خبير نفطي: اذا لم يجد العراق بدائل عن النفط خلال 8 سنوات سيصبح أسوأ من حال الصومال

An Iraqi oil technician turns a valve at a gas installation as flames resulting from the burning of excess hydrocarbons rise in the background at the Nahr Bin Omar natural gas field, north of the southern Iraqi port of Basra on January 22, 2018.
Iraq will is expected to sign a memorandum of understanding with US energy company Orion on January 22 to tap gas at the oil field in the south of the country, the petroleum ministry said.
The Nahr Bin Omar field, situated in the hydrocarbon-rich Basra province, is currently producing 40,000 barrels of oil a day, but only a small part of the gas from the field is being exploited. / AFP PHOTO / HAIDAR MOHAMMED ALI (Photo credit should read HAIDAR MOHAMMED ALI/AFP/Getty Images)

يرى الخبير النفطي مدير مركز النار الازلية للتطوير والتنمية النفطية علاء الاسدي أن العراق إذا لم يفكر ببدائل النفط خلال 8 سنوات سيصبح أسوأ من حال الصومال، بسبب اعتماده بنسبة 93% على صادرات النفط، والتي ستخفض 15% بحلول 2030.

وقال الاسدي: ان “الرئيس الأميركي جون بايدن من أشد المناصرين للبيئة حتى عندما كان نائبا للرئيس الأميركي وقتذاك قاتل اشد القتال حتى لا تذهب الشركات الأميركية لاستكشاف النفط في ألاسكا، وقتها مزق الأوراق الخاصة بهذا الشأن، للحيلولة من الحد للانبعاثات الغازية”.

وحسب الأسدي أن كل رؤساء العالم يتفقون على ان الكرة الأرضية “تمر بمشكلة الاحتباس الحراري نتيجة الغازات التي تبقى في الجو في نهاية الطبقات العليا التي تمنع الغازات من الخروج فيصبح هناك احتباس حراري إذ لا توجد طريقة لإخراج هذه الغازات”.

ويوضح الخبير النفطي أن درجات الحرارة ارتفعت درجة ونصف إلى درجتين عمّا كانت عليه قبل 120 سنة الماضية “يعني عندما تكون درجة الحرارة الآن هذا اليوم 10 درجات مئوية، قبل 120 سنة كانت الدرجة ذاتها في نفس المنطقة وفي نفس الفصل والتوقيت 8 درجات”، مؤكدا أن كل هذا يحصل بسبب الاحتباس الحراري.

وشهدت كندا العام الماضي التي تقع بعض مناطقها ضمن الدائرة القطبية الشمالية “ارتفاعا بدرجات الحرارة التي وصلت الى الـ50″، حسب الاسدي، الذي أشار الى أن هذا الارتفاع بدرجات الحرارة “يهدد بذوبان جليد القطب الشمالي، بالتالي ارتفاع منسوب مياه البحار، وتكون هناك اعاصير، وتنشط البراكين والزلازل”.

ووفقا للاسدي أن النشاط البركاني ازداد الان 400% عما كان عليه قبل 100 سنة.

وفي حديث عن بدائل الطاقة التي تتسبب بالاحتباس الحراري قال الاسدي إن “60% من نفط العالم يذهب كوقود للسيارات والمواصلات، التي تعمل على زيت الغاز والبنزين، لذلك اتجهت بعض البلدان والشركات نحو السيارات الكهربائية.

وستبدأ دول العالم في العام 2030 تطبيق اتفاقيتها بخفض الانبعاثات الغازية التي تسبب الاحتباس الحراري حسب الاسدي الذي دعا العراق لان يفكر في بديل عن النفط وإلا “لأصبح حاله اتعس من الصومال بل حتى الصومال تكون أفضل منه نسبة لمواردها الموجودة”.

‏ولفت إلى أن العراق يعتمد على النفط بـ93%، نيجيريا 90% السعودية 50%، وهذه أعظم الدول التي ستتأثر إذا ماتم تخفيض صادراتها من النفط إلى 15%.

وأكد أن كل دول العالم ستتأثر نتيجة قرار تخفيض الذي وقع عليه العراق ايضا، لكن الأكثر تضررا التي تعتمد على النفط بصورة أكبر، ولم تلجأ الى البدائل او تفكر بها.

وأثار تقرير لشركة “فيريسك مابلكروفت”، المتخصصة باستشارات المخاطر، المخاوف من أن كميات كبيرة من احتياطيات النفط والغاز في العالم عرضة للخطر، بسبب ارتفاع الموج والعواصف والفيضانات، والارتفاع الحاد في درجات الحرارة، الناتج عن التغير المناخي.

ومن بين هذه الدول التي ستتأثر هي العراق والسعودية ونيجيريا، وهي الدول البارزة في العالم بتصدير النفط والغاز.

بهذا الصدد يقول الخبير النفطي علاء الأسدي، لشبكة رووداو الاعلامية، يوم الخميس (16 كانون الاول 2021)، إن “التغييرات المناخية تلزم الدول المشترية للنفط بتقليل شراء النفط”، مضيفاً أن “مؤتمر COP26الذي عقد في غلاسكو قبل نحو شهر، والذي شارك العراق فيه، وقع على الاتفاقية من قبل رئيس الجمهورية برهم صالح، والتي تلزم الدول المشترية للنفط بتقليل شراء النفط بنسبة 15% وهذا ما سيؤثر على العراق”.

الاسدي، أوضح أن “الوقود الاحفوري يتسبب بتلوث الجو، وهم يريدون تقليل التلوث من أجل تقليل درجة الحرارة في العالم”، مؤكداً أن “تأثيرات جانبية ستحدث على الاقتصاد العراقي، لكون البلد يعتمد بنسبة 93% على النفط”.

الخبير الاقتصادي لفت الى ان “الدول الاوروبية والغربية وجنوب شرق اسيا اتفقت على تقليل استيراد النفط بنسبة 15% الى غاية 2030 بقطاع النقل، لذا من المحتمل ان تقل وارداتنا بنسبة 15%”، مردفاً أن “قطاع النقل يستهلك 60% من النفط في العالم، و40% للصناعات والمنشآت العملاقة”، مبينا ان “هذه الدول ستقوم باستبدال السيارات التي تعمل بالوقود، بسيارات تعمل بالطاقة الكهربائية”.

تقرير شركة “فيريسك مابلكروفت، نوه الى أن نحو 600 مليار برميل، أو 40% من احتياطيات النفط والغاز العالمية القابلة للاستخراج، قد تتأثر بالطقس الحاد.

وتوجد نحو 10% من الاحتياطيات التجارية العالمية القابلة للاستخراج في مناطق تصنفها الشركة الاستشارية بأنها “شديدة الخطورة”، بينما يقع نحو الثلث في مناطق تعتبر “عالية الخطورة”.

وزارة النفط العراقية أعلنت مؤخراً أن إجمالي صادرات العراق النفطية زاد إلى 3.12 مليون برميل يومياً في تشرين الأول من 3.081 مليون برميل يومياً في الشهر السابق.

وقالت الوزارة في بيان لها، إن الصادرات من موانئ البصرة بالجنوب بلغت 3.012 مليون برميل يومياً في تشرين الأول الماضي.