رئاسة الجمهورية العراقية تدين استهداف المنطقة الخضراء وتصفه بالعمل الارهابي

وصفت رئاسة الجمهورية العراقية استهدف المنطقة الخضراء بـ”العمل الإرهابي”، مشيرةً إلى أن استمرار هذه “الاعمال الإجرامية” يؤدي إلى تعريض أمن وحياة المواطنين الأبرياء وممتلكاتهم الى الخطر، وتمثل “استهدافاً لسيادة البلد”، كما أنه ينال من سمعة العراق الدولية ومن علاقاته الخارجية، عبر استهداف البعثات الدبلوماسية التي تقع مسؤولية حماية امنها وسلامة منشآتها وافرادها على الجانب العراقي ضمن التزاماته الدولية المعمول بها.

كما شدد بيان رئاسة الجمهورية على ضرورة ملاحقة القوات الأمنية “العصابات الاجرامية الخارجة عن القانون”، وتقديمهم الى العدالة، وعدم السماح بتكرار هذه الحوادث من أجل حماية المصلحة العليا للبلد وضمان أمن واستقرار المواطنين.

من جهتها دعت السفارة الأميركية ببغداد القادة السياسيين والحكوميين العراقيين إلى اتخاذ خطوات لمنع استهدافها ومحاسبة المسؤولين عن الهجمات الصاروخية التي استهدفتها، عادة هذا النوع من الهجمات اعتداء مباشراً على سيادة حكومة العراق.

ففي تغريدة نشرت في موقع السفارة الأميركية على تويتر، أكدت السفارة أن الصواريخ “التي استهدفت المنطقة الدولية أدت إلى رد الأنظمة الدفاعية للسفارة، ولحقت أضرار طفيفة بمجمع السفارة ولكن لم تقع إصابات أو خسائر بشرية”.

وأشارت السفارة إلى أنها تلقت تقارير عن إلحاق أضرار بمناطق سكنية بالقرب من السفارة الأميركية، واحتمال إصابات في صفوف المدنيين العراقيين الأبرياء، وشددت السفارة على أن “هذه الأنواع من الهجمات على المنشآت الدبلوماسية هي انتهاك للقانون الدولي واعتداء مباشر على سيادة حكومة العراق”.

ودعت السفارة جميع القادة السياسيين والحكوميين العراقيين إلى “اتخاذ خطوات لمنع هذه الهجمات ومحاسبة المسؤولين عنها.

وفي أول رد رسمي على حادث إطلاق الصواريخ على محيط السفارة الأميركية ببغداد، الليلة (20 كانون الأول 2020)، أعلن الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية، يحيى رسول، أن “عصابات الجريمة جددت استهدافها الصاروخي لمنشآت ومنازل مدنية في المنطقة الخضراء ببغداد مساء اليوم”، حسب وكالة الأنباء العراقية.

وشدد رسول على أن “مثل هذه الأعمال الإجرامية تستهدف المواطن وأمنه وتسعى إلى الانتقاص من هيبة الدولة وزعزعة الاستقرار، مضيفاً “لن نسمح بالمساس بأمن البعثات الدبلوماسية في العاصمة بغداد وتهديدها وإننا ملتزمون بحمايتها”.

وأعلن الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية: “ستعمل قواتنا الأمنية على ملاحقة الخارجين عن القانون وتقديمهم للعدالة، ولن تسمح بلغة فرض الإرادات على حساب اسم العراق وسيادته”.

وكان مراسل شبكة رووداو الإعلامية في بغداد، أفاد بسقوط عدة صواريخ في محيط السفارة الأميركية بالعاصمة، وأن ثلاثة صواريخ سقطت بالقرب من السفارة الأميركية‬، وسقط آخر على عمارة في مجمع القادسية، كما سقط صاروخ في منطقة الجادرية.

من جهة أخرى، دعا زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، في تغريدة على “تويتر”، الحكومة لإعلان حالة الطوارئ في بغداد “والاستعانة بالجيش حصراً” لحماية المدنيين والبعثات الدبلوماسية، معبراً عن “استعداده للتعاون الامني في هذا الشأن”، واعتبر كل من يستعمل السلاح خارج نطاق الدولة والقرار العقلائي الإجماعي “إما إرهابي أو خارج عن الشرع والقانون”.

وحث زعيم التيار الصدري البرلمان العراقي على التفاوض مع السفارة الأميركية لأجل وضع حد “لاحتلالها وتحكمها وتدخلها بالشأن العراقي” بما يحفظ للعراق أمنه، ونصح السفارة الأميركية بعدم الرد العسكري والأمني وترك زمام الأمور للدولة العراقية “فهي صاحبة السيادة لا أنتم”.

من جهتها أعلنت خلية الإعلام الأمني أن مجموعة خارجة عن القانون أقدمت على إطلاق عدد من الصواريخ باتجاه المنطقة الخضراء في بغداد مساء اليوم، وأوضحت أن الصواريخ انطلقت من “معسكر الرشيد، وسقطت داخل المجمع السكني على عدد من عمارات القادسية السكنية”.

أما الخسائر التي نتجت عن هذه الصواريخ فقد فصلتها خلية الإعلام الأمني في بيان لاحق أشارت فيه إلى أن عدد الصواريخ بلغ ثمانية، حيث سقط صاروخ في الشقة رقم 6 في الطابق الأول في عمارة رقم 1، كما سقط الثاني في عمارة رقم 3 الطابق الأول بالشقة رقم 1، فيما سقط الثالث في العمارة ذاتها بالطابق السابع، أما الرابع سقط أمام العمارة 26، وكان سقوط الصاروخ الخامس أمام العمارة 18، إلى ذلك سقط الصاروخ السادس أمام العمارة رقم 14 قرب السوق الداخلي، وسقط الصاروخ السابع في إحدى البحيرات، أما الثامن فقد سقط قرب إحدى السيطرات.

ونتج عن ذلك بحسب بيان خلية الإعلام الأمني إصابة جندي عراقي وحدوث أضرار مادية في هذه البنايات بعد أن دخلت هذه الصواريخ إلى بعض الشقق السكنية التي يقطنها المواطنون، فضلاً عن حدوث أضرار بـ 14 عجلة مدنية ومولدة كهرباء وكرفان.