أثارت دعوات لإزالة تمثال أبو جعفر المنصور، من حي المنصور الراقي، في جانب الكرخ من العاصمة بغداد، موجة جدل كبيرة، داخل الأوساط الرسمية والشعبية، فمنهم من أيد الفكرة لاعتبارات وتاريخية، ومنهم من رفضها بشدة.
تمثال أبو جعفر المنصور، هو تمثال لمؤسس وباني بغداد، تم إنشاؤه في سبعينيات القرن العشرين، وبات واحداً من أبرز معالم المدينة، وقام بنحت هذا التمثال النحات العراقي خالد الرحال، الذي يعد أحد أبرز رواد الحركة الفنية الحديثة في العراق.
الطائفية وإزالة التمثال
فيما رأى البعض أن المؤيدين لبقاء التمثال يحملون صبغة “طائفية” ماضيوية ثأرية عالقة في التاريخ، تتمثل بالفترة العباسية، التي شهدت مقتل الامام جعفر الصادق، وهو أحد الأئمة الـ12 المعصومين لدى الشيعة.
المؤيديون لإزالة التمثال نشروا وسماً حمل عنوان “#يسقط_صنم_المنصور” بينما نشر المعارضون لهدم التمثال وسم “#المنصور_مؤسس_بغداد”.
وزارة الثقافة: لم نتلق طلباً رسمياً
ويبدو أن الحكومة لم تتلق أي طلب من أي جهة رسمية، لإزالة التمثال من مكانه في منطقة المنصور، حسب وزارة الثقافة العراقية.
وقال المتحدث باسم الوزارة أحمد العلياوي لشبكة رووداو الإعلامية اليوم الاثنين (7 حزيران 2021)، إن “الوزارة لم تتلق أي طلب من أي جهة لإزالة التمثال، وننفي علمنا بهذا الموضوع، نفياً قاطعاً”.
“إعمار بغداد أولى من السجالات”
فيما رأت المتحدث باسم ائتلاف النصر آيات مظفر، أنه “بدلاً من هذا الطرح، كان الأحرى أن تكون هنالك حملة لإعمار العاصمة بغداد وزيادة معالم رونقها، بما يجعلها تمثل عمقاً وحضارة”.
وأضافت لشبكة رووداو الإعلامية اليوم الاثنين (7 حزيران 2021)، أن “العاصمة بغداد بحاجة إلى أمو أكثر أهمية، فرغم الجهد المبذول من أمانة بغداد، إلى أن العاصمة بحاجة إلى طريقة مناسبة لإيلاء الاهتمام بشواخصها، وليس عبر طرح موضوع إزالة التمثال، بل ينبغي التوجه إلى إعمار بغداد”، لافتة إلى أن “إزالة هذا المعلم، لا يضيف شيئاً إلى بغداد”.
تمثال أبو جعفر المنصور، هو عبارة عن منحوتة من النحاس لوجه الخليفة العباسي، مركبّة على جسم من الطابوق، الذي يشكل بناءً صغيراً، وفيه باب خشبية ومزينة بالزخارف الإسلامية، ويقع التمثال على ساحة صغيرة مدورة مزينة بالأشجار والأعشاب.