واشنطن- “ساحات التحرير”
“لا تتورط في نزاع مع إيران بما يتجاوز المشاركة البحرية المحدودة في دور حفظ السلام في الخليج”، تلك نصيحة سابقة ينقلها الكاتب الاسترالي الشهير توني ووكر المتخصص بالشؤون الدولية في مقال له بصحيفة “سدني مورنينغ هيرالد” في قراءة له لمواقف التحالف الغربي حيال مواجهة ممكنة مع إيران، لاسيما إن بلاده “منفتحة على الانضمام إلى جهد دولي لزيادة الضغط على إيران وهذا يثير أسئلة مقلقة”.
ويرى الكاتب ان ما حصل بعد غزو الرئيس بوش للعراق 2003 “برزت إيران المستفيد الرئيسي من الفوضى التي أعقبت الإطاحة بصدام حسين ونظامه الديكتاتوري”.
ويعتقد ووكر “يمكن القول على الأقل إن إيران، التي كانت محرومة من قوس من النفوذ الشيعي الذي يمتد إلى البحر الأبيض المتوسط عبر العراق وسوريا ولبنان أصبحت متمكنة من تحقيق ذلك وأصبحت في مواجهة خصومها السنة، بقيادة المملكة العربية السعودية بما يجعلها أقرب للصدام في بيئة شديدة التقلب بما يمكن أن يؤدي أي رد فعل مبالغ فيه إلى صراع إقليمي حاد”.
وينقل ووكر عن الكاتب إيلان غولدنبرغ في عدد يونيو حزيران/ يونيو من مجلة “فورين أفيرز” الأميركية الشهيرة “مجموعة شيطانية” من التحديات، حيث كتب غولدنبرغ أن “إيران يمكنها استخدام قوات بالوكالة في أفغانستان والعراق ولبنان وسوريا واليمن لمهاجمة الولايات المتحدة وشركائها، ولديها ترسانة من الصواريخ الباليستية التي يمكن أن تستهدف القواعد والقوات الأمريكية في العراق والبحرين والكويت وقطر، المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة”.
كذلك “يمكن أن تسبب ألغامها البحرية وصواريخها البرية المضادة للسفن دمارًا في مضيق هرمز يؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط العالمية. إيران لديها القدرة على إغلاق نسبة كبيرة من إنتاج النفط السعودي بتخريبها أو بشن هجمات إلكترونية عليها.”
ويلفت الكاتب ووكر إلى حكمة عرفتها حروب الخليج: الحرب الأولى بين إيران والعراق (1980-1988)، حرب الخليج االثانية (1990-1991)، التي هزمت فيها الولايات المتحدة وحلفاؤها الجيش العراقي؛ وغزو العراق (2003)، فتلك التجارب أكدت “من الأسهل أن تبدأ الحروب بدلاً من إنهائها”، لانتقاد مستوى تعاطي حكومة بلاده مع الوضع المتفجر في الخليج الآن “موريسون (رئيس الوزراء الاسترالي) محاط بفريق ضعيف للأمن القومي. ولا تضم لجنة الأمن القومي التابعة لمجلس الوزراء فردًا يتمتع بخبرة أمنية موثوق بها”.
ويعتقد “مهما كانت المداولات التي أجراها موريسون ومستشاريه بشأن مدى اشتراك أستراليا في حملة لممارسة الضغط على إيران، فسيُنصح بقراءة خطاب جون هوارد (رئيس الوزراء الأسبق) أمام البرلمان في 4 شباط/فبراير 2003، والذي يدافع فيه عن اندفاع أستراليا للمشاركة في الحرب في العراق”.
وينصح الكاتب “كل هذا مهم اليوم بالنظر إلى أن موريسون وجد نفسه في الأسبوع الماضي بحضور أكثر عضوين من الصقور في إدارة ترامب. فقد دعا كل من وزير الخارجية بومبيو ومستشار الأمن القومي جون بولتون إلى شن غارات جوية على أهداف إيرانية ردا على الهجمات الإيرانية المشتبه بها على منشآت نفط الخليج قبل أن يامر الرئيس (ترامب) بإيقاف العمل العسكري”.
ويرى “كان بولتون مدافعًا قويا عن فكرة تغيير النظام في طهران. بينما في مقابلة مع صحيفة أسترالية، قال بومبيو إن أستراليا لها دور رئيسي في تحالف عالمي وهنا يجب أن يُنصح موريسون جيدًا بعدم التورط في الانضمام إلى ضربة مضادة ضد إيران. يجب أن يكون هذا رده على طلبات بأي مشاركة عسكرية أسترالية كبيرة”.