الثورة والمثقفون!

كتب الشاعر باسم الأنصار على صفحته في الفيسبوك:

بعد ان اندلعت ثورة تشرين العراقية بفعل الثوار الشباب الذين مثل غالبيتهم من خريجي الجامعات وطلابها في بادىء الامر ومن الشباب العاطل والمهمش بعد ذلك انقسم المثقفون في مواقفهم ازاءها.. ولقد ايد غالبيتهم هذه الثورة بكل حماس ووعي وعنفوان سواء الذين يعيشون في الخارج او في الداخل.. ولكن في الوقت نفسه وقف بعض المثقفين موقفا مخزيا وسلبيا منها وان لم يعلنوا عن ذلك علنا تقية وخوفا من ادانة الثوار لهم.. فمنهم من وقف ضدها خوفا على مصالحه ومكاسبه الوظيفية التي وفرها له النظام المجرم.. ومنهم من وقف ضدها بفعل طاءفيته المقيتة التي حاول اخفاءها بفشل ذريع وبالاخص حينما اهان الثوار معشوقتهم السافلة ايران وبعدما اسقطوا قدسية خامنءي ورجال الدين المجرمين.. ومنهم من وقف ضدها بسبب نرجسيتهم المريضة التي جرحها الثوار بعد ان رفضوا ممارسة الابوة والاستذة المتعجرفة التافهة من قبل هؤلاء المثقفين الذين ارادوا قيادة الثوار وهم يجلسون في ابراجهم العاجية مدفوعين بوهم فكرة الطبقة المثقفة التي يجب ان تقود الثورة والثوار.. هذا الوهم جعلهم لايرون حقيقة الواقع الذي خلقه الثوار الكفيلين بقيادة المرحلة بطريقتهم واسلوبهم المناسب للحظة التاريخية الحالية.. لقد نسي هؤلاء المثقفين بان دورهم هو الهام الثوار ودعمهم وليس قيادتهم وممارسة الاستذة عليهم..


لقد سقط هؤلاء المثقفين وللاسف خارج التاريخ بفعل هذه الاسباب والدوافع ودخلوا ذاكرة الثورة السوداء الى الابد اللهم الا صححوا موقفهم قبل فوات الاوان، وخصوصا ان ذاكرة الثوار قوية ومتقدة ولن تنسى مواقفهم المخزية مثلما لن تنسى موقف المثقفين العظيم والجميل الذي دعمهم ولازال وذلك ايمانا منهم بان العراق الجديد سيخلقه وعي الثوار الجدد المدعوم بمواقفهم النبيلة منهم ومن الثورة!