نواب برلمانيون يضغطون لرفض طلباً لرعاية الدولة لشاعر عراقي مريض بسبب تطاوله على المرجع السيستاني

تراجع وزير الثقافة والسياحة والآثار العراقي، حسن ناظم، عن طلب قدمه قبل أيام إلى وزارة الخارجية، لرعاية الشاعر سعدي يوسف، المقيم في لندن، بعد تعرضه لموجة من الانتقادات، كون الشاعر متهم بالإساءة للرموز الإسلامية.

وقال ناظم في رسالة الاعتذار : إنّ “الرسالةَ التي وجّهتُها إلى وزارة الخارجية طلباً لرعايةِ الشاعر سعدي يوسف في مرضِهِ انطلقت من بعدٍ إنسانيّ محضٍ أسّسه الإسلام في القرآن الكريم، ونبيّ الرحمة (ص) في أحاديثِهِ وسلوكِهِ، وهي مبادئُ دينيةٌ إسلاميةٌ أؤمنُ بها في حياتي وسيرتي الشخصية والمهنية”.

وأضاف: “كان دافعي إلى إظهارِ التعاطفِ مع شاعرٍ عراقيٍّ يُحتضرُ قولٌ للإمام علي عليه السلام: “العفوُ أقربُ”. ولكنّ إيماني بقيمي الدينية المقدّسة واحترامي وتقديري لمشاعرِ الكثرةِ الكاثرةِ من الناسِ أهمُّ من تعاطفي ذاك لإيماني كمسؤولٍ في الدولةِ بأنّ القيمَ المقدّسةَ ومشاعرَ الناسِ أولى بالمراعاةِ دائماً من أيِّ اعتبارٍ آخرَ، لذلك أقدّمُ اعتذاري لكلِّ من شعرَ بألمٍ في ضميرِهِ الوطنيّ والدينيّ والإنسانيّ”.

وأثار الكتاب الذي وجهه ناظم، إلى وزارة الخارجية لمساعدة الشاعر العراقي سعدي يوسف الذي يرقد في إحدى المستشفيات في لندن منذ الرابع من نيسان الجاري متأثراً بمضاعفات سرطان الرئة، جدلاً كبيراً لم يقتصر على الصعيد الثقافي بل امتد إلى الأوساط السياسية.

واعترض نائب رئيس البرلمان العراقي، حسن الكعبي، على الكتاب، وطالب في بيان صدر عنه، بالتراجع عنها، بسبب “إساءة” الشاعر سعدي، إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم وكذلك المرجع الديني علي السيستاني،

كما اعتبر النائب عن كتلة “الصادقون” نعيم العبودي، في منشور على صفحته في منصة “فيسبوك”، أن “الشاعر سعدي يوسف الذي أساء بمواقفه للشعب العراقي والأمة الإسلامية، لم يكن معارضًا سياسيًّا إنّما كان حاقدًا ومسيئًا، ولا يتطلب علاجه مراسلات وخطابات رسمية وتكريمات، كي لا يكون هذا التعامل حافزًا لنشر ثقافة الحقد بحجة حرية التعبير”.

وسعدي يوسف شاعر عراقي وكاتب ومترجم، ولد في أبي الخصيب، في البصرة عام 1934، أكمل دراسته الثانوية في البصرة، وتخرج في دار المعلمين العالية ببغداد 1954 “ليسانس شرف في آداب العربية”، عمل في التدريس والصحافة الثقافية، وغادر العراق في السبعينات وحاليا يقيم في لندن ونال جوائز في الشعر، منها جائزة سلطان بن علي العويس، والتي سحبت منه لاحقا، والجائزة الإيطالية العالمية، وجائزة “كافافي” من الجمعية الهلينية، وفي عام 2005 نال جائزة فيرونيا الإيطالية لأفضل مؤلف أجنبي، وفي عام 2008 حصل على جائزة المتروبولس في مونتريال الكندية.

Related Posts