أكد رئيس الجمهورية العراقية برهم صالح ان العراق ينتظره استحقاق “مهم” عشية انعقاد جلسة مجلس النواب الجديد للشروع بتشكيل حكومة جديدة، مبيناً انه “يجب ان تكون مقتدرة وقادرة على النهوض بمهامها، والتصدي للتحديات الجسيمة التي يواجهها بلدنا والمنطقة”، ومشدداً على “ضرورة تحقيق الإصلاح الجذري والبنيوي وتلبية تطلعات الشعب العراقي والمواطنين في كل انحاء العراق”.
جاء ذلك في كلمة القاها صالح في مراسم رسمية اقيمت اليوم الاربعاء (5 كانون الثاني 2022)، لإحياء الذكرى السنوية الثانية لاغتيال قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي ابو مهدي المهندس، مطلع عام 2020.
وفي كلمته اشاد رئيس الجمهورية العراقي بدور القياديين سليماني والمهندس، وكذلك الانتصار الذي حققه العراق على تنظيم داعش والإرهاب.
وقال صالح: نحن امام مسؤولية وطنية كبرى تتجسد بحماية الانتصارات المتحققة وتعزيزها، والعمل على ضمان عدم تكرار المآسي الإرهابية، وقطع الطريق امام خلايا التطرف والإرهاب التي تنشط بين الحين والآخر في محاولة “بائسة” للعبث بأمن واستقرار البلاد.
وذكر صالح ان “ذلك يستوجب توحيد الصف الوطني والتكاتف من اجل حماية السلم المجتمعي، ويتطلب الإصلاح البنيوي والجذري لتوفير الحياة الحرة الكريمة لابناء الشعب”.
رئيس الجمهورية العراقي اشار في كلمته الى أنه “ينتظرنا استحقاق مهم عشية انعقاد جلسة مجلس النواب الجديد للشروع بتشكيل حكومة جديدة، والتي يجب ان تكون مقتدرة وقادرة على النهوض بمهامها والتصدي للتحديات الجسيمة التي يواجهها بلدنا والمنطقة”، مشددا على ضرورة “تحقيق الإصلاح الجذري والبنيوي وتلبية تطلعات الشعب العراقي والمواطنين في كل انحاء العراق”، مردفاً بأن “ذلك من خلال تثبيت أركان الحكم الرشيد وترسيخ مرجعية الدولة، دولة مقتدرة محترمة بسيادة كاملة تخدم مواطنيها وتسخر موارد البلد لخدمتهم، وتكون في أمن مع شعبها وجوارها”.
واكد صالح خلال كلمته على ضرورة انهاء الأزمات المستحكمة في المنطقة على اعتبارها ضرورة ملحة وحاجة مشتركة بين الجميع، منوهاً الى ان نقطة الانطلاق لانهاء هذه الأزمات هي “تثبيت العراق المستقل المستقر ذات السيادة القادر على دعم دوره المحوري في لم شمل المنطقة، وتثبيت منظومة امنية وسياسية واقتصادية خادمة لشعوب المنطقة وتوحد الجهود لمواجهة الإرهاب والتطرف”.
وأقيمت اليوم مراسم رسمية لإحياء الذكرى الثانية لاغتيال قائد فيلق القدس الإيراني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي في العراق، ببغداد، بحضور عدد كبير من الشخصيات السياسية وقادة الكتل والاحزاب السياسية في العراق، بالتزامن مع التحضير لعقد اول جلسة برلمانية لمجلس النواب الجديد عقب الانتخابات المبكرة.
وفيما يلي نص كلمة الرئيس برهم صالح:
“بسم الله الرحمن الرحيم
(مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا).
في الذكرى السنوية الثانية لاستشهاد قادة النصر، نائب رئيس هيأة الحشد الشعبي الحاج أبو مهدي المهندس، والقائد الإيراني الكبير الحاج قاسم سليماني، نستذكرُ بإجلال الوقفة الشجاعة للبطلين وتصديهما في ظروف عصيبة ومنذ الساعات الأولى لأعتى هجمة وحشية جسدها داعش بخططه الخبيثة، باذلين روحهما الزكية الغالية لحماية أرض المقدسات من دنس الإرهابيين الظلاميين.
لقد تمكن العراقيون بإرادتهم الصلبة وبسالة القوات المسلحة من الجيش والشرطة والحشد الشعبي والبيشمركة ومكافحة الإرهاب، وبفتوى الجهاد الكفائي للمرجع الأعلى آية الله العظمى سماحة السيد علي السيستاني (دام ظله)، وبدعم وإسناد من الجيران والأصدقاء والتحالف الدولي، من كسر شوكة الإرهاب والانتصار على داعش وحماية المنطقة والعالم من شروره.
واليوم، ونحن على أعتاب التئام مجلس النواب الجديد وتشكيل حكومة جديدة، نؤكد ضرورة رص الصف الوطني والتكاتف من أجل الحفاظ على السلم المجتمعي وقطع الطريق أمام محاولات بقايا الإرهاب العبث بأمننا واستقرارنا، وفاءً للدماء الزكية التي سالت من أجل حماية البلد وسيادته وكرامته، ومواصلة طريق الإصلاح وتثبيت دعائم الحكم الرشيد وترسيخ مرجعية الدولة بسيادة كاملة، فالعراق المستقل والمستقر الآمن ذو السيادة يمثل مصلحة للعراقيين، وكل المنطقة التي أنهكتها الصراعات.
إن شعوب وبلدان المنطقة لا تزال تواجه تحديات جمة مشتركة، تستوجب العمل على نزع فتيل الأزمات القائمة ومنع التصعيد وتخفيف التوترات والانتصار للغة الحوار والتلاقي، والانطلاق نحو أطر تعاون تسودها الثقة وتأخذ في الاعتبار المصالح المشتركة لشعوب المنطقة التي عانت من ويلات الحروب والنزاعات لعقود طويلة وحان الوقت أن تنتهي.
رحم الله شهداء العراق، وتعازينا للشعب العراقي وللشعب الإيراني في ذكرى استشهاد قادة النصر.
حمى الله العراق وشعبه من كل مكروه..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته”.