تجدد القصف في قره باغ واتهامات متبادلة بعدم الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار

تعرّضت مدينة ستيباناكرت، عاصمة إقليم ناغورني قره باغ الخاضع لسيطرة الأرمن، لقصف على الرغم من اتفاق على وقف إطلاق النار تم التوصل إليه في موسكو، تبادلت أرمينيا وأذربيجان الاتّهامات بخرقه.

وسُمع في أنحاء المدينة دوي سبعة انفجارات قوية نحو الساعة 23,30 بالتوقيت المحلي، دوّت بعيدها صفارات إنذار لدقائق عدة لدعوة السكان إلى الاحتماء في الأقبية والملاجئ.

بعد ذلك عاد الهدوء ليخيّم على المدينة الغارقة في ظلام تام.

ويأتي القصف على الرغم من اتفاق أرمينيا وأذربيجان على وقف لإطلاق النار دخل نظريا حيّز التنفيذ عند الظهر، تم التوصل إليه بوساطة روسية بعد أسبوعين من المعارك العنيفة التي شهدها إقليم ناغورني قره باغ.

وكان الجانبان قد تبادلا السبت الاتّهامات بخرق الهدنة، لكن الأوضاع بقيت هادئة في ستيباناكرت التي شهدت بانتظام على مدى أسبوعين أعمال قصف، خصوصا إطلاق صواريخ ثقيلة.

ولدى الإعلان عن الهدنة، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن الجانبين اتّفقا على بدء “مفاوضات جوهريّة” للتوصّل إلى حلّ سلمي للنزاع، بوساطة من رؤساء مجموعة مينسك (روسيا وفرنسا والولايات المتحدة) التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا.

وانفصل إقليم ناغورني قره باغ ذات الغالبية الأرمنية، عن أذربيجان بعد حرب أوقعت 30 ألف قتيل في تسعينات القرن الماضي.

وأسفرت المواجهات التي اندلعت في 27 أيلول بين الأرمن في ناغورني قره باغ وأذربيجان عن مقتل أكثر من 450 شخصا، بينهم نحو 50 مدنياً. لكن الحصيلة الحقيقية للمعارك قد تكون أكبر بكثير.

وبعيد دخول وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ، اتّهمت وزارة الدفاع الأرمينية القوات الأذربيجانية بأنها “شنت هجوما عند الساعة 12,05”.

من جهتها، أعلنت وزارة الدفاع الأذربيجانية أن “أرمينيا تنتهك بشكل صارخ وقف إطلاق النار”، واتّهمت الوزارة لاحقا القوات الأرمنية بشن هجوم تمكّنت القوات الأذربيجانية من صدّه.

– “يكرهوننا” –

وتعرضت ستياباناكرت التي قصفت مراراً في الأيام الماضية، للقصف مرة أخرى صباح السبت، لكن بعد الظهر، كان الوضع أكثر هدوءاً باستثناء سماع دوي انفجارات من بعيد فيما أعرب عدد قليل من السكان عن قناعتهم بوجود فرصة لنجاح الهدنة.

– “موقت” –

قال مسؤول أذربيجاني رفيع إن الهدوء “موقت”، موضحا “إنه وقف نار إنساني لتبادل الجثث وأسرى الحرب، ليس وقفا (حقيقيا) لإطلاق النار”.

وأكد أن باكو “لا تنوي التراجع” عن مساعيها لاستعادة المنطقة.

وشددت المتحدثة باسم الخارجية الفرنسية أنييس فون دير مول على “ضرورة استئناف المحادثات الجوهرية، دون شروط مسبقة”.

وأجرى السبت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اتصالاً هاتفياً بالرئيس الإيراني حسن روحاني تباحثا فيه حول جهود الوساطة الروسية، وفق الكرملين.

من جهتها، رحّبت اللجنة الدولية للصليب الأحمر بوقف النار، وأبدت استعدادها لتسهيل تبادل الأسرى والجثث.

وأشارت الخارجية التركية السبت إلى ان وقف النار هو “أول خطوة مهمة لكنه لن يحل مكان حل دائم”.

وأضافت أنقرة حليفة باكو أن اذربيجان منحت ارمينيا “فرصة اخيرة للانسحاب من الاراضي التي تحتلها” مؤكدة أن “اذربيجان اثبتت لأرمينيا والعالم انها تستطيع استعادة أراضيها المحتلة”.

يأتي ذلك فيما يُخشى من تدويل الصراع في هذه المنطقة حيث لدى الروس والأتراك والإيرانيين والغرب مصالح، وتشجع أنقرة باكو على الهجوم فيما تلتزم موسكو بمعاهدة عسكرية مع يريفان.

وتتهم تركيا بالمشاركة في القتال إلى جانب أذربيجان، وهو ما تنفيه انقرة. وأفادت تقارير عدة عن إرسال مقاتلين موالين لتركيا من سوريا للقتال في قره باغ.

Related Posts