رسالة من الأديب العراقي جمعة اللامي إلى السيد علي خامنئي

سماحة السيد / علي خامنئي … المحترم ـ طهران:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، … أمّا بعد :
قلت لكم عندما قابلتكم بإمارة دُبي ، في 25 مايو ـ ايار / فبراير سنة 1981، بناءً على دعوة من سكرتيركم الصحافي بتاريخه ، لصالح جريدة ” الخليج ” ، أنني سوف أُقاتلُ قواتكم إذا ما غزت أرض بلادي ـ العراق ، كما دعوتكم الى أن تقوم الحكومة الايرانية بإعادة الجزر العربية الثلاث الى دولة الامارات العربية المتحدة.

منذ الأول من شهرنا هذا ، حدث التغيير الحقيقي في العراق ، بإرادة شبابه ، وتحت سماء العراق وفوق أرضه الوطنية فقط ، ودفع العراقيون من أجل هذها التغيير الحقيقي ، دماءً غالية وعزيزة من زهرات شبابه ، ودموع الأُمهات والآباء المكلومين والثكالى ، وهم غير مستعدين للتراجع عن إرادتهم الوطنية ابدا ، مهما غلت التضحيات وتكررت الآلام.

اليوم ، بعد التصريحات الرسمية الايرانية، بصدد الوضع الراهن في وطني ، وقيام أنصاركم باستخدام القوة النارية ضد شباب العراق المنتفضين ، لا سيما منذ مطلع شهرنا هذا، في أجهزة الحكومة وفي غيرها أيضا ، أُعيد عليكم ـ علانية أمام الناس ، في يوم الناس هذا ، موقفي السابق ، ولكن في يوم جديد والعراق يداوي جراحه ، وهو أن تتركوا الشعب العراقي يقرر مصيره بنفسه، وأن تكفوا ــ أنتم وسواكم من القوى الخارجية الأُخرى ، عن التدخل في شؤونه الداخلية وعلاقاته الخارجية.

انني إذْ أكتب اليكم بهذه الصراحة والوضوح والمسؤولية ، فذلك ينطلق من حبي لوطني وشعبي، ومن تقديري للعلاقات التاريخية والثقافية بين العراق وإيران ، ومن روح الثقافة الانسانية التي تمجد العلاقات المتكافئة بين الأمم والشعوب فوق كرتنا الصغيرة هذه.

كنتُ أرغب في تلاوة هذه الرسالة الموجزة الموجهة اليكم شخصيا، من إحدى سوح إنتفاضة شباب العراق ، وبين شباب العراق وشيبه ، لولا مَرَضي الوبيل الذي يحبسني عن تحقيق هذه الرغبة الملحاحة حالياً ، مُكرراً دعوتي لكم ــ كما غيركم من الدول الخارجية الأُخرى ، أن تتركوا بلادنا وشأنها ولأهلها فقط .
والله ــ والعراق ، من وراء القصد.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*جمعة اللامي: قاص ــ وكاتب روائي والصورة تجمعه إلى السيد خامنئي بتاريخه. المقالة والصورة نشرت على صفحة اللامي في الفيسبوك.