متابعة: “ساحات التحرير”
بعنوان “الاحتجاجات الجماهيرية ضد الفساد والحرمان تحل محل حقبة من الحروب الأهلية الطائفية”، نشر الكاتب البريطاني المعروف باتريك كوكبيرن أمس مقالاً في صحيفة “الأندبندنت” نعرض هنا للجزء المتعلق بالعراق منه..
ويبدأ الكاتب المعروف بعمق صلته بالشأن العراقي ومنذ أكثر من ربع قرن “انتهت الحروب الأهلية الطائفية والإثنية التي عصفت بجزء كبير من الشرق الأوسط على مدى السنوات الأربعين الماضية. واستبدلت بنوع جديد من الصراع الذي تثير فيه الاحتجاجات الشبيهة بالانتفاضات الشعبية النخبة الحاكمة التي تبرر قوتهم من خلال الادعاء بأنها المدافعة عن المجتمعات”.
ويرسم كوكبيرن المشهد التالي من بغداد “كنت جالساً في غرفتي الفندقية في بغداد في وقت سابق من شهر تشرين/ أكتوبر للتفكير في كتابة مقال عن عودة السلام إلى العاصمة العراقية بعد هزيمة داعش، فلقد مرت ثلاث سنوات على آخر انفجار كبير الأخيرة في شوارعها وهو ما كان يحدث بشكل مروع ومتكرر. كنت على وشك أن أعمل عندما سمعت صوتًا “منبثقًا” بعيدًا تعرفت عليه على أنه لقطات، لكنني اعتقدت أنه ربما يكون أشخاص يحتفلون بحفل زفاف أو مباراة كرة قدم. ولكن يبدو أن إطلاق النار استمر لفترة طويلة، وحتى يكون هذا التفسير صحيحًا أخذت المصعد إلى صالة الاستقبال بقصد معرفة ما كان يحدث في الشارع خارج الفندق. قبل وصولي إلى هناك، أخبرني رجل أن قوات الأمن كانت تطلق النار على المتظاهرين في ساحة التحرير القريبة: هناك بالفعل 10 قتلى”.
الغضب من سرقة 450 مليار دولار
يقول كوكبيرن “كان عدد القتلى أسوأ بكثير من ذلك: عدد القتلى الرسمي هو 157 قتيلاً و 6100 جريح، لكن الأطباء أخبروني أن العدد الحقيقي للقتلى كان أعلى بكثير. أراد المتظاهرون، الذين كانت أعدادهم صغيرة في البداية، وظائف، ووضع حد للفساد، وتحسين الخدمات الأساسية مثل المياه والكهرباء. لكن شخصًا ما في الأمن الحكومي، فضلا عن القوات شبه العسكرية الموالية لإيران، اعتبر أن هذه المطالب بالعدالة الاجتماعية والاقتصادية تشكل تهديدًا للوضع السياسي الراهن، وهو ما يجب قمعه بنيران البنادق الحية، وحظر التجول على سبعة ملايين من سكان بغداد، و اغلاق الانترنت. لقد عمل القمع لفترة وجيزة، لكن هذا هو عمق الغضب من سرقة 450 مليار دولار من عائدات النفط العراقية منذ عام 2003 والتي كانت الاحتجاجات عليها تندلع مرة تلو أخرى، كما حصل أمس الجمعة مع 23 قتيلاً.