندما يصيح يعلن أن هذا المكان مكانه، والكلب عند الزمجرة ينهض لِيعلمَ خصومه من الكلاب بأن هذه منطقتهم، والطيور أيضا، وحتى مخلوقات الله في بحاره، هكذا تستقيم الحياة، فلماذا تهاجمني في عقر داري؟! وتقل أبنائي، وتسبي نسائي ، وتحتل ارضي ، وأنت تبكي وتدعي بأنك ديمقراطي إنساني، تحب العدل والإنصاف، فبأي مكيال تكيلون به؟

 

يا أخوان حتى في موضوع البغال أجلكم الله، وهذا مثالي تُشَبِّهِي وليس وصفي، اسألوا ساكني الجبال، كمْ من بغل تلوا بغلاَ أجاروا عليه في الحمل وحملوه ما لا طاقة له به، فإنه يلقي نفسه من مكان مرتفع، يعلن موقفه بأنه انتحر!! هذا حيوان فكيف الإنسان الذي كرمه الله وأيده وسخر له ما في السموات والأرض، وجعله خليفته في الأرض يقتل وتنحر أطفاله، وتسبى نساؤه وتغتصب أرضه، ماذا تراهم فاعلين بربكم، وبكل المعتقدات الإنسانية؟

 

عِش أيها القارئ لحظة بلحظة، وكان الأمر أنت صاحب المصيبة فيه، ابنك تقطع أشلاءَ أمامك، وتقتل أسرتك، ويساوي بيتك إلى الأرض، هل تسمع موسيقى بتهوفن؟ أم تراك تحضر حفل ميلاد؟ أم تتحدث بالدبلوماسية؟ أم أنك تبكي دمعا وحرقة، وينعصر قلبك على أطفالك وزوجك، وعلى أرضك.

 

بحق الإنسانية عليكم أيها القراء الأعزاء، هل نحن نعيش في العصور الحجرية أو ماذا؟ يكاد بعضنا يأكل البعض الآخر!! أم هي السيادة للقوي، والأحداث تقول السيادة للقوي، الديمقراطية والليبرالية وحملت هوية الأمة العربية وغيرهم من تجار المال، ومفسديها هي الضحك كما يقولون بالعامية العراقية على المضاحك ، وعكسها الضحك على الذقون، يقولون مالا يفعلون، قولهم معروف، وفعلهم باطل، لا أمل فيهم، ولا رجاء؛ أمريكا ومن اتبعها من العرب الغاويّن.

 

فمهما أوتيت من بلاغ الكلم وفصاحته، لأبين الفرق بين الحق والباطل فالحر حر وإن مسه الضر، والعبد عبد وإن ساعده القدر، فمن يناصر غزة فهو مع الحق، ومن يقفو ضدها فهو من أهل الباطل، فبأس الباطل، وبأس رجاله، والعاقبة للمتقين، وسيذكر التأريخ هذه الأحداث بيومياتها وتوانيها ودقائقها وساعاتها وسيكتب بكلمات من نور لشهداء غزة، ومن ساعدهم وسيلعن التاريخ قسما من العرب الأوباش الأوغاد الخونة من بعض الحكام والمحكومين الذين هم امتطاهم الأجنبي واعتبرهم قطيعا من الشاة يملكهم!! فبأس لهم، وبما يفعلون، النصر لنا، والعزة والإباء لغزتنا العزيزة، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

Related Posts