متابعة “ساحات التحرير”
نشر مراسل تلفزيوني فيديو مصوراً يشكو فيه من تهديد خط على باب شقته “مطلوب دم” من قبل جماعة يُعتقد أنها عصابة نافذة تسيطر على استثمارات مدينة السماوة، كانت تراقبه عبر مجهولين منذ فترة وتجمع عنه المعلومات في قضاء الرميثة بمحافظة المثنى حيث يسكن وعائلته.
وبحسب بحث قام به مرصد الحريات الصحفية (JFO) تبين أن المراسل التلفزيوني المعروف حيدر الحمداني تعرض لحملة تشويه لسمعته، قبل أن يتم تهديده بالقتل، من قبل عشرات الصفحات على وسائل التواصل الاجتماعي، واتهمت بعض الصفحات الحمداني بأنه “يبتز مدير هيئة الاستثمار للحصول على قطعة أرض مميزة”.
وفوجئ الحمداني بعبارة كتبت على باب شقته “مطلوب دم”، وعادة ما تستخدم هذه التهديدات من قبل العشائر العراقية في حال وجدت جريمة قتل بين أفرادها، في حين أن الحمداني ليس لديه مشكلة عشائرية أو قبلية من هذا النوع، أو حتى غيرها من المشكلات.
ويقول حيدر الحمداني، لمرصد الحريات الصحفية (JFO)، إن ” التهديدات جاءت بعد انتقاد سوء الخدمات في المدينة والتأكيد على أهمية إنهاء الظواهر السلبية، وتوفير مستلزمات العيش للمواطنين، إذ ينتشر الفساد في مؤسسات الدولة”.
والحمداني صحفي مستقل، يعمل لصالح عدة مؤسسات إعلامية، ويبلغ من العمر 27 عاماً، ويعتبر من المراسلين البارزين على مستوى البلاد.
وتعتبر هذه التهديدات جدية حيث اضطر الحمداني إلى اخلاء منزله بسبب التهديدات المتلاحقة.
وأعرب زياد العجيلي رئيس مرصد الحريات الصحفية (JFO)، عن قلقه البالغ تجاه هذه التهديدات، وقال “إننا نجمع الأدلة بخصوص التهديد الذي تبين لنا بعد البحث إنه جدي “.
كما دعا رئيس مرصد الحريات الصحفية (JFO) جميع الأجهزة الامنية وقيادة شرطة المثنى بأخذ هذه التهديدات بعين الاعتبار وتوفير الحماية اللازمة للمراسل التلفزيوني لحين اتخاذ الإجراءات القانونية بحق من قام بالتهديد وملاحقتهم قضائياً في المحاكم العراقية.
ويواجه الصحفيون العراقيون مصاعب جدية خلال التقصي عن ملفات الفساد الإداري والمالي في العراق، كما يتعرضون بعد كشفها وعرضها للرأي العام إلى مخاطر حقيقية ليس أقلها التهديد بتصفيتهم بشكل مباشر أو غير مباشر، في وقت تتفاقم ظاهرة الإفلات من العقاب ما يهدد حرية الصحافة في العراق.