في الذكرى الرابعة لانتفاضة تشرين .. وقفة مراجعة

في الذكرى الرابعة لانتفاضة تشرين .. وقفة مراجعة

طارق الجبوري

 

تميز يوم الاحد الاول من تشرين الاول ( اكتوبر ) عن سواه من الايام بمشهد استذكاري كبير للذكرى الرابعة لانتفاضة تشرين الخالدة .. فقد تظاهر المئات من الشباب الابطال ومعهم ثلة من المواطنين نساء وشيوخ في ساحة التحرير في بغداد وفي عدد قليل من ساحات العز والكرامة في ذي قار والنجف والبصرة لتجديد مطالب الشعب المشروعة لانقاذ العراق من احزاب الفساد المحاصصاتيه .. وبرغم الاسى والحسرة التي انتابت عدد قليل من المشاركين في التظاهرات بسبب استمرار مواقف غالبية المواطنين السلبية من التظاهرات وعدم مشاركتهم فيها ، فانها ومهما حاول بعض المغرضين التقليل من شأنها تبقى صوت الشعب القوي الذي يقض مضاجع احزاب السلطة وازلامها من المنتفعين .. ان استمراراحياء ذكرى الانتفاضة الشعبية السلمية التي انطلقت تشرين الاول 2019, ومهما كانت نسبة المشاركة , تأكيد لهذا الاصرار البطولي من قبل شبابها على مناهضة الاحزاب الاسلامويه من اجل تغيير جذري في هيكليه العمليه السياسية البائسة وانقاذ العراق من حالة التردي التي يعيشها ..وقراءة متأنية للشعارات التي رفعها المتظاهرون التي عبرت عن رفضهم لالتفاف السلطات على مطلب الشعب الرئيس الذي طالب به المتظاهرون ابان انطلاق انتفاضتهم في 2019 برفض انتخاب مجالس المحافظات والكشف عن قتلة المتظاهرين وتجديد تطلعات المواطنين بانهاء المحاصصة التي كانت وما زالت سبب الكوارث التي حلت بالعراق منذ الاحتلال البغيض الى الان.

 

ومن الضروري والمهم وبعد ان فضت التظاهرات بعد ساعات من انطلاقها ان نقف بشجاعة لتسجيل بعض الملاحظات وتشخيص مواطن الخلل مع اننا سبق ان نبهنا اليها في اكثر من مقال.

 

فاولا كان من المتوقع ان تكون التظاهرة مليونية وهذا طموح مشروع لشباب الانتفاضة لم يأت من فراغ بل في ضوء السخط الشعبي الكبير على احزاب السلطة ، غير ان تحريك الجماهير وتحفيزها يحتاج الى اكثر من البيانات والاعلانات وينبغي ان يجري التفكير بتفاعل حي مع المواطنين في كل حي والتحاور معهم ومناقشتهم وتبصيرهم بان عدم مشاركتهم وتخاذلهم تشجيع للفاسدين ولاعداء الشعب على التمادي في طغيانهم .

 

ثانياً وتأسيسأ على اولأ ولنكن صريحين ونعترف بان التظاهرات لاحياء الذكرى الرابعة للانتفاضة كشفت فشل الاحزاب الوطنية بمختلف تسمياتها قوميه او شيوعية ليبراليه او يسارية ليس عن تحريك الشارع والتأثير فيه بل حتى عن حث قواعدها على المشاركة وهذا ما يمكن ان تستنتجه من مستوى المشاركة في تظاهرات احياء الذكرى الرابعة لانتفاضة تشرين والا ماذا يمكن ان نسمي ما حصل.

 

ثالثاُ افرزت التظاهرات المؤمنين حقاً بانقاذ الوطن عن غيرهم من ادعياء الوطنية ممن اعتادوا رفع الشعارات عن الوطنية والتغيير فقط من دون ان يكلفوا انفسهم حتى عناء المشاركة الصورية بما فيهم ادباء واعلاميون وفنانون واساتذه جامعات وغيرهم من شرائح المجتمع الاخرى مع الاعتذار ممن منعتهم الظروف القاهرة من المشاركة .. قد يزعل البعض اويشتموننا ونحن هنا لانزايد على احد غير انها الحقيقة التي علينا جميعاُ الاعتراف بها اذا كنا حقاُ نريد التغيير .

 

ربعاً اظهرت التظاهرة استمرار الخلل الكبير في عدم انبثاق قيادة شبابيه قادرة على توحيد الجهود واستمرار حالة شبه الفوضى التي يلمسها الشخص في عدم انضباط بعض الشباب واختلاف ارائهم .

 

لا اريد الاطالة اكثر والاسهاب فالملاحظات كثيرة ونأمل من الاحزاب الوطنية وشباب الانتفاضة وقفة مراجعة شجاعة لاحداث احياء ذكرى انتفاضة تشرين الخالدة.

Related Posts