كشفت حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليًا في ليبيا برئاسة فايز السراج، تفاصيل تتعلق باحتجاز اثنين من “الجواسيس” الروس، بحسب مصادر في حكومة السراج، مشيرة إلى أن “الجاسوسين” المحتجزين في سجن ليتيغا الليبي منذ مايو أيار الماضي 2019.
ونقل مصدر حكومي في بيان صادر عن غرفة عمليات القوات الموالية لحكومة السراج، أن مكسيم شوغالي وسمير سيفان، أحيلا إلى مكاتب النيابة العامة من قبل المخابرات الليبية بتهمة “القيام بأعمال تضر بأمن الدولة”.
وقال البيان إن شوغالي وسيفان، كانا يجندان مواطنين في ليبيا لجمع المعلومات وتدريبهم للتأثير على الانتخابات الليبية في المستقبل.
ووفقًا للبيان، فإن الرجلين يعملان في شركة روسية مملوكة ليفغيني بريغوزهين، وهو رجل أعمال في سان بطرسبرغ يُعتقد أنه يمول نشاطات Wagner Group، وفرضت عليه السلطات الأمريكية عقوبات لتدخله في انتخابات الرئاسة الأمريكية التي أجريت في 2016.
وقال البيان، إن شوغالي وسيفان، أرسلا تقارير يومية عن الوضع الاقتصادي والعسكري في ليبيا إلى رؤسائهم، في الوقت الذي أشار فيه مسؤول في حكومة السراج، بحسب البيان، إلى أن “أسباب دخولهما البلاد تتناقض مع المثبت في تأشيراتهما”، مضيفًا أن “هدفهما هو تهيئة الظروف التي تسمح لروسيا بإقامة قاعدة عسكرية في ليبيا ومنع الولايات المتحدة من القيام بالشيئ نفسه، والسيطرة على احتياطيات ليبيا الغنية من النفط والغاز الطبيعي”.
وأكد مسؤولون روس، أن الرجلين كانا يقومان بإجراء بحث اجتماعي، وبحسب مركز بحثي يحمل اسم “مؤسسة حماية القيم التقليدية”، فإن الرجلين كانا يجريان استطلاعات لمعرفة أي زعيم يحظى بدعم أغلبية الليبيين.
وبحسب بيان حكومة الوفاق الوطني، فإن المتهمين بالتجسس التقوا أيضًا سيف الإسلام القذافي، نجل الرئيس الليبي السابق معمر القذافي، والذي لم تتم رؤيته علانية منذ 2014.
وقال بيان حكومة السراج، إن شوغالي وسيفان “يعملان على دعم الهارب سيف القذافي في أي انتخابات رئاسية مقبلة في ليبيا، كما يعملان على التأثير على الانتخابات البلدية للحصول على مرشحين مؤيدين لروسيا”.
وتدعم تركيا حكومة الوفاق الوطني المعترف بها من قبل الأمم المتحدة، في حين تدعم روسيا ومصر والإمارات قوات شرق ليبيا بزعامة خليفة حفتر، والذي بدأ في أبريل نيسان 2019، عملية عسكرية واسعة للسيطرة على العاصمة طرابلس والتي تديرها حكومة السراج.
وقبل أيام، أعلنت القوات التابعة لحكومة السراج، استعادة السيطرة على كامل حدود العاصمة طرابلس بعد طرد قوات حفتر، بالإضافة إلى مدينة ترهونة الاستراتيجية والتي تعد آخر معاقل قوات حفتر في غرب ليبيا، فيما دعت الحكومة المصرية إلى إنهاء الصراع العسكري في البلاد والمستمر منذ سنوات والعودة إلى المفاوضات بين الأطراف المتنازعة من أجل التوصل إلى حل سياسي.