الخارجية الامريكية تعلق على العملية العسكرية التركية في شمال العراق: يجب احترام سيادة الاراضي العراقية

أكد متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية على موقف واشنطن الداعي لاحترام سيادة الأراضي العراقية، وذلك تعليقاً على العملية العسكرية التي أطلقتها تركيا داخل أراضي إقليم كوردستان.

جاء ذلك خلال متحدث باسم الوزارة على سؤال حول عملية “مخلب النسر 2” التركية الدائرة حالياً في عدة مناطق بمحافظة دهوك ومنها سلسلة جبال كَارة، والتي تقول أنقرة أنها تستهدف من خلالها عناصر حزب العمال الكوردستاني.

وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية لرووداو: “نؤكد وجهة نظرنا في أن أي أنشطة عسكرية داخل العراق يجب أن تراعي احترام سيادة الأراضي العراقية”.

وتابع: “نحن مطلعون على التقارير الأخبارية الخاصة بالعمليات التركية في شمال العراق”.

يأتي هذا في الوقت الذي تقدمت فيه السفارة الأميركية في أنقرة مساء اليوم الجمعة، بالتعازي لعوائل الجنود الأتراك الذين قتلوا “على يد إرهابيي حزب العمال الكوردستاني”، مضيفةً: “نقف إلى جانب تركيا، حليفتنا في الناتو”.

وواصلت الطائرات التركية، اليوم الجمعة، قصفها على مناطق في ثلاث نواحي تابعة لمحافظة دهوك، فيما تستمر الغارات بشكل مكثف على مناطق قريبة من جبل “كاره” منذ 12 ساعة.

في المقابل، من المقرر أن تجتمع العمليات المشتركة غداً السبت لبحث الموقف من الهجوم التركي كما سيستضيف مكتب رئيس الوزراء العراقي القائد العام للقوات المسلحة اجتماعاً أمنياً هذا المساء حول نفس الموضوع، بحسب ما قاله القيادي في حشد وزارة الدفاع العراقية، عبدالرحمن الجزائري الذي توقع “اتخاذ قرارات بإرسال قوات تعزيزية، وكذلك رفع مذكرة من وزير الخارجية العراقية فؤاد حسين إلى الأمم المتحدة حول هذه التجاوزات”.

وأكد القيادي في حشد الدفاع رفض الحشد الشعبي للعمليات العسكرية التركية داخل أراضي إقليم كوردستان “لأن اختلافنا مع الإقليم سياسي وليس عسكرياً”، مشدداً على أن “الحشد الشعبي لن يقف مكتوف الأيدي إزاء هذه التجاوزات وسيكون رده فوق مستوى تصورات أنقرة، حتى لو لم تصدر الحكومة العراقية قراراً بهذا الصدد”.

وقال مدير ناحية دينارته في قضاء عقرة، شعبان برواري: إن قريتي “جم شرتي” و”سري جل كيرا” تعرضتا لقصف مكثف في الساعة 02:50 من عصر اليوم الجمعة، مشيراً إلى أن دوي تحليق الطائرات في سماء قضاءي العمادية وعقرة لم ينقطع منذ 12 ساعة.

وبحسب المعلومات فإن الطائرات التركية قصفت قرية كلي زنتك الواقعة على سفح جبل كَارة في ناحية جمانكي بشكل مكثف في الساعة 03:10 من عصر اليوم، كما قصفت جبل خيري في ناحية قسروك في الساعة 04:10 مساءً، فيما يسمع دوي القصف وأصوات تحليق الطائرات منذ ثلاثة أيام في قضاء العمادية/ آميدي وخاصة في المناطق القريبة من جبل كَارة.

وتشير وسائل إعلام مقربة من حزب العمال الكوردستاني إلى اندلاع “معارك ضارية” مساء الجمعة في سفوح جبل كاره بين عناصر حزب العمال والجيش التركي، حيث تحاول تركيا منذ ثلاثة أيام نشر جنودها عبر عمليات الإنزال الجوي على الجبل “فيما يمنع عناصر حزب العمال ذلك”.

واليوم نشرت وزارة الدفاع التركية، في تويتر مقطع فيديو لما قالت إنه إنزال جوي لجنودها في جبل كارة، فيما ينفي إعلام حزب العمال ذلك.

وأشارت الوزارة إلى “تدمير أكثر من 50 هدفا للإرهابيين بغارات جوية وتحييد 37 إرهابيا بينهم قياديان في إطار عملية مخلب النسر -2 شمالي العراق”، مبينةً أن حزب العمال “تلقى ضربة موجعة بفضل الغارات الجوية التي أصابت أهدافها بدقة” والتي لا تزال مستمرة.

وأشار وكيل وزارة البيشمركة، سربست لزكين إلى أن معلومات الوزارة تشير إلى إنزال الجنود الأتراك على جبل كارة تم يوم 10 شباط لعدة ساعات، “ولكنهم لم يبقوا على الأرض بعد ذلك”.

وبحسب مصدر رفض الكشف عن هويته فإن القصف لم يوقع أي خسائر في الأرواح لكنه تسبب بهلع سكان نحو 130 قرية في محافظة دهوك.

وفيما يتحدث إعلام حزب العمال عن مقتل 30 جندياً تركياً، تقر وزارة الدفاع التركية بمقتل ثلاثة من جنودها وإصابة 3 آخرين، إلى جانب إعلانها تحييد 37 من حزب العمال، وهو العدد الذي لم يؤكده حزب العمال بعد.