طه عجام*
الدمار والخراب الذي لحق بقطاعات التربية والتعليم والتعليم العالي يتفوق على مستوى الدمار والخراب الذي عصف بكل قطاعات الحياة في العراق بعد الاحتلال وهيمنة احزاب الفساد والفشل. ولاغرابة حين يكون رموز وقادة تلك الاحزاب من مزوري الشهادات أو بتحصيل دراسي متدنٍ.
كما لا ننسى هيمنة وزراء عبر المحاصصة الحزبية التي جعلت من الوزارات مصدرا لتمويل تلك الأحزاب من خلال شبكة فساد واسعة في مفاصل الوزارة وبأشراف من الوزير، فقدان الكفاءة والمهنية للوزير وطاقمه من المدراء العامين وانعدام البرامج العلمية الرصينة التي من شأنها النهوض بالواقع التعليمي، وهيمنة حزب الوزير على كل تفاصيل عمل الوزارة من خلال الدخول في مشاريعها التي ظلت على مدار ستة عشر عاما بؤرة للفساد متمثلا بانهيار البنى التحتية للمدارس، وتراجع خطير في توفير ابسط المستلزمات الاساسية للمدرسة، وانهيار لمئات المدارس لتقادمها وفشل الوزارة في بناء مدارس جديدة تتناسب مع ازدياد اعداد التلاميذ الجدد،حتى أصبحت المدارس الطينية ومدارس الكرفانات علامات فارقة لسوء الواقع التعليمي.
وفي واحدة من صفقات الفساد الكبرى في عهد الوزير (خضير الخزاعي ) تمثلت في المدارس الحديدية التي ظلت عبارة عن هياكل دون انجاز من قبل الشركة المنفذة والتي لم تتم احالة المسؤولين عن الصفقة الى القضاء بتهمة هدر المال العام لان الوزير كان عصيا على المحاسبة لحمايته من حزبه الحاكم.
هو انعدام كلي لمستلزمات الدراسة وتجهيزات صفوف المدرسة وازدحامها باعداد الطلبة، آلاف المدارس بدوام مزدوج او ثلاثي،مما يتسبب بتراجع خطير في المستوى التعليمي. انهيار الطرق وغرقها بالمياه في موسم الأمطار يضاعف من محنة التلاميذ في الوصول الى مدارسهم المتهالكة.. استثمار الوزير لواحدة من أكبر ابواب الفساد متمثلة بتغيير المناهج سنويا واللجوء الى طبعها في مطابع خارج العراق بصفقات فساد كبيرة ظلت غائبة عن المحاسبة للفاسدين في مجلس النواب وهيئة النزاهة.
هذا الواقع المزري للتعليم أستثمره فاسدون كبار في الدولة لتأسيس منظومة من المدارس الأهلية في كل المراحل التعليمية في واحدة من عمليات غسيل الأموال لكبار الفاسدين.
لقد عجزت أحزاب الخراب عن وضع لبنات حقيقية لأعادة الروح للقطاع التعليمي، وازدادت نسبة الأمية بشكل خطير نتيجة انهيار التعليم، واليوم تشكل الكليات والجامعات الاهلية صورة من صور الخراب المنظم للتعليم الجامعي واصبح بالأمكان شراء الشهادات الدراسية الأولية والعليا بأثمان بخسة.
واليوم حين يعلن الطلبة عن التحاقهم بالثوار في ساحات التظاهرات نجد من يتباكى على الطلاب وضياع السنة الدراسية !!
الطلبة ينتفضون على سلطة ساهمت بخراب التعليم وانعدام فرص التقدم وغياب التخطيط الذي أسهم برمي آلاف الخريجين الى الشوارع بحثا عن فرصة عمل.
*كاتب وناشط والمقال من صفحته على الفيسبوك