بغداد- “ساحات التحرير”
أعلن النائب الشيخ مزاحم التميمي استقالته من البرلمان.
وقال النائب عن البصرة فيي طلب الاستقالة: “يؤسفني أني طيلة السنة الماضية لم أشعر أن وجودي في مجلس النواب قد حقق شيئا مما وضعته هدفا لنفسي ومما كان الناخبون والمواطنون جميعا يتطلعون الى قيامي به كنائب يمثل شريحة واسعة من الشعب”.
وأضاف “كانت تجربة استفدت منها وزادتني معرفة واطلاعاً، لكنها جعلتني مشاركا مشاركة مباشرة او غير مباشرة بادارة الامور في الدولة التي كان الفشل والتخبط الطالع المميز لها”.
وفيما يأتي نصر كتاب الاستقالة:
النائب مزاحم التميمي يقدم استقالته من عضوية مجلس النواب
السيد رئيس مجلس النواب المحترم
تحية طيبة
يؤسفني أني طيلةَ السنةِ الماضيةِ لم أشعرْ أن وجودي في مجلسِ النوابِ قد حقق شيئا مما وضعتُه هدفا لنفسي ومما كان الناخبون والمواطنون جميعا يتطلعون الى قيامي به كنائبٍ يُمَثِلُ شريحةً واسعةً من الشعب. لقد حاولتُ ،قدرَ تمكني، تقديمَ شيءٍ ايجابي لكنه لم يكن يرقىٰ الى ما كنتُ أطمحُ وأتمنى. والحقيقةُ أني منذ البدءِ كنت أُقلبُ أفكاري بين البقاءِ والانسحاب ولكني أمِلتُ بأنَّ الأمرَ قد يتغيرُ مع الوقت فما حصلتُ سوى على خيبتي وخيبة الناس بي وبمنظومة الحكم بأكملها . والحقَ أقولُ إنها كانت تجربةً استفدتُ منها وزادتني معرفةً واطلاعا ولكنها جعلتني مشاركاً مشاركةً مباشرةً أو غيرَ مباشرةٍ بادارةِ الأمورِ في الدولة التي كان الفشلُ والتخبطُ الطابعَ المميزَ لها مع الأسف كما أن وجودي في المجلس أبعدني بدرجةٍ كبيرةٍ عن أهلي وناسي من دون أن يتلمسوا مني خيراً كثيرا وقد خسرتُ نفسيا وصحيا نتيجةَ ذلك. في المرحلة الراهنة وقد خرج الناس رافضين لحالة التردي منتفضين ضد المنظومة السياسية المنغلقة والتي تحكم البلدَ منذ ما بعد سقوط النظام السابق والتي واجهتهم بقسوةٍ لا يرتكبُ أقلَّ منها من يدعي الايمانَ بالديمقراطية ومن يُفترض أنه جاء الى السلطةِ تحت ذريعةِ المظلوميةِ والاقصاء ولتحقيقِ العدالةِ والمساواة وجدتُ أننا في السلطات الثلاث وفي مجلس النواب خاصةً أعجزُ ما نكونُ عن تلبيةِ طموحاتِ الناسِ حتى وإنْ عملنا مؤقتا على ما يهديءُ من رَوْعِهم وقد حاولتُ مؤخرا مع مجموعةٍ من أخوتي النواب ممن يتشاركون معي بالنظرةِ ذاتِها أن نخرج بما يساعد على اتخاذ موقفٍ مناسبٍ يلبي طموحاتِ الشعب لكننا لم ننجح للأسف فالأمر قد خرج عن قدرة أحدنا على القبول به. إني أحسبُ أنَّ التغييرَ في عمومِ المنظومةِ السياسيةِ أمرٌ مطلوبٌ بالحاح وأنَّ اصلاحَ الحالِ في ظل هذا الانغلاقِ المُحْكَمِ يبدو من المُحال ولكون وجودي في مجلس النواب يتعارضُ مع قناعتي تلك ولأني لم أجدْ سبيلاً يمكن أنْ يسلكَهُ المجلسُ مجتمعاً للخروجِ من هذه الأزمةِ المجتمعيةِ والوطنيةِ الطاحنة ولأنَّ مصيرَ بلدِنا على المَحك أجدُ لزاماً علي أن أتركَ هذا الموقعَ وأن أعودَ الى موقعي الطبيعي بين الناسِ لتأديةِ دوري معهم في السعي لاحداثِ التغييرِ المنشود. انطلاقا من ذلك قررتُ الانسحابَ من مجلسِ النوابِ وتقديمَ استقالتي الى رئاسةِ المجلس الموقرة مع اعتذاري لكل من وضعَ ثقتَه مقتنعا أني سأقدمُ له ما عجزَ عنه غيري ممن أُنتخبَ قبلي. إني أتقدم هذا اليوم باستقالتي راجيا قبولها شاكرا لكم سيادة رئيس المجلس ولنائبيكم الكريمين ما أحطتموني به من وِدٍّ واحترامٍ سيكون محلَ اعتبارٍ دائمٍ لدي وفي ذات الوقت فإني أتوجهُ بالشكرِ والامتنانِ الى زملائي وزميلاتي النوابِ المحترمين الذي تَوَلَّدَ في نفسي حبٌّ ثابتٌ تجاهَهم مقدراً اخلاصًهم وحرصَهم على خدمةِ ناخبيهم وأتوجهُ أخيرا باعتذاري الى الشهداءِ والمصابين والى عمومِ الشعب والى شبابِه الثائر والى من انتخبني خاصةً لأني قد أكونُ خذلتُهم ولم أحققْ ما تطلعوا اليه. اللهم عفوَك ورضاك.
النائب مزاحم مصطفى التميمي
26 ت1 2019