أعلنت “تنسيقية المقاومة العراقية”، عن تصعيد عمليّاتها ضد القوات الأميركية في العراق، معتبرة أن هذه القوات “لاتفهم غير القوة”.
وقالت المقاومة في بيان لها إنه “بعد وساطات عدة من بعض السياسيين العراقيين مَنَحَتِ المقاومةُ أكثر من فرصة للحكومةِ العراقيّةِ التي تُجري مفاوضات مع الجانب الأميركيّ بخصوص مصير القوات الأجنبيّة، لكن ما نتج عن جولتيها -ولاسيّما في مهزلة الجولة الثانية- كان سيئاً ومؤسفاً للغاية”.
وأضافت أنه “مِمّا يزيد الأمر سوءاً ما صرح به مسؤولون عسكريون أميركيون من أنه لا جدولة قريبة لانسحاب قواتهم، وأن الحكومة العراقية هي التي طلبت منهم بقاءها، مع عدم صدور نفي من الحكومة الحالية لهذه التصريحات”.
تنسيقية المقاومة اعتبرت الحكومة بأنها “ليست صادقة، ولا مؤهلة، ولا قادرة على تحقيق إرادة الشعب العراقيّ بإخراج قوات الاحتلال من أرضهم، وحفظ سيادتهم، والدفاع عن دستورهم”.
ورفض البيان ما “تمخض عن جولتيْ التفاوض مع الجانب الأميركي جملةً وتفصيلاً”، مضيفا أنه “لم يكن أكثر من محاولة تسويف ومماطلة”.
وأكدت المقاومة أن “أبناء العراق الأحرار هم أصحاب الحقّ في إطلاق الكلمة العليا، وبما يضمن أولويّة تحقيق مصالح العراقيين وأمنهم”.
وأشارت إلى أن “استمرار وجود قوات الاحتلال الأميركي بقواعدها على الأرض، وسيطرتها على السماء، هو انتهاك مستمر للدستور العراقي الذي يمنع ذلك صراحة، وهو عدم احترام لإرادة الملايين من أبناء هذا البلد، ومخالفة صريحة لقرار مجلس النواب العراقي”.
وعدّت المقاومة رفض الإدارة الأميركية خروج قواتها “رسالة واضحة بأنهم لا يفهمون غير لغة القوة”، معلنة عن “جهوزيتها الكاملة لتقوم بواجبها الشرعي، والوطني، والقانوني، لتحقيق هذا الهدف”.
وأعلنت عن استمرار “عملياتها الجهاديّة، بل ستأخذ منحًى تصاعديّاً ضدّ الاحتلال، وبما يجبرهم على الخروج مهزومين كما هُزِمُوا من قبلُ”.
ويعد التمرد الأمني وفوضى السلاح المنفلت العائق الأكثر تعقيداً أمام الحكومة العراقية مع تكرار الهجمات الصاروخية على المقرات الدبلوماسية في المنطقة الخضراء وخاصة على السفارة الأميركية إلى جانب انفجار العبوات الناسفة على الأرتال التابعة للتحالف الدولي، الأمر الذي دفع الولايات المتحدة للتلويح بإغلاق سفارتها في بغداد أواخر العام الماضي.
وتتهم واشنطن جماعات مسلحة مقربة من إيران بالوقوف وراء الاستهداف المتكرر للمصالح الأميركية في العراق وشنت ليلة 25/26 شباط الماضي ضربة جوية على منشآت تتمركز فيها قوات الحشد الشعبي على الحدود العراقية – السورية رداً على تلك الهجمات.
وفي 8 آذار المنصرم، قال رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، في خطاب مصور: “نحن شعب العراق.. لقد عانينا الكثير من الحروب.. وسال الدم على أرضنا حتى ارتوت.. ونشـر الموت طوال عقود ظلاله السود في منازلنا.. وعاثت في ربوعنا غربان السلاح والفساد والإرهاب والكراهية ..لكن مَعدننا الأصيل لم يصدأ، لأن روح الحياة وحبّ السلام والتمسك بالقيم الإنسانية لم تصدأ”.
وحول الحوار الستراتيجي مع الولايات المتحدة، أكد أن “الحوار الستراتيجي قائم بالاساس على ايجاد البيئة لاخراج كل القوات المقاتلة من العراق ضمن آليات فنية وزمنية”، حيث صوت البرلمان العراقي في 5 كانون الثاني 2020 على قرار لإخراج القوات الأجنبية من البلاد، بعد يومين من مقتل قائد فيلق القدس، قاسم سليماني، ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي، أبو مهدي المهندس.