طفل مطار النجف: تمنيت الصعود بالطائرة لأشاهد منظر الغيوم من الأعلى

في حادثةٍ لافتةٍ وغريبةٍ من نوعها، أثارت ضجةً كبيرة، طفلٌ لم يبلغُ العاشرةَ من عمره بعد، دفعهُ الشغفُ وحب الاستطلاعِ الى اجتياز سبعِ نقاطِ تفتيشٍ داخل مطار النجف الدولي ثاني أكبرِ مطارٍ في العراق، قبل صعوده على متن طائرةٍ إيرانية متسللاً بين المسافرين، خمسُ ساعاتٍ قضاها زيد بين اروقة المطار دون ان يستوقفه أحد، وبمحض صدفة كشف أمره بعد جلوسه بمقعد مسافر آخر.

يقول زيد حسين، طفل المطار : ” كان لدي دراجة هوائية ذهبت وبعته في السوق بعشرة آلاف دينار فقط، واستأجرت سيارة وقلت له أريد الذهاب الى المطار فقام بإيصالي الى الصالة، دخلت وعبرت نقاط التفتيش والجوازات مع عائلة حتى لا يشعروا بي أنني بمفردي، دخلت من خلف مقاعد الانتظار حتى وصلت إلى الطائرة، جلست على أحد المقاعد وسألني أحد مضيفي الطائرة على تذكرة السفر، فأجبته بعدم امتلاكي لها، فقاموا باعتقالي وادخلوني بغرفة خارج الطائرة، كل ما في الأمر انني اتمنى الصعود بالطائرة وأرى منظر الغيوم من الأعلى” .

لا علاقة للطفل بصاحب سيارة الأجرة، ولا وجود لأي تخطيط مسبق لدخوله المطار سوى أحلام طفل بالسفر جواً، هذا ما تقوله والدته، نافية انه يقوم بالاستجداء وطلب المساعدة وتؤكد أن طفلها مصاب بأمراض نفسية ولديه فرط في الحركة.

أم ليث والدة الطفل توضح : “ابني مريض ولديه فرط حركي ويتعالج منه حالياً ولدي تقارير طبية تثبت بان ابني غير مسؤول عن سلوكه وتصرفاته، الامر الاخر ان ابني لديه حب اطلاع والوصول الى اي مكان، وكان كلما يشاهد طائرة تقلع من المطار يتمنى الصعود على متنها وهذا هو هدفه لا اكثر، وما حصل انه وصل للطائرة ولم يكن متسولاً ولم يكتشف تحركاته احد من موظفي المطار ولا المسافرين والكلام الذي انتشر بانه استجدى من امرأة وانها قالت ابعدوا هذا الطفل عني فهذا لا صحة له، فكل نقطة تفتيش خضع لها ابني في المطار، ولله الحمد لم يكن بحوزته شيء خطر، ولم يكن معه اموال حتى يقال بانه كان يستجدي الاموال من المسافرين “.

أما ادارة مطار النجف فاعترفت بالخرق ووصفته بانه في غاية الخطورة، فيما اكدت انها اتخذت قراراتٍ صارمةً بحق المقصرين، وشددت من الاجراءات الامنية في نقاط التفتيش، اضافة الى إعفاء مدير الرقابة في المطار من منصبه على إثر الحادثة.

حكمت احمد مدير مطار النجف يؤكد أن “ماحدث هو اختراع لامن المطار، وبدأت بمعالجة الخط من البوابة الخارجية حتى الوصول للطائرة من خلال تغيير الشخوص وطرد وعقوبات بحق المقصرين، ولدينا ايضاً لجان تحقيقة من سلطة الطيران ومحافظة النجف وادارة المطار في اجتماعات متواصلة، هذه اللجان تصدر توصيات لاتخاذ الاجراءات اللازمة والمشددة، لان هذا الخط يجب ان يستبدل بغيره، وهذه الحادثة يجب ان لا تتكرر ابداً”.

يشار إلى ان إدارة مطار النجف الدولي أصدرت توضحاً بشأن ملابسات حادثة الطفل ذو العمر عشر سنوات الذي تخطّي سبع نقاط تفتيش أمنية وتمكن من الوصول إلى طائرة متوجهة إلى إيران.