أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية العراقية، أحمد الصحاف، أن هناك تنسيقاً عالي المستوى بين الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كوردستان لمواجهة التحديات التي تطال السيادة العراقية، مشدداً على “الحوار والتفاوض المباشر والصريح” من شانه أن يبدد المخاوف الأمنية لإيران وليس “اللجوء إلى العمليات العدائية الانفرادية”.
وكان مقر الحزب الديمقراطي الكوردستاني – إيران (حدكا)، في كويسنجق، ومقرات الجمعية الثورية لكادحي كوردستان وجمعية كادحي كوردستان إيران في زركويز بمحافظة السليمانية، قد تعرضت إلى قصف صباح اليوم الاثنين (14 تشرين الثاني 2022).
القصف الذي تعرضت له مقرات الحزب الديمقراطي الكوردستاني – إيران، في كويسنجق، أسفر عن “ثمانية جرحى وشهيدين” وفق أرقام رسمية.
المتحدث باسم وزراة العراقية، أحمد الصحاف، قال: إن وزارة الخارجية أصدرت بياناً شديد اللهجة، أدانت فيه وباشد العبارات “الاعتداء الأحادي الاستفزازي من قبل الجانب الإيراني على العديد من المواقع في إقليم كوردستان العراق، والتي أدت إلى سقوط عدد من المواطنين العراقيين ما بين شهيد وجريح”.
ولفت إلى أن “وزير الخارجية، فؤاد حسين، تلقى إثر البيان الذي صدر، اتصالاً هاتفياً من نظيره الإيراني، جرى خلال عرض أهم التحديات الأمنية، فيما أكد نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية، فؤاد حسين، لنظيره الإيراني، أن العراق يدين وبأشد العبارات العمل الذي طال سيادته، ومثّل خرقاً سافراً لمبادئ حسن الجوار”.
وأضاف بأن فؤاد حسين أكد أيضاً خلال الاتصال الهاتفي “أهمية اللجوء إلى الحوار، والتفاوض بشكل أكثر وضوحاً، تمنع عن الأراضي العراقية أي عمل عدائي آخر”.
أحمد الصحاف، نوّه إلى أن “الجانب الإيراني يرى أيضاً أهمية الارتكان للحوار وإيجاد سبل واضحة تحدد التزامات مشتركة بين الجانبين”.
المتحدث باسم وزارة الخارجية شدد على أن “العراق ملتزم ألا تكون أراضيه، ممراً أو مقراً لإلحاق الأذى بأي من دول الجوار”، مضيفاً: “نحن نستمر بشكل متواصل في التأكيد على أن أي عمل يطال السيادة العراقية، ويلحق خسائر في البنى التحتية، ويوقع الشهداء والجرحى، مدان وبأشد العبارات”.
كما أكد على أن “وزارة الخارجية لم تصمت سابقاً على أي اعتداء طال السيادة العراقية، واليوم سيكون لها موقف أيضاً، عبّر عنه وزير الخارجية لنظيره الإيراني”.
بشأن الموقف الإيراني، أشار الصحاف إلى أن “وزير الخارجية الإيراني أكد أهمية اللجوء للحوار، وإيجاد السبل الكفيلة للتوصل إلى اتفاق والتنسيق مع الحكومة العراقية، فيما أكد وزير الخارجية، فؤاد حسين، أن العراق يلتزم هذا المسار في الحوار والتفاوض لإيجاد حل يضمن سيادة العراق ويكفل أمن مواطنيه، ومن جهة أخرى يفترض أن تكون هذه الحوارات، حوارات واضحة وشفافة وصريحة، وأن يصار إلى تعريف واضح إلى طبيعة التحديات التي تواجه الجانبين”.
الصحاف ذكر أن الجانب الإيراني يقول إن “هناك جماعات تهدد أمنه القومي من داخل الأراضي العراقية، ونحن نرد دائماً ونقول، إن ذلك لا يعد مبرراً لإيران كي تعتدي على سيادة العراق، وتروع الآمنين من مواطنيه، وعليه لا بد من التنسيق والتواصل مع الحكومة العراقية”.
في هذا السياق، أشار المتحدث بأمس الخارجية العراقية إلى أن “هناك قنوات دبلوماسية رفيعة المستوىبين الجانبين، وإمكانية للتوصل إلى نتائج واضحة، تكفل سيادة العراق، وتوفر الأمن والاستقرار لمواطنيه”.
ومضى يقول إنه “أياً كانت هذه الطلبات، فالسبيل الوحيد لتحقيقها هو الحوار والتفاوض المباشر والصريح، والاتفاق على آليات ومسارات مشتركة لتحقيق ذلك، وليس اللجوء إلى العمليات العدائية الانفرادية”، مشدداً على أن “الانفراد في هذه العمليات سيعقّد المشهد الأمني في العراق، وسينعكس ذلك على المنطقة، ويرفع لمستوى التحديات والمخاطر والتوترات”.
ولفت إلى أن التنسيق بين الحكومة الاتحادية في بغداد وحكومة إقليم كوردستان، سواء على المستوى السياسي أم على المستوى الأمني والعسكري، تنسيق بأعلى المستويات، وهناك اتفاق في الرؤى والمواقف لمواجهة التحديات التي تطال السيادة العراقية”.
يذكر ان رئيس إقليم كوردستان، نيجيرفان بارزاني، قال في كلمة ألقاها بمراسم الإعلان عن معهد كوردستان للإبداع، اليوم الاثنين (14 تشرين الثاني 2022) إنه ليس هناك “أي مبرر” لقصف إقليم كوردستان بالصواريخ والمسيّرات، وطالب بغداد “بوضع حد” لتلك الهجمات.