تظاهر الآلاف من أنصار زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، مساء اليوم السبت في ساحة التحرير وسط العاصمة العراقية بغداد، دعماً لفلسطين، تلبية لدعوة أطلقها الصدر يوم أمس.
وأفاد مصدر في بغداد، هلكوت عزيز بأن مؤيدي الصدر وفدوا من عدة محافظات عراقية للمشاركة في التظاهرة التي استمرت أكثر من ساعتين.
وأكد المتظاهرون استعدادهم للتوجه إلى فلسطين ومحاربة إسرائيل فوراً إذا ما أمر الصدر بذلك، كما أحرقوا العلمين الإسرائيلي والأميركي، مشددين على رفض أي خطوة باتجاه التطبيع بين العراق وإسرائيل بعد أن طبعت أربع دول عربية علاقاتها مع تل أبيب خلال الفترة الماضية وهي كل من الإمارات والبحرين والسودان والمغرب.
وقال ممثل الصدر ومدير مكتبه في بغداد إبراهيم الجابري : “نتظاهر لكي نحرر القدس والأقصى ونرجع الحق إلى أهله ونرجع البيوت التي اغتصبها الصهاينة بعد أن جمعوا من أقصى الدنيا وجمعوا في هذه البقعة التي اسمها فلسطين بدسائس بريطانيا والشيطان الأكبر (أميركا)، بعد أن سلبوا الحق من أهله وأخذوا بيوتهم وديارهم”.
وأضاف: “نتظاهر لإرجاع الحقوق المسلوبة كوننا عرباً ومسلمين، والمرجعية وسماحة السيد مقتدى الصدر والمقاومة العراقية والعراقيون جميعاً خرجوا اليوم ليقولوا بأعلى أصواتهم: نعم نعم للقدس، كلا كلا أميركا، كلا كلا إسرائيل، الموت لأميركا.. الموت لإسرائيل”.
كما ألقى الجابري كلمة مقتدى الصدر خلال الوقفة الاحتجاجية في ساحة التحرير، وجاء فيها: “سلام مني للفلسطينيين المجاهدين، وها هو عراق المجاهدين يتظاهر من أجل نصرة الفلسطينيين”.
وتابع: “القدس لجميع الأديان وليست لليهود وحدهم، القدس لنا ونساند الفلسطينيين ونحن معهم في السراء والضراء”، معبراً عن أسفه في “أن تتسلط ثلة من الإسرائيليين لتهجير الفلسطينين من منازلهم”.
وفي السياق، شدد رجل الدين محمد صادق الموسوي الذي شارك في التظاهرة لرووداو على الجهوزية التامة للتدخل العسكري والقتال إلى جانب “المقاومة الفلسطينية ضد المحتل الإسرائيلي”.
وأظهر أحدث إحصاء للسلطات الفلسطينية مقتل 139 شخصاً، بينهم 39 طفلا، وإصابة ألف آخرين في القصف الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة منذ الاثنين.
في المقابل، تمّ إطلاق أكثر من 2300 صاروخ على إسرائيل منذ الاثنين، ما أسفر عن مقتل 10 أشخاص، بينهم طفل وجندي، وإصابة أكثر من 560، بحسب فرق الإغاثة.
وأمس الجمعة، دعا زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، إلى تنظيم وقفات احتجاجية لمساندة الشعب الفلسطيني ورفض التطبيع مع إسرائيل في بغداد وبقية المحافظات العراقية، مطالباً بحرق علمي إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية، تضامناً مع الفلسطينيين في قطاع غزة والقدس، بعد ستة أيام من تصعيد دام بين إسرائيل وحركة حماس على خلفية مواجهات سبقته في القدس الشرقية.
وقال الصدر في تغريدة على تويتر: “بعد رفع الحظر الصحي بسبب الجائحة في عراقنا الحبيب، أجد من الضروري مساندة الشعب الفلسطيني بوقفة احتجاجية سلمية غاضبة حاشدة.. وذلك يوم غد وكل في محافظته في نفس التوقيت على أن تكون ساحة التحرير هي مكان التظاهر لأهالي بغداد..”.
ودعا المتظاهرين إلى رفع العلم الفلسطيني وحرق العلمين “الصهيوني” والأميركي والتنديد بـ”احتلال الأراضي الفلسطينية وكذلك التنديد بكل من ساند الإرهاب الصهيوني المقيت، وأيضاً رفض التطبيع المزمع تنفيذه في بعض الدول ومنها عراقنا الحبيب”، وشكر “كل من يتظاهر من أجل مظلومية الشعب الفلسطيني ونصرة المجاهدين والمهاجرين”، ذاكراً على وجه الخصوص الشعبين اللبناني والأردني.
ويتعرض قطاع غزة منذ الاثنين لقصف جوي ومدفعي عنيف تسبب بمقتل العشرات وبدمار واسع، ردا على إطلاق مئات الصواريخ من قطاع غزة على مدن وبلدات إسرائيلية، وهو التصعيد الأسوأ منذ حرب 2014 بين إسرائيل وحماس.
وبدأ التصعيد بعد مواجهات بين فلسطينيين وقوات إسرائيلية في القدس الشرقية استمرت أياماً، لا سيما في محيط المسجد الأقصى، على خلفية تهديد بإخلاء منازل عائلات فلسطينية في حي الشيخ جراح لصالح مستوطنين يهود.