متابعة “ساحات التحرير”
أفاد تقرير نشره موقع متخصص في مجال الطاقة إن الأحداث في العراق يمكن أن تؤثر بشكل كبير على إمدادات النفط العالمية، فيما لو أقدم المحتجون الغاضبون على استهداف المنشآت النفطية جنوب البلاد، إن لم يتم الاستجابة لمطالبهم.
وذكر التقرير الذي نشر في موقع “أويل برايس” أن العراق يشكل التهديد الأكبر لأسواق النفط العالمية باعتبار أن استمرار الاحتجاجات وتصاعد حدتها يمكن أن يؤثر على نحو خمسة ملايين برميل من النفط هي حجم ما ينتجه العراق يوميا من حقوله النفطية.
محتجون عند ميناء أم قصر
وقال كاتب التقرير إن السؤال الأبرز الذي يطرح حاليا هو هل يجرؤ المحتجون على التحرك باتجاه النفط العراقي؟
ويضيف أن كل الدلائل تشير إلى أنهم سيفعلون، بل هم أقدموا على ذلك بالفعل عندما أغلقوا الطرق المؤدية إلى خمسة حقول نفطية في البصرة في وقت سابق من الشهر الماضي.
ويتابع أن المحتجين كانوا جريئين بما يكفي لإحراق قنصلية إيرانية ومهاجمة مبنى أمني موالي لإيران، وهم يعرفون جيدا أن رد الفعل سيكون عنيفا للغاية.
ويرى أن الوقت بدأ ينفد في العراق مع استمرار الاحتجاجات، مضيفا أن استقالة رئيس الحكومة عادل عبد المهدي ربما تكون ساعدت في تأخير وقوع نزاع مسلح كبير بين المحتجين وقوات الأمن في جنوب العراق، حيث تكمن معظم موارد العراق النفطية.
وأشار إلى أن ما يجب أن يراقبه المتداولون في السوق النفطية هو التطورات الحقيقية في العراق والتي قد تعني اضطرابا كبيرا في الإمدادات.
وتحدث كاتب تقرير موقع “أويل برايس” أن لدى الحكومة العراقية خياران فقط هما أن تستمر بالقمع وهو ما يعني حمام دم يتجاوز بكثير ما رأيناه بالفعل، أو إجراء إصلاحات كبيرة، لا تستطيع تحقيقها مع وجود النفوذ الإيراني.
ويختتم بالقول على الرغم من أن الأمور تبدو على السطح متجه للتهدئة في العراق، إلا أن ما يجب أن يستجيب له السوق هو الخطر الواضح والحالي الذي يواجه 12 في المئة من احتياطي النفط العالمي المعلن في العراق.
ومنذ الأول من أكتوبر الماضي، أدت الاعتصامات والاحتجاجات المطالبة بـ”إسقاط النظام” إلى إغلاق طرقات في جنوب البلاد، بما في ذلك تلك المؤدية إلى حقول نفطية في الناصرية والبصرة.
ويعتمد العراق بصورة رئيسية على صادراته النفطية التي تشكل 90 بالمئة من ميزانية البلاد، ما يعني إن أي توقف فيها سيؤدي إلى قطع الموارد المالية للحكومة.
وشهدت هذه الاحتجاجات، وهي الأولى من نوعها التي تخرج عفويا منذ عقود، أعمال عنف أوقعت أكثر من 400 قتيلا وأكثر من 19 ألف جريح.