مقاتل سابق في قوات “الأنصار” الشيوعية يعترف: أخطأنا بقتل الجنود وأفراد الجيش العراقي

كتب الأستاذ محسن الجيلاوي في صفحته على الفيسبوك:

حان الوقت للاعتراف وقول الحقيقة المرة عليَّ وعلى غيري من الأنصار …!

أعتقد جازما قد حان الوقت للاعتراف العلني الفردي والجماعي لوقوعنا نهاية السبعينيات تحت تاثير الأحزاب القومية الكردية في القتال ضد فقراء العراق وهم مساقون عنوة إلى الجيش، الى حروب أشعلتها الفاشية الرعناء وجندية طالت دهرا ، يجب الاعتذار للأسباب التالية …

1- الرصاص الذي توجه هو في غالبه على أطراف الجيش ( ربايا ) أعلى رتبه فيها عريف فقير ومهمش عراقي بامتياز سواء كان ( كرديا أو عربيا او تركمانيا…)وهو المفترض أن يكون دوما تحت العين الفاحصة لاي يسار حقيقي متناسين حتى مواقف لينين باعتبارهم أبناء الثورة القادمة، الكارثة بدأت من مجزرة هندرين التي قادها بعض المرتزقة( البارزانيين ) من الشيوعيين العرب ومثل الجبهة وغيرها لم نراجع تجاربنا بجدية لكي لا نقع بنفس الأخطاء ..

2- إذا احدهم قال اننا ذهبنا الى كردستان لحماية قاعدتنا فهذا كذب فاقع ، لقد لحقناهم وسلمنا لحانا لهم بعد أن تركوا كقيادة القاعدة تواجه مصيرها أمام الفاشية، هذا لا يعني اريد أن أقول وجودنا في كردستان خاطئ بالكامل بل كان يجب ان يكون محدودا ومنحصرا بأهالي المنطقة …

3- أغلب خسائر حركة الانصار لم تكن بمواجهة السلطة بل على أيدي الأحزاب القومية الكردية مجتمعة ( الاتحاد الوطني ، الحزب الديمقراطي ، الجحوش ، حدكا الإيراني ، بككا التركي ، باسوك ، كوملة الإيراني ، العشيرة البارزانية ) بالاضافة الى اغتيالات لا أعرف مَنْ يقف خلفها، لقد تعرضنا لأكبر مجزرة في تاريخ الشيوعية العراقية لم تكن في الواقع ضد السلطة ، هناك محاولة للتعتيم عليها وفق منطق الرشاوي بعد ان أصبح اغلب الأنصار عبيد لدولارات مسعود وجلال بل مرتزقة ضد وطنهم أساسا …

4-المئات من اليساريين اليوم يكتبون عن تجربتهم في الجيش وعن جحيم الحرب ، وهم اليوم القاعدة الوحيدة للتشكيلات الشيوعية واليسارية والثقافية والأدبية والحضارية والمدنية وهنا السؤال الجارح ماذا جنينا من حركة في حال تمكنا من قتلهم جميعا …؟!!

5- استثني من ذلك كل الأعمال البطولية وهي محدودة جدا لصعوبة الوصول ضد الجلادين ورجال الأمن والبعث والمخابرات ، فهؤلاء يستحقون العقاب الصارم لانهم باعوا ضميرهم وشرفهم لنظام سفك دم الشعب العراقي بغزارة …

6- للتاريخ اشتركت في عملية واحدة واضحة ضد الجيش قرب العمادية – درلوك، وفكرت ماذا إذا كان لي صديق او قريب في الجهة المقابلة لا ذنب له عندما ألبسوه عنوة عدة الحرب ، ومن حسن الصدف لاحقا احد الأشخاص من الموصل نسميه ( ابو محمد ابو الجهال) التحق بنا وأصبح نصيرا وعرفت منه انه كان جنديا في نفس الموكب العسكري الذي استهدفناه مؤكدا عدم وجود خسائر بين الرتل الذي أغلبه مثل ابو محمد فقراء حذف بهم الزمن للموت، حينها شعرت بسعادة غامرة وبقيت طول تواجدي في كردستان أحاول أن اقول علينا عدم التعرض للجنود بل للمجرمين من حزب وأجهزة النظام القمعية…

مرة ثانية ولحسن الصدف ولربما لصدق قلبي ونيتي أغلب مساهماتي العسكرية كانت ضد طيران النظام وقوى الأحزاب القومية الكردية ذاتها وضد الجحوش ومرتزقة السلطة وهي في الواقع لم تكن سوى دفاع عن أنفسنا ومن ابرزها بشتاشان وحصاروست..

رغم ذلك اقدم اعتذاري العميق لشعبي وناسي وأهلي، شفيعي كنت حينها شابا طموحاً ومندفعا ومغامرا وفقير المعارف ، كنت انوي الحرية للعراق ولم اكن حينها بذلك العمق المعرفي البعيد عن العواطف في تحليل الاشياء ولهذا وقعت مثل غيري ومثل شعبي برمته في حرب شبه أهلية رحاها دمنا ودم اخوتنا وأهلنا ..

اعتذر للشهداء والأحياء ولكل عراقي حتى ولو اختلف معي في الفكر والتوجهات والنوايا والأحلام لكنه يبقى شريك أصيل في رحاب هذا الوطن الذي دفعنا من أجل رفعته وكرامته الكثير، لكن اخطائنا مجتمعين كقوى سياسية وأفراد هي التي قادته الى الكارثة التي نعيشها اليوم …

الامم لا تبنى بالعواطف وإخفاء الحقائق والبكاء على ماض كنّا نرى فيه شرفا رفيعا

أعترف أن هذا الاعتذار سيشعل مزيد من الكراهية ضدي من قبل المؤدلجين ، هذا لا يهمني أبدا ،لنوقف نزيف الدم العراقي العبثي ،أريد أن أذهب حرا وطليقا حتى ولو وحدي ، يكفي زهرة برية وندى وريح ومطر وفصول وشمس وسلام ..

محسن الجيلاوي/ براغ