أكد رئيس تحالف عراقيون، عمار الحكيم، اليوم السبت، أن الانتخابات القادمة أكثر خطورة من انتخابات 2005، مستبعداً تأجيل الانتخابات، بالقول إن “الإنتخابات القادمة مدعومة بإرادة سياسية لإجرائها في موعدها المحدد فضلا عن الإرادة الدولية والدور الأممي في دعم العراق لإجراء الانتخابات”.
جاء ذلك خلال كلمة للحكيم في ديوان بغداد للنخب السياسية والاجتماعية، وأشار إلى أن “الانتخابات القادمة أكثر خطورة من انتخابات 2005، لاعتبارات عدة منها أن الأولى عملت على تأسيس الديمقراطية والقادمة ستعمل على تثبيتها والتأسيس لمرحلة جديدة، كما أن واقع القوى السياسية وحسن ظن المواطن بها كان عاملا مهما في 2005 وهو ما أصبح مختلفا في الإنتخابات القادمة”.
وحول أهمية الانتخابات، أوضح أنها “تشكل مفرق طرق بين الاستقرار أو استمرار الوضع على ما هو عليه ومواجهة تحديات جديدة ونرى الحل بضرورة أن تكون المخرجات متوازنة ومعبرة عن القرار العراقي المستقل والهوية والمصلحة العراقية المستقلة”.
ولفت إلى استعادة العراق لمكانته الإقليمية والدولية، مبيناً أن “تعزيز ذلك يتبع نتائج الإنتخابات فأما الإستقرار وتراكم الإيجابيات والإنطلاق بالعراق نحو الإزدهار وأما مواجهة سيناريوهات جديدة من العنف والتصعيد”.
ويواجه العراق تحديات سياسية وأمنية واقتصادية عديدة، وأوضح الحكيم أن “صعوبة المرحلة القادمة لا تكمن في الممارسة الإنتخابية بلحظتها بقدر ارتباطها بمرحلة ما بعد الإنتخابات لذا على الجميع إطلاق رسائل التطمين والذهاب الى ميثاق سياسي للوصول الى الإستقرار ، كما نجدد حاجتنا الى مشروع وطني جامع”.
الحكيم مضى بالقول: “لا تأجيل للإنتخابات وما عدا ذلك دعوات وأمنيات ليس إلا فالإنتخابات القادمة مدعومة بإرادة سياسية لإجرائها في موعدها المحدد فضلا عن الإرادة الدولية والدور الأممي في دعم العراق لإجراء الإنتخابات في الموعد المحدد، ونعتقد أن الحكومة جادة بإجراء الإنتخابات في موعدها باعتبارها أحد أهداف تشكيلها بالإضافة إلى استعادة هيبة الدولة”.
ومن المقرر أن يشهد العراق في 10 تشرين الأول 2021، انتخابات مبكرة، وهو الموعد الثاني للعملية بعد تأجيل الموعد السابق والذي حدد بـ6 حزيران 2021.
وأعلن زعيم تيار الحكمة، عمار الحكيم، في 30 حزيران 2020، تأسيس تحالف “عراقيون” من عدد من القوى السياسية والشخصيات الوطنية المستقلة، تعبيراً عن “مواكبة مخلصة للتحولات المتلاحقة الحاصلة في البلاد، متخذا من الاعتدال والوسطية ودعم المشروع الوطني والخطاب الوحدوي أساسا متينا لتمثيل قوى الدولة بشكل واضح وعادل”.
وذكر رئيس تحالف عراقيون اليوم، أن “شرعية النظام السياسي واندكاكه بالمجتمع تقاس من خلال المشاركة الواسعة في الانتخابات وكلما وسعت المشاركة كلما عبرت بشكل أكبر عن المجتمع وتطلعاته، ونعتقد أن المشاركة الواسعة لابد أن تكون مصحوبة بالوعي والفاعلية فضلا عن أن نسبة المشاركة في الإنتخابات ترتبط بعلاقة طردية مع تحقيق التوازن في المخرجات”.
وحصل تيار الحكمة بزعامة الحكيم على 19 مقعداً في انتخابات مجلس النواب عام 2018.
واختتم قائلاً: “نعتقد أن مقاطعة الإنتخابات تشخيص خاطئ، كما أن الأمن الإنتخابي ليس مسؤولية الحكومة وحدها وإنما مسؤولية القوى السياسية ومسؤولية النخب في صناعة الوعي الإنتخابي للحد من تأثيرات المال والسلاح ولغة التخويف والتهديد، كما نشدد هنا على أمن المرشحين والأمن السبراني عبر الشركة الفاحصة وإيجاد أكثر من نافذة رقابية من دون التدخل في إدارة العملية الإنتخابية وخرق سيادة العراق”.
وبلغت نسبة المشاركة في الانتخابات العراقية عام 2018، 44.52% بحسب المفوضية العليا للانتخابات العراقية، وهي أعلى نسبة عزوف عن الانتخابات.