السوداني يعرب عن شكره لاستجابة الرئيس التركي بزيادة إطلاقات مياه دجلة

 

أعرب رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، عن شكره لاستجابة الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بزيادة إطلاقات مياه دجلة. 
وجاء في تغريدة للسوداني على تويتر “نقدّم شكرنا لرئيس الجمهورية التركية على استجابته بزيادة إطلاقات مياه دجلة، في بادرة تعبر عن نية طيبة تجاه العراق”.
ووصف السوداني مباحثاته مع الرئيس التركي اليوم في أنقرة بالـ “مثمرة وبنّاءة”.
وأضاف “أكدنا حرص العراق بانفتاحه على دول الجوار وإقامة علاقات شراكة اقتصادية تعزّز التكامل الثنائي”، مبيناً أنهما اتفقا على “المضي قُدماً بطريق التنمية الذي يربط الشرق بالغرب ويمرّ بكلٍّ من العراق وتركيا، ما سيعود بالمنفعة على شعوب المنطقة”.
رئيس الوزراء العراقي، أكد توجيهه للسفارة العراقية في أنقرة بـ “تسهيل منح تأشيرات الدخول إلى أصحاب الشركات التركية؛ رغبةً من حكومتنا ببدء مرحلة جديدة من التعاون”.
وخلال مؤتمر صحفي مشترك، أعلن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، اليوم، زيادة الاطلاقات المائية من نهر دجلة لمدة شهر بـ “القدر الممكن”، نحو العراق.

وقال أردوغان إن الجانبين اتفقا على إنشاء “طريق سكك حديد” من البصرة إلى تركيا، سيستفيد منه “ملايين الأشخاص في منطقة جغرافية واسعة من أوروبا إلى الخليج” من فوائده، و”سيعزز التعاون الإقليمي ويطور التجارة ويقوي في الوقت نفسه علاقاتنا الإنسانية”.

وأضاف: “نتشارك مع اخواننا العراقيين في الخطوات التي يمكن اتخاذها لزيادة التجارة الثنائية فيما بيننا، وحل المشكلات التي يواجهها المواطنون ورجال الأعمال الأتراك”.

أردوغان اعتبر أن “تركيا اثبتت في كل مناسبة أنها صديقة حقيقية للشعب العراقي، وتركيا هي المدافع الأكبر عن وحدة العراق السياسية وسلامته الإقليمية”، مستطرداً أن “اختلافات قد تنشأ بين الجيران من وقت لآخر، وأظهر العراق وتركيا العزم دائماً في حل هذه الاختلافات في إطار حقوق الجوار”.

وكان رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، قد بدأ اليوم زيارة رسمية إلى تركيا على رأس وفد حكومي رفيع.

وجرت مراسم استقبال رسمية للسوداني في القصر الرئاسي من قبل الرئيس التركي، شهدت عزف النشيدين الوطنيين العراقي والتركي، ثم عقدا جلسة مباحثات تناولت مجمل العلاقات بين البلدين.

وأدناه أبرز ما ورد في كلمة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني خلال المؤتمر الصحفي المشترك:

أشكر فخامة الرئيس الأخ رجب طيب أردوغان على الدعوة الكريمة وحسن الاستقبال، ويسعدنا أن نأتي بهذه الزيارة الرسمية إلى الجارة العزيزة تركيا.

العراق يرتبط بعلاقات تاريخية عميقة مع تركيا، والتجاور الجغرافي خلق بيننا عوامل مهمة في تأطير أواصر العلاقة وتمتينها بما ينعكس إيجاباً على البلدين الجارين.

نجدد التعازي والتضامن مع تركيا، حكومةً وشعباً، إزاء كارثة الزلزال، ونسأل الله أن يرحم الضحايا ويشفي الجرحى.

أجرينا مباحثات مثمرة وبنّاءة وكان الحديث مسؤولاً وجادّاً مع أخي فخامة الرئيس أردوغان، وركزنا على تعزيز العلاقات بين البلدين في جميع المجالات، خاصة المجال الاقتصادي.

وضعنا أساساً مفاده تعزيز التعاون مع الأشقاء والأصدقاء في المجال الاقتصادي، بالشكل الذي ينعكس على مجمل العلاقات السياسية والاجتماعية والأمنية بين البلدان.

