هددت وزارة الهجرة والمهجرين العراقية بفضح “الانتهاكات” التي يتعرض لها العراقيون العالقون على حدود بيلاروسيا وبولندا.
وقال وكيل الوزارة كريم النوري في تصريح: إنه “بعدما قطع المهاجرون الامل في استقبالهم كلاجئين في اوربا بدأوا بالعودة”، مضيفا ان “الحالة ايجابية اليوم، فالكثير من الاعداد بدأوا يرجعون الى العراق، او تسجيل اسمائهم”.
وقال ان “الصراع السياسي بين بيلاروسيا والاتحاد الاوروبي يجب ان لا ينعكس على العراقيين، ولدينا زيارة يوم الاثنين انا ووكيل وزير الخارجية الى بيلاروسيا والاتحاد الاوروبي لنوضح وجهة النظر العراقية”.
وطالب النوري “بتطبيق المعايير الدولية ومعايير حقوق اللانسان مع العراقيين العالقين بين البلدين”.
ولفت الى انه “علينا مواجهة مافيات التهريب، في اقليم كوردستان وبغداد الذين يخدعون ابناءنا في بيلاروسيا”، مضيفا ان “هناك عصابات بمساعدة الحكومة البيلاروسية تدفع العراقيين نحو المجهول للضغط على الاتحاد الاوروبي”.
“هناك تصرفات خارجة على ما نسمعه من المعايير الدولية وحقوق الانسان”، مؤكدا استخدام “الكلاب البوليسية والرصاص الحي”، ضد المهاجرين العراقيين.
وكيل وزارة الهجرة قال ان “وزير الخارجية فؤاد حسين شكل لجانا ويتابع من خلال السفارة العراقية في موسكو”، اوضاع العراقيين العالقين.
واوضح انه “لدينا نهاية شهر 12 وفد برئاستي يذهب الى المانيا ينقاش وضع العراقيين الذين جوبهت طلبات لجوئهم بالرفض”.
وحسب النوري ان الاتحاد الاوروبي يرى أن “العراقيين لايستحقون منحهم اللجوء السياسي، ربما بسبب النظام الديمقراطي في العراق”.
وجدد مطالبته “بعدم اعادة العالقين قسريا”، مضيفا “لكننا نساعدهم في العودة الطوعية حتى للذين لايمتلكون جواز سفر”.
وتابع: “نتعاون دوليا من اجل منع الهجرة غير الشرعية الى اوروبا”.
وبين وكيل وزارة الهجرة أن النظام البيلاروسي يمارس اساليب بوليسية ضد العراقيين، ويمنحهم تأشيرة دخول ويضغط عليهم بعدم العودة وهم بين الضغط البولندي وبين منع الرجوع من الجانب البيلاروسي”.
وطالب النوري الصليب الاحمر “للتعامل بانسانية مع العراقيين لا ان يكون العراقيون ضحية، وجعلهم ورقة ضغط بيلاروسية على الاتحاد الاوروبي”.
ولوح بأنه سوف “لن نسكت عن الحاق الاذى بالعراقيين، عندما نجد دلائل ووثائق صحيحة”، مبينا انهم “لم يذهبو للنزهة وهناك اسباب حقيقية دفعتهم للهجرة”.
وبين أنه “مهما كانت ظروفهم فهي افضل من البقاء بين الحدود البلاروسية البولندية”، معتبرا ان هذا الشيء “انتحار”.
ويبدو ان الاتحاد الاوروبي كان يهدد العراق باتخاذ عقوبات “ونحن لسنا مسؤولين نحن اوقفنا الرحلات”، وفقا للنوري، مشيرا الى أن هناك تفهما بعد تعليق الرحلات تجاه بيلاروسيا”.
واستنكر النوري عدم محاسبة الاتحاد الاوروبي لتركيا وايران ودبي “لكنهم يحاسبوننا، رغم ايقافنا للرحلات”.
وهدد “بكشف وفضح التصرفات التي تمارس ضد العراقيين بين الحدود في ظروف قاسية لايقبل بها اي انسان يحترم البشرية”.
ووفقا لوزارة الهجرة والمهجرين انه لا تستطيع تحديد عدد المسجلين الراغبين بالعودة الى العراق، جراء ازدياد اعدادهم بسبب فقدانهم الامل في الحصول على لجوء”.
وأعلن العراق عن تنظيم رحلتي طيران جديدتين، الجمعة والسبت، لإعادة أكثر من 800 مهاجر عالق على الحدود بين بيلاروس وبولندا، بعد ثلاث رحلات مماثلة أعيد خلالها مئات، أغلبهم من الكورد.
ونقل بيان عن المتحدث باسم وزارة الخارجية أحمد الصحاف، قوله إن هناك “رحلة رابعة ستكون مساء اليوم (431) وأخرى خامسة غدا (السبت) وتقل 430” مهاجرا.
ومنذ بدء عمليات الإجلاء في 18 تشرين الثاني/نوفمبر، نجح العراق في إعادة اكثر من آلف مهاجر.
وتنظم السلطات العراقية بالتنسيق مع حكومة اقليم كوردستان الذي يتمتع باستقلال ذاتي رحلات جوية تهبط في الاقليم، لأن أغلب المهاجرين من الكورد، قبل التوجه لبغداد.
وبدأت الأزمة خلال الصيف، بتجمع آلاف المهاجرين الذين أنفقوا أموال وبذلوا جهوداً كبيرة للهرب من بلدانهم، عند حدود بيلاروس مع بولندا على أمل الوصول إلى دول اوروبا الغربية.
ولا يزال الآلاف منهم بمن فيهم كورد عراقيون، عالقين في المنطقة.
وتقدر وسائل الإعلام البولندية أن ما لا يقل عن 12 شخصا لقوا حتفهم على جانبي الحدود.
وتتهم الدول الغربية مينسك بافتعال الأزمة منذ الصيف ردًا على عقوبات غربية فُرضت على نظام الرئيس ألكسندر لوكاشنكو بعد قمعه حركة معارضة عام 2020.
ونفت مينسك هذا الاتهام، وانتقدت الاتحاد الأوروبي لعدم ترحيبه بالمهاجرين.