السوداني سيزور تركيا لمناقشة حصة العراق المائية والتصحر

 

يزور رئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، تركيا، لبحث عدد من الملفات بين البلدين، ولاسيما ملف المياه وأزمتها التي القت بظلالها على العراق.

بات ملفّ المياه يشكّل تحدياً أساسياً في العراق، البلد شبه الصحراوي، والذي يبلغ عدد سكانه أكثر من 42 مليون نسمة، وحمّلت بغداد مراراً جارتيها تركيا وإيران مسؤولية خفض منسوبات المياه بسبب بناء سدود على نهري دجلة والفرات.
وسبق للبنك الدولي، أن اعتبر أن غياب أي سياسات بشأن المياه قد يؤدي إلى فقدان العراق بحلول العام 2050 نسبة 20% من موارده المائية، فيما اعلن العراق في وقت سابق أن المشروعات المائية التركية أدت لتقليص حصته المائية بنسبة 80%، بينما تتهم أنقرة بغداد بهدر كميات كبيرة من المياه.
بهذا الصدد قال المتحدث باسم وزارة الموارد المائية خالد شمال لشبكة رووداو الاعلامية، ان “رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني سيزور تركيا على رأس وفد وزاري، منهم وزير الموارد المائية لبحث عدد من الملفات هناك”.
وأوضح خالد شمال ان “الوفد السيادي العراقي سيناقش في أنقرة ملف المياه، باعتباره ملفاً سيادياً، فضلاً عن المواضيع المهمة الاخرى بين البلدين”.
أما بخصوص خزين العراق المائي، اشار المتحدث باسم وزارة الموارد المائية خالد شمال الى ان “خزيننا المائي حرج، وبات في مستوى لم يصل اليه العراق منذ سنوات طويلة، وهو يكفينا فقط لمياه الشرب”.
يشار الى ان وزارتي الزراعة والموارد المائية في العراق، قررتا في وقت سابق تخفيض المساحة المقررة للزراعة، وذلك بسبب قلة الإيرادات المائية القادمة من تركيا وإيران، فيما حذّرت وزارة الزراعة من أن شح المياه بات يهدد بانهيار أمن العراقيين الغذائي.
يعدّ العراق، الغني بالموارد النفطية، من الدول الخمس الأكثر عرضة لتغير المناخ والتصحر في العالم، وفق الأمم المتحدّة، خصوصاً بسبب تزايد الجفاف مع ارتفاع درجات الحرارة التي تتجاوز في مرحلة من فصل الصيف خمسين درجة مئوية.
وتراسل الحكومة العراقية باستمرار كلاّ من طهران وأنقرة للمطالبة بزيادة الحصّة المائية للعراق من نهري دجلة والفرات، الا ان هاتين الدولتين لم تستجيبا لطلبات العراق المتكررة بهذا الصدد.
مؤخراً، صرح مدير مكتب برنامج الأمم المتحدة الإنمائي UNDP في العراق، آوكي لوتسما، لشبكة رووداو الإعلامية بأن العراق معرض لخطر التغير المناخي وأن 50 ألف عائلة من سكان المناطق القريبة من أهوار العراق اضطرت للهجرة إلى المدن.
وأشار آوكي لوتسما إلى أن مؤتمراً خاصاً بالتغير المناخي سيعقد الأسبوع المقبل في نيويورك، ومن المقرر أن يشارك فيه وفد عراقي رفيع المستوى، ما يمثل فرصة مناسبة للعراق لحل خلافاته حول المياه مع إيران وتركيا.
اما الوكيل الفني لوزارة البيئة، جاسم الفلاحي، فقد اشار في تصريح لشبكة رووداو الاعلامية مؤخراً الى وجود نقص بنسبة 30% في حصة العراق المائية، لافتاً إلى أن 58% من الأراضي التي كانت صالحة للزراعة أصبحت متصحرة.