“فرار” الصحفيين العراقيين.. هجمات وتهديدات بالقتل وطريق محفوف بالمخاطر!

بغداد- ناس

سلط استطلاع أجراه بيت الإعلام العراقي، على موجة هجرة الصحفيين للعاصمة بغداد ومدن الجنوب نحو إقليم كردستان وخارج البلاد، إثر هجمات وتهديدات بالقتل والاعتقال تعرضوا لها، فيما حذر من تأثير ذلك على “سمعة البلاد والسلم المجتمعي”.

ونشر “بيت الاعلام العراقي” استطلاعا تابعه “ناس” اليوم (١٦تشرين الاول ٢٠١٩) عن ظاهرة فرار العشرات من الصحفيين من بغداد ومحافظات الجنوب خلال التظاهرات التي شهدتها البلاد مطلع الشهر الحالي.

وذكر “بيت الاعلام العراقي”، أن العديد من الصحفيين والاعلاميين أبلغوه انهم تركوا العمل الصحفي خلال الاحتجاجات وقرر اخرون تغيير مناطق سكنهم واخرون غادروا مدنهم نحو اقليم كردستان اوالى خارج البلاد.

وقال (م   س) وهو صحفي يعمل في قناة فضائية عراقية في بغداد، ان القناة التي يعمل فيها تعرضت الى تهديدات مباشرة من جهات مسلحة، كما ان جهات امنية ابلغتهم بشكل مباشر بانهم مرصودين ومعروفين وحذرتهم من تغطية التظاهرات.

واضاف انه قرر ترك منزله مع افراد عائلته وتوجه الى مكان طلب عدم الاشارة اليه لاسباب امنية، كما أشار الى ان تهديدات امنية وصلت اليه حتى على صفحته في فيسبوك عبر رسائل او عبر تعليقات تضمنت تهم الخيانة والوعيد بالانتقام.

وتوقفت معظم القنوات والوكالات والمواقع الاخبارية عن العمل خلال الاحتجاجات التي شهدتها البلاد مؤخرا، فيما اجبرت وسائل اعلام اخرى على تغطية التظاهرات عبر ما تنقله القناة الرسمية التابعة للحكومة فقط، والتي اصبحت مصدرا للاخبار، فيما اصبح المصدر الاخر الذي يمثل المتظاهرين هي مواقع التواصل الاجتماعي وتحديدا توتير عبر تسريب العشرات من مقاطع الفيديو والصور والاخبار الى مدونين من خارج البلاد، بسب الحظر الذي تم فرضه على شبكة الانترنت من قبل الجهات الرسمية، وفق الاستطلاع.

وروى  (ي  ص) وهو صحفي يعمل في وكالة اخبارية محلية طريقة خروجة من بغداد بعد التهدادات التي طاولت الصحفيين ووسائل الاعلام، مبينا أنه عمل على تغطية الاحتجاجات خلال الايام الثلاثة الاولى للتظاهرات “ولكن بعدها تم اجبارنا على وقف التغطيات بالتزامن مع حظر الانترنت وتهديدات طاولت الصحفيين، واضطررت الى مغادرة بغداد نحو اقليم كردستان”.

واوضح ان طريق الخروج من بغداد لم يكن سهلا، “كنت اشعر بالرعب لان معلومات انتشرت عن ان قوات الامن وضعت قائمة مطلوبين للصحفيين والناشطين المدنيين، وخشيت من ان تقوم احدى نقاط التفتيش باعتقالي خلال خروجي من بغداد”.

بينما قال (ث  ك) وهو صحفي ومدون اخباري انه “اضطر الى مسح محتويات حاسوبه الاخبارية وارشيف صور التظاهرات وكذلك في هاتفه المحمول خشية مصادرته او تكسيره او ان يتم اعتبار محتويات حاسبوه تهمة قد تؤدي به الى الاعتقال”، واضاف انه “اغلق صفحته الشخصية على فيسبوك وتويتر”.

وأكد الاستطلاع، أن “اجراءات السلطات الرسمية ضد وسائل الاعلام والصحفيين أدت الى موجة انتقادات واسعة من قبل منظمات الدفاع عن حقوق الانسان وحرية الراي والتعبير، ومنظمات دعم الصحافة والاعلام، وهو ما سيسهم في تراجع ترتيب العراق في سلم حرية الصحافة العالمي الى متسويات متدنية ستنعكس سلبا على تعامل المجتمع الدولي مع العراق”.

وأدان بيت الاعلام العراقي، بشدة ما تعرضت له وسائل اعلام وصحفيين من تهديدات ومخاوف من ممارسة العمل الصحفي، مطالبا السلطات الرسمية بوقف هذه “الاجراءات السلطوية التي تكرّس تقييد الحريات العامة وحق المواطن بالحصول على المعلومة”.

كما أشار إلى أن “اجراءات السلطات في اغلاق وسائل اعلام وحجب الانترنت وان يحقق اهداف تراها الجهات الرسمية ضرورية الا ان تداعياتها كبيرة اثناء التظاهرات وما بعدها ستكون عكسية، اذ تؤثر على السلم والامن المجتمعي، وتضيف انتكاسة الى سمعة البلاد في سلم حرية الراي والتعبير العالمية”.