أكد السفير الإيراني السابق في بغداد، حسن دانائي فر، أنه إذا أراد الأميركيون تركيز قواتهم بشكل أكبر في إقليم كوردستان وشمال العراق، فسيتم التعامل معهم هناك كما هو الحال في أجزاء أخرى من العراق، لذلك ستستمر الهجمات على القواعد العسكرية الأميركية.
حسن دانائي فر، وصف الهجوم على القاعدة العسكرية الأميركية في إقليم كوردستان العراق تزامناَ مع الهجمات على القواعد والقواعد الأميركية في أنحاء البلاد بالقول إن “الشباب العراقي لا يتسامح مع وجود القوات الأجنبية في بلادهم”، وفقاً لوكالة تسنيم الإيرانية.
وأضاف أن “هذه الهجمات تتماشى مع عمليات مماثلة يتم تنفيذها ضد القوات الأميركية في جميع أنحاء العراق، فالناس، وخاصة الشباب العراقي، لا يتسامحون مع وجود الأميركيين في بلادهم”.
وفي 5 كانون الثاني 2020، أصدر البرلمان العراقي قراراً بإخراج القوات الأجنبية من البلاد، بعد يومين من اغتيال قائد فيلق القدس، قاسم سليماني، ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي، أبو مهدي المهندس بضربة أميركية قرب مطار بغداد الدولي.
السفير الإيراني السابق في بغداد تحدث عن “هشاشة” القوات الأميركية في مواجهة قوات “المقاومة”، بالقول: “قد يعتبر البعض الأميركيين أقوياء للغاية، لكن هذا غير صحيح. الأميركيون ضعفاء للغاية، وقدراتهم لا يمكن تصورها لدرجة أن أي عمل في العالم يُعتقد أنه تحت السيطرة الأميركية”.
“هذه الهجمات تظهر أنه يمكن القبض على الأميركيين بأسلحة ومعدات أساسية، وباستخدام وسائل الإعلام والدعاية، يبدو أن الولايات المتحدة كانت قادرة على إظهار الرهبة الزائفة التي لا تقهر”، حسب قوله.
وأردف حسن دانائي فر أن “تراجع الولايات المتحدة واضح للعيان في بعض الأماكن”، موضحاً: “كانت الولايات المتحدة في ذروتها وهي تتراجع الآن ويجب أن تغادر المنطقة قريباً”.
وردا على سؤال إذا أراد الجيش الأميركي التمركز في إقليم كوردستان والبقاء فيه، فهل سيزداد عدم الاستقرار في هذه المنطقة، ذكر أن “الهجمات على القواعد العسكرية الأميركية تتماشى مع نفس الهجمات على هذه القواعد في وسط وجنوب العراق. وليس الحال أن كل الأميركيين في العراق يحبونهم ويعارضونهم في أجزاء أخرى من البلاد”.
وسبق للقيادي في حشد وزارة الدفاع العراقية، عبد الرحمن الجزائري، أن نفى مسؤولية الحشد الشعبي عن استهداف مدينة أربيل، مشيراً إلى أن ضرب إقليم كوردستان وزعزعة أمنه “أمر مرفوض ولا يقبله أي شريف”، وأكد أن “تواجد الحشد الشعبي في المناطق الشمالية أمر غير صحيح لأنه يؤدي إلى حدوث اصطدام”.
وقال الجزائري لشبكة رووداو الإعلامية إن “الضربات على أربيل والقواعد الاميركية لها أسباب كثيرة ومنها تصريحات إيران التي لها نفوذ في العراق واضح جداً، ووجود مجاميع خاصة تسمى بالمقاومة الإسلامية ولأن قرار البرلمان لم ينفذ على أرض الواقع، فإن المقاومة تلجأ إلى استهداف أي قاعدة أميركية”.
دانائي فر، أشار إلى أنه “إذا أراد الأميركيون تركيز قواتهم بشكل أكبر في إقليم كوردستان وشمال العراق، فسيتم التعامل معهم هناك كما هو الحال في أجزاء أخرى من العراق، لأن الشباب العراقي لا يتوقع وجود قوات أجنبية في بلدهم، لذلك ستستمر الهجمات على القواعد العسكرية الأميركية”.
في الساعة 09:50 من مساء الأربعاء (14 نيسان 2021)، تم استهداف مقر التحالف الدولي في مطار أربيل الدولي بهجوم صاروخي نُفذ عن طريق طائرة مسيرة بدون طيار تحمل مادة TNT، وفي الساعة 9:10 من مساء اليوم ذاته، أطلقت أربعة صواريخ على معسكر زيلكان في بعشيقة الذي يتمركز فيه الحشد الوطني والقوات التركية، ما أسفر عن مقتل جندي تركي، وأثارت تلك الهجمات ردود فعل مستنكرة على مستوى إقليم كوردستان والعراق وكذلك العالم.