السيد السيستاني يكشف عورة النظام السياسي فمتى سيستفيق الشعب العراقي القابع؟!

السيد السيستاني يكشف عورة النظام السياسي فمتى سيستفيق الشعب العراقي القابع

خالد ابراهيم

 

بتاريخ 13/8/2023 ظهر على مواقع التواصل الإجتماعي، فيديو لشخص إدعى بقيام متنفذين مسلحين بالإستيلاء على أراضي مالكيها بالترهيب و الشراء بأسعار بخسة. و على إثر ذلك وجّه رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السودانيبالتحقيق في القضية.

 

بتاريخ 19/8/2023 إستقبل السيد السيستاني عدداً من أهالي منطقة الجادرية الذين سبق أن ظهروا في وسائل الإعلام و اشتكوا مما يتعرضون له من ضغط و تهديد للتخلي عن أراضيهم لصالح بعض الجهات، و خلال اللقاء أدان السيد السيستاني، وفق بيان لمكتبه، هذه الممارسات المخالفة للشرع والقانون، مؤكداً أن من أهم واجبات من هم في مواقع السلطة و بيدهم زمام أمور البلد، هو حماية ممتلكات المواطنين و حقوقهم، و الوقوف في وجه من يسعون للتعدي عليها بالإرهاب و التخويف، لا سيما من يحملون صفات رسمية.

 

و على إثر ذلك أصدرت وزارة الداخلية بياناً يبين فيه بأن الإجراءات الحكومية المتواصلة بهذا الصدد منذ 13/8/2023 جاءت منسجمة مع توجيهات المرجع الأعلى سماحة السيد علي السيستاني (دام ظله)، خلال لقائه بالمواطنين المتضررين، و هي تأتي تاكيداً و إسناداً لرؤى الحكومة في رفع الحيف عن المواطنين و ملاحقة كل من تسول له نفسه تهديد المواطنين لغايات ومصالح خاصة. و رافق ذلك البيان إنتشار قوات أمنية عند أراضي المواطنين المتضررين.

 

و طبعاً هذا ليس الفيديو الأول الذي يظهر قيام متنفذين بالإستيلاء على الأراضي من مالكيها.

 

و هذه ليست المرة الأولى التي يشتكي فيها الناسعلى مواقع التواصل الإجتماعي من إستيلاء المتنفذين على أراضيهم بالترهيب و الشراء بأسعار بخسة، و لكن لم تستجب لهم الدولة أو حتى تسمع لشكاواهم، و لكن هذه المرة و بفضل إدانة السيد السيستاني جرت الإجراءات سريعة، و حتى رئيس مجلس القضاء الأعلى قابل المواطنين المتضررين و إستمع إلى تفاصيل الإشكالية الخاصة بالأراضي العائدة لهم، و حتى تم إصدار أوامر قبض وإستقدام للمتنفذين المشكو منهم المعنيين بالقضية، و هؤلاء المتنفذين كانوا على يقين بأن السلطة لا تطالهم، و حتى السلطة لم تكن ليخطر على بالها بأن تذكر أسمائهم، لولا إدانة السيد السيستاني.

 

في إنتخابات 2014 البرلمانية دعا السيد السيستاني الشعب العراقي إلى إزاحة هذه الطبقة السياسية الجاثمة على صدورهم عندما خاطبهم“غيروا الوجوه فالمجرب لا يجرب” و لكن الشعب العراقي لم يستجب، فالأقلية البالغة 20% من الشعب أعاد إنتخاب هذه الطبقة السياسية مقابل بطانية و حتى كارت موبايل فئة 5 آلاف دينار، والأغلبية البالغة 80% من الشعب قاطعت الإنتخابات بحجج واهية.

 

إدانة السيد السيستاني لهؤلاء المتنفذين فيه رسالة للشعب العراقي بأنه لا حصانة لأحد عند المرجعية الدينية مهما كان عنوانه، و على الشعب العراقي أن يستفيق من قبوعه و يبادر للتغيير في الإنتخابات القادمة.

 

العَوْرَةُ : الخَلَلُ و العَيْبُ في الشيءِ.

 

قَابِعٌ : مُنْزَوٍ، مختف، متوار، ملازم بيته أو مكانه

Related Posts