العراق يواجه عجز حكومي في مكافحة هذا النوع من السرطان

يُصيب سرطان الثدي واحد من كل 100 شخص في العراق، ويعود سبب انتشاره كما باقي الأمراض السرطانية الأخرى إلى تلوّث البيئة خاصة في المناطق الجنوبية، في وقت تواجه وزارة الصحة نقصاً في المراكز التشخيصية للكشف المبكر عنها، إلى جانب عجزها عن توفير العلاجات سوى لـ30 بالمائة من المرضى، ما يتطلب نهضة حكومية كبيرة في هذا المجال، وفق عضو لجنة الصحة والبيئة النيابية، باسم الغرابي.

 

ويعتبر تشرين الأول/ أكتوبر من كل عام، شهر التوعية بمخاطر مرض سرطان الثدي حول العالم عبر تنفيذ عدة أنشطة تحث النساء على الكشف المبكر والدوري، فيما تتخذ الأنشطة اللون الزهري أو الوردي شعاراً توعوياً لها.

 

وسرطان الثدي هو الذي يتكون في خلايا الثديين، ويأتي بعد سرطان الجلد من حيث كونه أكثر أنواع السرطانات شيوعاً بين النساء في الولايات المتحدة، ويصيب سرطان الثدي كلاً من الرجال والنساء، إلا أنه أكثر شيوعاً بين النساء.

 

الأول في العراق والعالم

 

ويقول المتحدث باسم وزارة الصحة العراقية، سيف البدر في بيان، الثلاثاء الماضي، إن “سرطان الثدي يحتل المرتبة الأولى بالسرطانات في العراق والعالم، وعلى أساسه ندعو النساء بعمر الـ40 لإجراء فحص (الماموجرام) والموجات فوق الصوتية”.

 

ويلفت إلى أن “التقدم بالسن يزيد مخاطر الإصابة بسرطان الثدي بالإضافة للعامل الوراثي، فضلاً عن العادات الغذائية غير الصحية وقلة النشاط البدني وغيرها من العوامل”.

 

ويوضح البدر، أن “هناك 53 مركزاً للكشف عن سرطان الثدي من بينها 17 مركزاً وعيادة موزعة في العاصمة بغداد”، مبيناً، أن “وزير الصحة وجه بانطلاق الحملة تزامناً مع شهر التحدي العالمي لسرطان الثدي في تشرين الأول من كل عام”.

 

وفي هذا السياق، يقول عضو لجنة الصحة والبيئة النيابية، باسم الغرابي، إن “الأمراض السرطانية مشكلة عالمية تزداد مخاطرها يوماً بعد آخر، وفي العراق يتم تسجيل حالة إصابة واحدة من كل 100 شخص بسرطان الثدي”.

 

انتشار الأمراض السرطانية

 

وعن أسباب انتشار الأمراض السرطانية مؤخراً وخاصة في المناطق الجنوبية، يعزو الغرابي خلال تصريحه الصحفي ، ذلك إلى “تلوّث البيئة بثنائي أكسيد الكربون، وأيضاً انبعاث غاز الميثان المصاحب للاحتراق الجزئي للغاز عند استخراج النفط”.

 

وأضاف، “فضلاً عن ارتفاع نسب التلوّث والسموم في داخل المياه، وتلوّث التربة، بالإضافة إلى الإشعاعات التي تتجاوز 300 ألف ضعف عن الحد المسموح بها، بسبب الحروب السابقة”.

 

ويؤكد، أن “الفحص المبكر ضروري لاكتشاف الأمراض السرطانية بصورة عامة ومعالجتها مبكراً، أما إذا وصلت إلى المستوى الثالث أو الرابع حينها يُصعب الشفاء منها إلا في حالات نادرة”.

 

المراكز التشخيصية

 

وأشار إلى وجود نقص في المراكز التشخيصية، مُبيناً أن “هذه المراكز نادرة في العراق، إذ هناك 4 مراكز لعلاج الأورام السرطانية للأطفال، و5 مراكز للعلاج الإشعاعي، و23 مركزاً للعلاج الكيميائي في عموم العراق”، مؤكداً أن “هذه المراكز لا تكفي، لذلك يضطر المرضى للسفر إلى خارج البلاد، ما يكبدهم مبالغ مالية كبيرة”.

 

وفيما يتعلق بالعلاجات، ذكر الغرابي، أن “علاجات الأمراض السرطانية غالية، وأن موازنة وزارة الصحة لعام 2023 تبلغ نحو 10 تريليونات دينار، خُصص منها تريليون و600 مليار دينار لمختلف العلاجات بما فيها السرطانية، لذلك قد يجهز العلاج إلى نحو 30 بالمائة فقط من المرضى، والباقين يتحملون العلاج على نفقتهم الخاصة”.

 

وتابع، “وبناءً على ذلك، ينبغي القيام بنهضة حكومية كبيرة لإنشاء مراكز للفحص المبكر، خصوصاً في المستشفيات الجديدة مثل الألمانية والتركية والأسترالية التي هي حالياً في طور الإنشاء، من خلال إعادة تصميم بعض مرافقها وإنشاء مراكز للفحص المبكر فيها، لكشف المرض ومعالجته في بدايته”.

السرطانالعراقعجز حكومي