مقر فرقة العباس القتالية في الناصرية يتعرض للحرق ومتظاهرو الحبوبي يعلنون البراءة من الهجوم

تعرضت أجزاء من مقر فرقة العباس القتالية في الناصرية، مساء أمس الأحد، إلى حريق، فيما أعلن المتظاهرون براءتهم من الهجوم، في الوقت الذي تشهد محافظة ذي قار احتجاجات عارمة تنديداً باستهداف الناشطين.

وقالت فرقة العباس القتالية : أن جزءاً من المقر احترق وليس المقر الرئيسي.

وأوضح البيان أن “الحريق طال المكتب المدني لعوائل الشهداء والمضحين المعني بمتابعة شؤون الشهداء وتقديم الخدمات الانسانية من تعفير الدوائر والأحياء وكذلك خدمات التكافل والتي ستتوقف نتيجة هذا الحادث”.

إلى ذلك، أعلن متظاهرو ساحة الحبوبي، وهي المعقل الرئيس للاحتجاجات، براءتهم التامة من ما وصفوه بـ”الفعل الشنيع”، وإحراق المكتب المدني لفرقة العباس القتالية في الناصرية، مؤكدين إستعدادهم لإعادة ترميمهِ.

واشار مسؤول المكتب، الذي يرتبط بالعتبة العباسية المقدسة، إن متظاهري الساحة، كان لهم دورٌ في المساعدة بعمليات توزيع المعونات الغذائية على ذوي الدخل المحدود في المحافظة.
يأتي هذا في الوقت الذي لا يزال فيه مصير الناشط سجاد العراقي المختطف منذ مساء أول أمس السبت مجهولاً، رغم أن الشرطة أعلنت تحديد وتطويق مكان المختطفين منذ الساعات الأولى لعملية الاختطاف.

وأمس الأحد، أكدت قيادة شرطة ذي قار أنها تضيق الخناق على خاطفي الناشط سجاد العراقي بالقرب من منطقة “آل ازيرج” والتي تبعد 15 كلم عن مركز مدينة الناصرية، فيما أفادت بأن الطابع العشائري للمنطقة هو ما أخر عملهم .

وقال المتحدث الرسمي باسم شرطة ذي قار فؤاد كريم عبدالله في تصريح : ان عناصر شرطة المحافظة حددت نوع السيارة ومسارها والمكان الذي اتجهت إليه، مضيفاً أنه فور رصد مكانها تم تحريك فوجين لتطويق منطقة بالقرب من “ال ازيرج” التي تبعد 15 كلم عن مركز المدينة، التي توجه لها الخاطفون.

وتشهد محافظة ذي قار منذ الليلة الماضية، احتجاجات عارمة وقطعاً لأغلب الطرق والجسور احتجاجاً على اختطاف الناشط سجادالعراقي وإصابة رفيقه باسم فليح.

وأوضح عبدالله أنه تم تضييق الخناق على منطقة وجود الخاطفين وفي الساعات المقبلة ستتم مداهمة المكان، مبينا أن طبيعة المكان العشائري “تتطلب مزيداً من التأني في تنفيذ مهمام مماثلة، ما اضطرنا الى تأخير عملية المداهمة”.

وأكد المتحدث الرسمي باسم شرطة ذي قار أن جريمة الاختطاف هذه ذات طابع جنائي.

وتظاهر المئات أمام مبنى ديوان المحافظة ومجلس ذي قار بعدما توجهوا إلى المكان منطلقين من ساحة الحبوبي، كما قطعوا عدداً من الطرق والجسور ومنها جسري الحضارات والزيتون.

وأفادت مصادر محلية بأن مسلحين مجهولين كانوا يستقلون ثلاث سيارات مضللة اختطفوا الناشط سجاد العراقي وأطلقوا النار على صديقه باسم فليح الذي كان برفقته بأسلحة كاتمة للصوت، حيث تم اسعاف الأخير للمشفى لانقاذ حياته، فيما لا يزال مصير الأول مجهولاً.

وعلى إثر ذلك أصدر المتظاهرون في ساحة الحبوبي بالناصرية بياناً تضمن إمهال قيادة الشرطة ساعة واحدة للقبض على الجناة، مهددين بإغلاق كافة شوارع ومنافذ الناصرية والدوائر بعد انتهاء المهلة.

وفي وقت لاحق، أعلنت شرطة ذي قار تحديد العجلة التي اختطفت الناشط سجاد العراقي، وفيما أشارت إلى أن استجابة الأجهزة الأمنية كانت سريعة بعد وقوع الحادث، دعت المتظاهرين للتعاون مع الأجهزة الأمنية لتهدئة الأوضاع.

وعرف سجاد العراقي بكتاباته الجريئة على منصات التواصل الاجتماعي، وأشار في 4 أيلول الجاري إلى تهديده من قبل أحد المنتمين للتيار الصدري، محملاً إياهم المسؤولية عما يتعرض له في المستقبل.

ويشهد العراق منذ تشرين الأول الماضي، على نحو متقطع احتجاجات شعبية عمت معظم محافظات الوسط والجنوب تخللتها أعمال عنف أسفرت عن مقتل المئات وإصابة الآلاف، كما تصاعدت خلال الآونة الأخيرة عمليات الاغتيال التي استهدفت الناشطين.