أعلنت حركة عصائب أهل الحق بقيادة قيس الخزعلي، اليوم الأحد، أن تركيا تخطط لمهاجمة جبل سنجار، وفيما وصفت ذلك بـ”المغامرة غير المحسوبة وتكراراً لانتهاك السيادة”، أكدت على الاستعداد “للوقوف مع ابطال قواتنا العسكرية والحشد الشعبي والتصدي لأي سلوك عدواني”.
وقالت العصائب في بيان: “تتجدد تهديدات القوات التركية باجتياح جديد للاراضي العراقية حيث تؤكد المعلومات وجود خطط تركية عسكرية لغزو مناطق جبل سنجار التي سبق وان تحررت بدماء شهدائنا الابرار وعزيمة مقاتلينا الابطال من سطوة الزمر الاجرامية والتكفيرية”.
وبعد سيطرة داعش على سنجار في آب 2014 وخطف أكثر من 6 آلاف من سكانها الإزيديين وسبي النساء وتهجير مئات الآلاف داخل البلاد وخارجها، نجحت قوات البيشمركة في استعادة القضاء في شهر تشرين الثاني 2015، قبل أن تنتشر فيه قوات الحشد الشعبي بأحداث 16 اكتوبر 2017 والتي تحالفت فيما بعد مع عناصر حزب العمال الكوردستاني الذين يسيطرون على عدة مناطق بقضاء سنجار، رغم انسحاب جزء كبير من القطعات من داخل المدينة، تنفيذاً للاتفاق المبرم بين أربيل وبغداد في 9 تشرين الأول الماضي والذي يقضي بإخراج القوات الأجنبية من القضاء.
عصائب أهل الحق أكدت إدانتها “لتكرار انتهاك السيادة واستمرار الاحتلال التركي للاراضي العراقية المخالف لكل القيم السماوية والاعراف والقوانين الدولية والذي يصدر من دولة جارة ومسلمة يفترض ان تربطنا بها علاقات حسن الجوار والاحترام والتعاون المتبادل”.
وصباح اليوم الأحد، أعلن وزير الدفاع التركي، خلوصي آكار، انتهاء عملية “مخلب النسر 2” التي استهدفت سلسلة جبال كَارة في قضاء العمادية / آميدي بمحافظة دهوك في إقليم كوردستان، خلال مركز إدارة عملية “مخلب النسر 2″ في محافظة شرناخ تفقده برفقة رئيس أركان الجيش وعدد من القادة العسكريين.
وأسفرت العملية التي انطلقت يوم الأربعاء 10 شباط الجاري، عن مقتل ثلاثة جنود أتراك وإصابة ثلاثة آخرين، إلى جانب مقتل 48 عنصراً من حزب العمال الكوردستاني منهم ثلاثة من قادة الحزب واعتقال اثنين، بحسب رواية الدفاع التركية.
وطالب البيان الحكومة العراقية بـ”القيام بواجبها الدستوري والقانوني والتصدي الحازم والصارم لمثل هذة الاعتداءات ومنع تكرارها والعمل الجاد لتنفيذ الارادة الوطنية الشعبية وقرار مجلس النواب العراقي القاضي باخراج كافة القوات الاجنبية العسكرية من العراق وضمان امنه وسيادته واستقلاله”.
وكان البرلمان العراقي قد صوت في 5 كانون الثاني 2020 على قرار يقضي بإخراج القوات الأجنبية من العراق.
ودعت العصائب الحكومة التركية إلى “احترام مبادىء حسن الجوار واخراج كافة قواتها العسكرية المحتلة من داخل العراق ومناطقه الحدودية وعدم جر البلدين الجارين المسلمين الى مغامرات غير محسوبة لاتخدم اي طرف من الاطراف في ظل الاجواء الملتهبة في المنطقة”.
وفي نبرة مُهددة، شدد البيان على أن “ابناء العراق الغيارى الذين خبرتهم ساحات الجهاد والمقاومة على اهبة الاستعداد للوقوف مع ابطال قواتنا العسكرية والحشد الشعبي والتصدي لأي سلوك عدواني يستهدف بلادنا وشعبنا وارضنا ويهدد وينتهك سيادتنا وامننا”.
وكان رئيس تحالف الفتح، هادي العامري، قال تحدث أمس السبت إن القوات التركية تنوي استهداف جبل سنجار، مطالباً الحكومة العراقية باتخاذ “كل الإجراءات اللازمة لردع أي عدوان على الأراضي العراقية”.
ولدى تركيا وجوداً عسكرياً في العراق منذ عدة سنوات وسبق أن وجه الحشد الشعبي تهديدات لأنقرة بسبب ذلك، وأكد رئيس تحالف الفتح أنه “كنا نتوقع من الحكومة التركية الانسحاب من الأراضي العراقية بشكل كامل سواءً من بعشيقة أم من الشريط الحدودي الذي احتلته مؤخراً، لا أن تقوم بالمزيد من الاحتلال”.
العامري أكد على واجب “الحكومة العراقية بأن تتخذ كل الإجراءات اللازمة لردع أي عدوان على الأراضي العراقية”، معبراً عن ثقته بالقدرات الدفاعية للقوات المسلحة العراقية والحشد الشعبي والأجهزة الأمنية.
وفي السياق، قالت حركة النجباء إن “الحديث عن نية قوات الاحتلال التركي اجتياح نينوى سببه المواقف الرسمية الهزيلة”، داعيةً “قوات الاحتلال التركي إلى مراجعة حساباتها قبل الإقدام على أي خطوة غير محسوبة، ولها عبرة بالقوات الأميركية التي تفوقهم عددا وعدة”.
وطوال الأيام الأربعة الماضية، تعرضت سلسلة جبال كَارة في محافظة دهوك لقصف تركي مكثف، حيث تقع نحو 50 قرية على سفوح الجبل على امتداد 100 كلم، وهي تشهد معارك متواصلة منذ 20 عاماً بسبب وجود مواقع حزب العمال فيها، والتي أثرت على 40 قرية أخرى مأهولة بالسكان في أقضية العمادية/ آميدي وشيخان وعقرة/ آكري.
إلى ذلك، أعلن مركز إعلام قوات الدفاع الشعبي الكوردستاني الجناح العسكري التابع لحزب العمال أمس، أن الطائرات الحربية التركية قصفت جبال “كَارة” لـ18 مرة، فيما أكد أن عناصر قواته نفّذوا عمليات ضد الجيش التركي بوساطة طائرات الاستطلاع “درون” في منطقة سياني، ولم يذكر الحزب حصيلة خسائر الجانب التركي لكنه أشار إلى “نقل تركيا القتلى والجرحى بواسطة المروحيات”.