واشنطن- “ساحات التحرير”
نشرت صحيفة “واشنطن إكزامنير” تقريراً الجمعة عرضت فيه جزءاً من مذكرات وزير الدفاع الأميركي السابق جيم ماتيس الذي يقول أن نائب الرئيس في ادارة أوباما جو بايدن أخطأ في مسألة العراق.
ويوضح ماتيس الذي استقال من منصبه بعد خلاف مع الرئيس ترامب، ذلك التقييم في كتابه المقرر نشره الثلاثاء المقبل ويلخص فيه الدروس المستقاة من أكثر من 40 عامًا قضاها في الخمة بمشاة البحرية “المارينز”، توجت ثلاثة منها منصبه كرئيس للقيادة المركزية الأمريكية، حيث كان يشرف على العمليات العسكرية في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى من 2010 إلى 2013. وهذا يعني أن ماتيس كان مسؤولاً عن القوات الأمريكية في العراق وأفغانستان أثناء الحرب في كلا البلدين.
خدم ماتيس في عهد الرئيس أوباما، وحينها زار نائب الرئيس بايدن بغداد في أواخر صيف عام 2010 لترتيب انشاء الحكومة بعد رفض الشيعة حق تشكيلها إلى اياد علاوي الفائز بالانتخابات ونزولاً منهم لأوامر جاءتهم من طهران.
عن تلك الفترة من كتب الجنرال ماتيس أن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة “نجح أخيرًا في إرساء الاستقرار الهش” في العراق. كانت الإدارة تدرس سحب بعض القوات، وأن بقاء أي قوات كان يتطلب إذنًا من الحكومة العراقية بقيادة نوري المالكي الذي يعتقد موظفو الأمن القومي في البيت الأبيض أن رئيس الوزراء العراقي قادر على حفظ الأمن وهو ما سيسهل انسحاب القوات الأمريكية، لكن ذلك لم يتفق معه ماتيس، فأبلغ بايدن بذلك أثناء العشاء بعد “يوم حار في بغداد”. وقال ماتيس: “رئيس الوزراء المالكي غير جدير بالثقة” لكن نائب الرئيس بايدن أجابه “إنه (المالكي) ملتزم عندما يتحدث إلينا.”
وأشار ماتيس إلى أنه في الانتخابات التي جرت في ذلك العام، لم يحصل المالكي على أغلبية الأصوات، وقال ماتيس لبايدن، الذي كان يقود سياسة الإدارة الأميركية في العراق: ” المالكي ينظر إلى سفرائنا ومستشارينا العسكريين على أنهم عقبات أمام أجندته المعادية للسنة. انه كان يريد تطهير السنة وتهميش الأكراد”. وقال ماتيس إن “زعماء الشرق الأوسط حذروا من الاستمرار في إلقاء الدعم الأمريكي خلف المالكي”.
جادل ماتيس أيضا وكان ضد الانسحاب على عجل من العراق، لكن “وقع تقييم الجنرال على آذان صماء” في إشارة إلى بايدن ومساعديه وبينهم بريت ماكغورك وثيق الصلة بالمالكي.
يقول ماتيس “استمع نائب الرئيس بايدن ومساعدوه بأدب. لكن بينما كنا نتحدث، شعرت أنني لم أحرز أي تقدم في إقناع مسؤولي الإدارة بعدم دعم المالكي. كان الأمر يشبه التحدث إلى أشخاص يعيشون في منازل خشبية ولكنهم لم يروا حاجة إلى وجود قسم إطفاء”.
بايدن أثار إزعاج ماتيس حين قال له “هل تعرف لماذا أنت في القيادة المركزية؟ لأنه لم يكن هناك أي شخص غبي بدرجة كافية لتولي الوظيفة”.
طمأن بايدن ماتيس بأن “المالكي لن يطرد جميع القوات الأمريكية من البلاد. سأراهن على ذلك مقابل وجودي بمنصب نائب الرئيس”.
لقد أثبتت تحذيرات ماتيس أنها منطقية وعملية، حيث أن “المالكي وبعد أن خلا من النفوذ الأمريكي، كان يلاحق الساسة السنة، وانزلق العراق مرة أخرى إلى العنف المتصاعد. وسمح التمرد السني والجيش العراقي الضعيف للإرهابيين المتحالفين مع تنظيم القاعدة بالعودة في عام 2014، ووصفوا أنفسهم بالدولة الإسلامية”، ثم “سيستغرق الأمر عشرات السنين وعشرات الآلاف من الإصابات، بالإضافة إلى البؤس الذي لا يوصف لملايين الأبرياء، لكسر السيطرة الجغرافية لداعش”. يكتب ماتيس.