أكد رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، أن العلاقة بين بغداد وأربيل اليوم في عصرها الذهبي، وأن الحكومة العراقية ستعالج أزمة المناطق المتنازع عليها بمقترح ستقدمه بغداد إلى أربيل، مشيراً في الوقت نفسه إلى “أننا نحتاج إلى تأسيس الثقة بين أبناء شعبنا بالعموم بين الكورد والعرب لحلّ مشكلة المناطق المتنازع عليها”.
وقال الكاظمي في حوار صحفي إن العراق لا يمكن أن يكون ساحة لتهديد كل جيرانه، كما أن حزب العمال تصرفاته غير مقبولة في العراق بتهديده دولة جارة للعراق من أراضيها وتهديد سكان إقليم كوردستان”، موضحاً في سياق آخر أنه “يجب أن يكون لدى جميع القوى فرصة عادلة لدخول الانتخابات بمن فيها الحزب الديمقراطي الكوردستاني”.
وفيما يلي نص أجوبة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي :
س: بخصوص العلاقات بين إقليم كوردستان والعراق، هنالك العديد من القضايا العالقة بين الطرفين، وفي الوضع الراهن مواطنون إقليم كوردستان ينتظرون جواباً صريحاً وواضحاً حول مسألتين، أولاً حصة إقليم كوردستان من الموازنة العامة.. الموظفون يعيشون بحالة قلق بسبب الرواتب والأزمة المالية التي تؤثر على إقليم كوردستان، متى سيتم إرسال مستحقات إقليم كوردستان من الموازنة العامة هل ستبدأون بهذا الشهر؟
الكاظمي: العلاقة بين بغداد وأربيل اليوم في عصرها الذهبي وذلك بسبب حجم الثقة الموجود بين الحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم، تربطنا علاقة تاريخية مع الكورد وتربطنا علاقات مع كل القيادات الكوردية في السليمانية وأربيل، العلاقات ممتازة، وحاولنا أن نفكك بعض عناصر التوتر ذهبت إلى أربيل وذهبت إلى السليمانية والتقيت مع القيادات السياسية وعملنا على تفكيك الكثير من سوء الفهم، وهذا ما ساهم في النجاح في إقرار الموازنة، الفقرة 11 من الموازنة العراقية فيها اتفاق واضح بين الحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم وتم إقرارها من قبل البرلمان، حصلنا على تأييد برلماني ونحن في مرحلة تذليل الكثير من العوائق فيما يخص مسألة الرواتب والثقة.
س: حول الوضع الأمني في المناطق المتنازع عليها تلك المناطق في خطر مستمر، وبعد تنفيذ الهجمات على أربيل دعا رئيس إقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني إلى إعادة تشكيل القوات المشتركة بين البيشمركة والجيش العراقي، السؤال هو متى ستتم إعادة تشكيل هذه القوات؟
مصطفى الكاظمي: فيما يخص مسألة المناطق المتنازع عليها فهي مشكلة كبيرة كل الحكومات المستقرة التي دامت 4-8 سنوات لم تنجح في حلها، ولا يمكن لرئيس وزراء جاء إلى الحكم بشكل استثنائي أن يحل المسالة في غضون يومين، نحن نحتاج إلى تأسيس الثقة بين أبناء شعبنا بالعموم بين الكورد والعرب لحلّ مشكلة المناطق المتنازع عليها، وللعلم هناك مناطق متنازع عليها في عموم العراق وليس فقط بين بغداد وأربيل، نحتاج إلى وضع سياسي أكثر استقرارا من الوضع الحالي لكي تبني كل عناصر الثقة من أجل حل هذه الإشكالية، أما فيما يخص التنسيق الأمني في المناطق المتنازع عليها لدينا مجموعة أفكار، كان لدينا وفد في الإقليم والأسبوع الماضي ولدينا وفد سيذهب إلى الإقليم الأسبوع المقبل لإيجاد الحلول لهذه المشكلة التي تستغل من قبل داعش والجماعات الإرهابية، سوف نعمل على حلها بكل تأكيد وانا واثق بتعاون الإقليم معنا حول المقترح الذي سنقدمه بهذا الاتجاه، لأن أمن الإقليم وامن العراق مسؤولية جماعية.
س: فيما يتعلق بالموازنة، هل سيتم إرسال مستحقات إقليم كوردستان في هذا الشهر؟
الكاظمي: بكل تأكيد نحن الآن في المرحلة النهائية لإقرار وتوزيع أبواب الموازنة، وسوف تصل إلى الإقليم بوقت قريب.
