“واشنطن إكزامنير”: جيش إيران ضعيف ونظامها يستمد سلطته من أخطاء خصومه وليس من قوته

واشنطن- “ساحات التحرير”

نشرت صحيفة “واشنطن  كزامينر”،  مقالاً الثلاثاء للكاتب دانييل ديبتريس يسخر فيه من القوة التي تحاول إيران اضفاءها على قواتها المسلحة.

وبحسب الكاتب فأن المرء، وهو ينصت لهؤلاء الذين يقدمون أنفسهم كخبراء على القنوات التلفزيونية وصفحات الجرائد، أن الجيش الإيراني قوة عظمى، تتحكم في دول وتنتظر الفرصة لتبسط نفوذها على كل الشرق الأوسط، لكن الواقع قد يكون غير ذلك.

 

وقد يفاجأ العديد من الأميركيين لحقيقة أن إيران أقل قوة ورعباً بكثير مما يروج له من طرف بعض مراكز التفكير وبعض وسائل الإعلام، يقول الكاتب.

ويضيف أن الاستماع إلى وزير الخارجية مايك بومبيو سوف يجعلك تعتقد أن الإيرانيين على بعد بضع سنوات قصيرة من اكتساح الشرق الأوسط بأكمله مثلما فعل الإسكندر الأكبر في القارة الآسيوية.

يُنظر إلى إيران الحديثة، التي تعتبر في أقصى حالاتها على أنها نسخة القرن الحادي والعشرين من الإمبراطورية الفارسية، على أنها طاغوت عسكري تسعى لفرصة لبسط سيطرتها على الأراضي ونصب علمها في جميع أنحاء الشرق الأوسط.

ويقول الكاتب: ” إيران ليست عملاقاً طوله 10 أقدام كما تصور غالباً، ليس لديها القوة، والثروة، والشركاء، ولا القدرة على أداء ما يمكن أن يعتبر عملا سحريا”.

وعلى الرغم من كل الاهتمام والموارد التي توليه واشنطن لطهران، فإن البلاد ليست سوى نظام مصاب بجنون العظمة.

ويرى الكاتب أن المسؤولين الأمريكيين يبالغون كثيراً في قوة “فيلق الحرس الثوري الإسلامي”، لأسباب مفهومة. فعلى رأسه، الجنرال قاسم سليماني، وهو “قائد وضيع وانتهازي وتكتيكي عسكري متمكن”.

وقد أنقذ “فيلق القدس”، الذراع العملياتي لـ “الحرس الثوري” في الخارج، بشار الأسد في سوريا من أن يلقى مصير معمر القذافي.

كما أن أيدي المنظمة ملطخة بدماء أمريكية، حيث زودت الميليشيات الشيعية في العراق وحركة طالبان في أفغانستان بالأسلحة والأموال والمتفجرات.

وكان يمكن أن يكون حزب الله في لبنان، والجماعات الفلسطينية المسلحة في غزة، والحوثيون في اليمن أقل قدرة بكثير اليوم لو لم تتدفق النقود الإيرانية إليهم.

وعلى الرغم من أن الاستنتاجات النهائية حول الهجوم الذي تعرضت له هذا الشهر البنية التحتية النفطية في المملكة العربية السعودية لم تنشر بعد، إلا أن هناك احتمال كبير أن يكون “الحرس الثوري الإسلامي” متورطاً فيها بطريقة ما.

وحسب الكاتب، فإن قدرات الجيش الإيراني هي “مزحة”، فقد طوقت العقوبات القوات الجوية الإيرانية وعزلتها عن التكنولوجيا العسكرية الغربية.

وتعود طائراتها الحربية اليوم إلى فترة السبعينات، وهي معدات لا يمكن الاعتماد عليها في حالة اندلاع نزاع مباشر.

ومن المرجح أن تكون الطائرة التي أطلقتها إيران في العام الماضي، تحت اسم الجيل الرابع، نسخة من طراز إف 5، الأمريكية في السبعينات.

وسيتم طرد القوارب الصغيرة التي تشكل القوات البحرية الإيرانية من المياه في حال اندلاع الحرب.

وتنفق إيران أقل من منافسيها في الخليج. ووفقاً للأرقام التي نشرها المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، كانت النفقات العسكرية التراكمية لمجلس التعاون الخليجي في عام 2017 أكبر بثمانية أضعاف تقريباً من النفقات العسكرية لطهران.

كما أن اقتصاد إيران ليس بهذه الروعة، إذ يبلغ الناتج المحلي الإيراني 454 مليار دولار، وهو أصغر من ناتج ولاية جورجيا الأمريكية. وبتعبير آخر، فإن الناتج المحلي الإجمالي لإيران هو ما يقرب 2% من إجمالي الاقتصاد الأميركي.

وتتباهى المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، وهم أقوى المنافسين لإيران في المنطقة، بإجمالي ناتجهما المحلي وهو أكثر من ضعف ما يمكن لطهران أن تحلم به في الظروف الحالية.

ويخلص الكاتب أن كل هذا لا يعبر عن بوادر قوة عظمى صاعدة في الشرق الأوسط، بل يعبر عن بلد يكافح من أجل أن يكون جيشا حديثا، ويجذب الخبرات ويثبت عملته.

ويختتم الكاتب أن مضامين المقال لا تهدف إلى تبرير سلوك إيران السيئ أو التقليل من التهديد الذي تمثله لجيرانه، لكن على واشنطن أن تبدأ في رؤية إيران كما هي – نظام يستمد سلطته من أخطاء خصومه وليس من قوته العسكرية أو الاقتصادية.