كتب أحمد الشيخ ماجد:
كنا بأمس الحاجة لصدمة كبرى تعلن نهاية عصر الطوائف في العراق. حدثت احتجاجات كثيرة قبل 2019 وكانت إفرازاتها الإيجابية كبيرة وتجلت في انتفاضة تشرين، لكن تأثيراتها والتصورات الجديدة التي قدمتها لم تكن مثل هذه التظاهرات، عراقية، عفوية، أكبر من أي إطار وهوية فرعية.
صنع شباب تشرين اللحظة الوطنية المرتقبة التي وضعت كل رؤوس النظام العراقي أمام صدمة هذا الجيل، الصدمة التي لم يكن يتوقعونها وهم ينظرون للعراقيين، كلهم، ضمن خياراتهم الطائفية “المحاصصاتية” الكبرى. لقد قال لهم هذا الجيل: أنا لست مع طوائفكم، لست مع ميليشياتكم، لست مع أحد، أنا ابن العراق.
لا يزال الكثير من أمراء الطوائف يتوقعون أن التظاهرات لا بدّ أن تكون منتجًا أميركيًا يقابله النظام المدعوم إيرانيًا، المبارك والمقاوم وحامي الطائفي. أبقوا بهذا التصور الغبي إلى أن يأكلكم الغضب العراقي الوطني السريع، ولا بدّ أن تنتصر إرادة الشباب وصرخاتهم التي ترجمها شعار #نريد_وطن، هكذا علمنا التاريخ.
الأيام طويلة يا نظام القنّاصين والقتلة والعمالة والفساد، ونحن في الوجود والشارع، ستبقى دماء الشهداء تؤرقنا إلى عودة الوطن الذي أرادوه.
*كاتب وصحافي والكلمة من صفحته على الفيسبوك.