واشنطن- “ساحات التحرير”
وجّه رئيس الجمهورية برهم صالح دعوة لجيران العراق بالاجتماع في بغداد من أجل “رسم خريطة لتحالف إقليمي”.
وجاءت الدعوة ضمن مقالة كتبها الرئيس صالح في صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية التي نشرت اليوم وجاء فيها “تعتبر الأحداث الأخيرة تذكيرًا صارخًا بمدى استمرار تقلب الشرق الأوسط ومدى سهولة العداوة المحلية التي يمكن أن تلحق الضرر بمصالح بقية العالم. إن الهجمات على المنشآت النفطية في المملكة العربية السعودية مدعاة للقلق، لكن المشكلة الأساسية ليست جديدة. تسببت النزاعات المروعة في اليمن وسوريا في زعزعة الاستقرار والمعاناة، وأذكت الجهات الخارجية النيران”.
وكتب الرئيس صالح “لا يوجد بلد يفهم ويلات الحروب والعقوبات والعنف والاقتتال الداخلي مثل العراق،ولا يوجد سكان بلد أكثر دراية بالتكاليف البشرية والمادية التي قد تفرضها السياسات العدوانية مثل أهل العراق وسكانه، ولا توجد دولة تتوق للاستقرار والأمن أكثر من العراق”.
ويؤكد الرئيس صالح “انتصارنا لا يزال هشا، وأصعب مهامنا ما تزال أمامنا. نحن بحاجة إلى توفير فرص العمل والتعليم والتدريب لبناء قوة عاملة حديثة، لتقديم خدمات أفضل، وإعادة تأهيل وتوسيع بنيتنا التحتية، وإصلاح قطاعنا العام المتضخم وتعزيز مؤسساتنا، لإبعاد أنفسنا عن الاعتماد على النفط من خلال خلق قطاع خاص نابض بالحياة، لمعالجة الفساد، لإنشاء الأطر التنظيمية والقانونية لجذب المستثمرين الأجانب”.
ويضيف “هذه هي المهام الهائلة التي تواجه حكومة رئيس الوزراء عادل عبد المهدي ، الذي يشاطرني الحماس للإصلاح. لقد تواصل العراق مع جيراننا والمجتمع الدولي للحصول على المساعدة المالية والتقنية. لكن طموحاتنا تصبح فريسة للسياسة الإقليمية، وقد تتلاشى إذا كان جيراننا وحلفاؤنا على خلاف”.
ويستدرك الرئيس “عندما وصلت إلى نيويورك على رأس وفد بلدي إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، رسالتي بسيطة: العراق ليس لديه نية للانجرار إلى صراعات إقليمية. ينوي العراق حماية مصالحه الخاصة ولن يسمح باستخدام نفسه كقاعدة لمهاجمة جيرانه أو ساحة معركة لوكلائهم. من مصلحتنا أن نعمل كقوة لتحقيق الاستقرار واستخدام موقفنا الاستراتيجي الرئيسي وعلاقاتنا الجيدة مع جيراننا للقضاء على التطرف. يسعى العراق إلى أن يكون قوة من أجل الاستقرار، وجسرًا للتكامل الاقتصادي في الشرق الأوسط”
وشدد الرئيس “من مصلحة الجميع أن يتغلب الشرق الأوسط على الصراع. ينوي العراق دعوة جيرانه للاجتماع في بغداد لإجراء محادثة تبدأ بضرورة دعم استقرار العراق وتجديده الاقتصادي. سوف نعمل بجد لتحديد مجالات العمل التعاوني الفوري ورسم خريطة طريق لتحالف إقليمي أكثر تماسكًا”.