مشروع طريق التنمية (القناة الجافة) ليس للعراق وتركيا فقط، بل للمنطقة والعالم، فهو يربط الشرق بالغرب وهو ممر عالمي لنقل البضائع والطاقة.
الطاقة التي سوف تُنقل عبر طريق التنمية (القناة الجافة) ستكون من دول المنطقة ومن العراق الذي من المؤمل أن يكون خلال السنوات المقبلة وفق الرؤية التي تعمل عليها الحكومة دولةً مصدرة للغاز بحكم ما يمتلكه من ثروة غازية هائلة.

مشروع طريق التنمية (القناة الجافة) كان محطّ بحث مستمر بين العراق وتركيا على مختلف المستويات، واليوم وصلنا للإعلان عنه مع فخامة الرئيس أردوغان.

نوجّه الدعوة للأشقاء في دول المنطقة بعقد اجتماع في بغداد لمناقشة مشروع طريق التنمية (القناة الجافة) بشكل تفصيلي بمراحله وتفاصيل التنفيذ لهذا المشروع الحيوي.

سوف يكون هناك خط للسكك الحديدية ينقل البضائع، في المرحلة الأولى بسعة 3.5 مليون طن، لنصل في المرحلة الثانية إلى 7.5 مليون طن.

طريق التنمية (القناة الجافة) سيشتمل على النقل البري وخطوط نقل الطاقة، فضلاً عن ميناء الفاو، والمدينة الصناعية التي ستكون من أضخم المدن في الشرق الأوسط.

المكونات الصناعية في مشروع طريق التنمية (القناة الجافة) ستولد فرص عمل هائلة للعراق ودول المنطقة، بما فيها فرص للصناعات ورجال الأعمال، وتكون مركز استقطاب للتجارة العالمية.

التعاون بين العراق وتركيا لن يقتصر على هذا المجال، فهناك شركات تركية عاملة بشكل فاعل في العراق، وقبل أسبوع افتتحنا مدينة طبية بأحدث المواصفات في البصرة نفذتها شركة تركية، ومن المؤمل افتتاح مستشفى آخر بتنفيذ الشركة نفسها.

العراق بكل قطاعاته الرسمية والخاصة جاد في العمل مع الشركات ورجال الأعمال الأتراك، وسأجتمع غداً مع الشركات التركية، وبالذات العاملة في العراق، وأقف على أهم المعوّقات التي تعترض عملهم.

وافقنا، من خلال وزارة الداخلية، على منح صلاحية للسفير العراقي في أنقرة  والقنصليات العراقية في تركيا، لمنح التأشيرات بشكل مباشر بدون تأخير، وهو ما كان يمثل معضلة تواجه الإخوة رجال الأعمال والمستثمرين الأتراك.

أتقدم بالشكر الجزيل لفخامة الرئيس اردوغان، باسم حكومة وشعب العراق، لتجاوبه المسؤول والفاعل في معالجة مشكلة شحّ المياه وتوجيهاته التي صدرت للجهات المختصة بزيادة الإطلاقات المائية التي ستستمر لمدة شهر.

نتفهم حجم المشكلة التي تعم دول المنطقة بسبب موضوع المياه، وأوضحتُ  للرئيس اردوغان الآثار السلبية لشحّ المياه على محافظات الوسط والجنوب في العراق.

مشكلة المياه ستبقى في الإطار الفني، بعيداً عن أي استغلال، وستكون هناك لجان مختصة، وأودّ تأكيد أهمية تفعيل المركز البحثي للموارد المائية في بغداد؛ كي يكون محطةً لجلوس الفنيين؛ لتدارس مشكلة شحّ المياه وتجاوز تداعياتها.

مباحثاتنا تناولت الملفّ الأمني، ونحن نرتبط مع تركيا بحدود طويلة تتجاوز 300 كيلو متراً، وأؤكد التزام العراق بعدم السماح لاستخدام أراضيه منطلقاً للاعتداء على تركيا.

أمن المنطقة واحدٌ لا يتجزأ، ومن خلال التعاون الاستخباري وتبادل المعلومات سنحل المشكلات الأمنية بعيداً عن العنف، بما يحفظ أمن وسيادة العراق، التي نحرص على تحقيقها، بما لا يؤثر في تطوير علاقاتنا  مع تركيا.

هناك عوامل مشتركة وحاجة متبادلة لكل من العراق وتركيا؛ لتعزيز التعاون في جميع المجالات، وحكومتنا جادة في ترجمة هذه إلى مصاديق عملية.