الباحث الأميركي مايكل روبن: هناك معركة على النفوذ في العراق اليوم، وإيران هي المنتصرة

واشنطن- “ساحات التجرير”

يورد الباحث في معهد “أميركان انتبرايز” مايكل روبن تفاصيل عن كلفة السفارة الأميركية ببغداد والتمثيل الوظيفي فيها ليصل إلى أنها عجزت عن تحقيق أي شكل من أشكال النفوذ الأمريكي في العراق قياساً بالنفوذ الإيراني.

ويرفض الباحث روبن في مقالة نشرها موقع “ناشيونال انتريست” فرضية الوضع المتدهور في العراق لتبرير ذلك الاخفاق الدبلوماسي “قبل عقد من الزمن، كان العراق خطيرًا وما يزال في بعض النواحي، ولكن، هناك نهضة بشكل من الأشكال. قبل عامين انخفض العنف بشكل كبير. في أواخر العام الماضي، انخفض عدد المدنيين الذين قتلوا أو جرحوا في حوادث إرهابية أو عنف سياسي إلى درجة أن الأمم المتحدة توقفت عن نشر التقارير الشهرية. لم يقم رئيس الوزراء عادل عبد المهدي بهدم العديد من الجدران والحواجز وإزالة نقاط التفتيش التي تسببت في اختناقات في جميع أنحاء بغداد وحسب، لكنه رفع أيضًا القيود المفروضة على وصل مواطنيه إلى المطار، وجعله مثل أي مطار آخر في جميع أنحاء الشرق الأوسط. وقد أدت العودة إلى الحياة الطبيعية في ازدهار المطاعم والحياة الليلية في جميع أنحاء العاصمة. سوق الكتب في شارع المتنبي مكتظ. وعلى الرغم من كل الحديث عن الإسلاموية المتنامية في العراق، عادت الكحول إلى السوق الحرة في بغداد.

                                                                                                  السفارة الأميركية ببغداد

ويوضح روبن “اليقين الوحيد هو أن معظم الدبلوماسيين الأمريكيين لم يتمكنوا من الاستمتاع بولادة بغداد الجديدة. معظم الدبلوماسيين الأمريكيين غير مسموح لهم بالخروج من حرم السفارة. يخضع العديد من المتعاقدين الأمريكيين لقيود أمنية مماثلة، ولا يمكنهم مغادرة فندق بابل روتانا، والذي أصبح أشهر “سجن ذهبي” في بغداد. في حين أن معظم المسؤولين العراقيين، ناهيك عن عدد السكان الأوسع، لن يروا ولا يمكنهم الوصول إلى دبلوماسي أمريكي، إلا أن الدبلوماسيين الإيرانيين والأتراك يتجولون بحرية. يزداد عدد الدبلوماسيين الأوروبيين الذين يسمح لهم بزيارة أحياء بغداد: الجادرية، العرصات، المنصور، القادسية، والكاظمية. ببساطة ، حتى شركاء أمريكا يدركون أن معظم مناطق بغداد اليوم آمنة مثل أنقرة أو إسلام أباد أو بيروت”.

ويلفت الباحث منتقدا إلى أن “معظم المسؤولين الأمريكيين الزائرين يتعاملون مع المسؤولين التنفيذيين العراقيين فقط: الرئيس برهم صالح أو رئيس الوزراء عبد المهدي، بينما لاحظ برلماني عراقي أن الدبلوماسيين الأمريكيين لا يزورون البرلمان أبدًا، على الرغم من أن المبنى آمن ويقع على بعد نصف ميل من السفارة الأمريكية”.

ويضيف “يمكن للدبلوماسيين الأمريكيين في بغداد أن يحصلوا على رواتب الخطر ومكافآت المشقة، لكنهم سيحققون فرصة لأداء وظائفهم أفضل من لقاءات عبر سكايب من واشنطن”.

ويخلص روبن “هناك معركة على النفوذ في العراق اليوم، وإيران هي المنتصرة” موضحا “يمكن لمنتقدي السياسة الأمريكية في العراق إلقاء اللوم على الرئيس جورج دبليو بوش والحرب على العراق لتمكينهما إيران، لكن هذا تبسيط مبالغ فيه. إذا خسرت الولايات المتحدة العراق بسبب النفوذ الإيراني، فذلك بسبب السياسات الأمنية الداخلية لوزارة الخارجية الأميركية التي تهزم نفسها بنفسها، وعجز حكومة الولايات المتحدة عن الاستفادة من عظم قوتها اي الأعمال التجارية الأمريكية”.