س: هناك أخبار أنه سيتم الإعلان عن تشكيل القوات المشتركة هذا الأسبوع، ما مدى صحة ذلك؟
الكاظمي: قدمنا المقترحات وكان لدينا اجتماع الأسبوع الماضي ولأول مرّة حضر الاجتماع الأمني وفد ممثل لإقليم كوردستان، في بغداد، أنا شخصياً طلبت حضورهم وهم حضروا، والآن لدينا مقترحات لمعالجة المناطق المتنازع عليها، هناك مناطق حساسة وخطيرة يستغلها العدو، سوف نعمل على حلها بمقترح سوف تقدمه بغداد إلى أربيل.
س: منذ توليكم رئاسة الحكومة منذ عام وانتم تحاولون وتعملون على إعادة الهيبة وسيادة القانون الداخلية ولكن في نفس الوقت خارجياً تتم خرق سيادة الدولة مراراً وتكراراً من قبل قوات مجاميع او حتى دول لديها علاقات جيدة مع العراق كما تعرفون أن هناك حرب دموية على المناطق الحدودية في إقليم كوردستان بين حزب العمال الكوردستاني وتركيا والضحايا هم أهالي القرى وتهجر العديد من أهاليها وفي نفس الوقت هنالك توسيع لهذه العمليات من قبل تركيا بحجة وجود حزب العمال الكوردستاني في تلك المناطق متى وكيف ستتم حل هذه المشكلة؟ وماذا عملتم مع الجانب التركي لوقف هذه العمليات ومع حزب العمال الكوردستاني لقطع هذه الحجج على تركيا؟
مصطفى الكاظمي: العراق لا يمكن أن يكون ساحة لتهديد كل جيرانه فتركيا دولة جارة، وإيران دولة جارة، والسعودية والكويت والأردن دول جارة للعراق من غير المنطقي أن نقبل أي كائن من يكون أن يهدد دول الجوار بعمليات مسلحة، تركيا دولة جارة وعلاقتنا ممتازة معها، عبرنا أكثر من مرة عن امتعاضنا عن بعض التصرفات التي تخص تدخلات تركيا في تصفية حساباتها مع حزب العمال وكان هناك تفهم تركي لموقف العراق، وفي نفس الوقت حزب العمال تصرفاته غير مقبولة في العراق بأن يهدد دولة جارة للعراق من أراضيها ويهدد كذلك سكان الإقليم، عملنا الآن عن بسط نفوذ الدولة العراقية على بعض المناطق التي كانت بحوزة بعض الجماعات المسلحة في المناطق المحاذية مع الإقليم ومع سوريا من خلال تنسيق العمل مع الإقليم أو بتنسيق وجهات النظر مع الجارة تركيا وبكل تأكيد سوف نعمل مع حكومة الإقليم لتخفيف وطأة هذه العمليات وتقليل أضرارها على القرى الكوردية في كوردستان العزيزة.
س: واحدة من أسباب تأزم المشاكل بين إقليم كوردستان والعراق هي أحداث كركوك في 2017 بعد الاستفتاء لحد الآن البعض من أهالي كركوك لم يعودوا لبيوتهم والبعض من القوى السياسية كذلك لم يعودوا مثلاً الحزب الديمقراطي الكوردستاني لحد الآن لم يستلم مقراته لماذا لحد الآن لم يستلم مقراته في كركوك؟ هل هنالك موعد لتسليم المقرات وخاصة العراق مقبل على انتخابات؟
مصطفى الكاظمي: يجب أن نتعلم من أخطائنا، ونحن الآن في مرحلة بناء الثقة ونحن مقبلون على الانتخابات التي يجب أن تكون فرصة عادلة للجميع بدون استثناء من ضمنهم الحزب الديمقراطي والاتحاد، بدر، حزب الدعوة، الحكمة، التيارالصدري، وكل الأطراف يجب أن تكون لهم فرصة للعدالة وكذلك التيار المستقل والشباب الذين يتقدمون للانتخابات أول مرة، الحزب الديمقراطي لديه مكاتب في كركوك وبسبب ما حدث في عام 2017 يجب أن يستعيد هذه المكاتب وفق استحقاقه الاجتماعي لخدمة الأهداف الذي يؤمن بها بكل تأكيد شكلنا لجنة واتفقنا على إعادة بعض المكاتب في بعض المحافظات للأحزاب ليس للحزب الديمقراطي لكل الأطراف، وقربياً سوف تعود هذه المكاتب لعملها، ولكن بدون مسلحين غير مسموح لمسلحين يتواجدون في المقرات الحزبية وبكل تأكيد مبدأ العدالة للجميع بما فيها الحزب الديمقراطي وقبل الانتخابات سوف تعود هذه المكاتب.