أكد رئيس الجمهورية العراقي، برهم صالح ان العراقُ اليومَ يعيشُ مرحلةَ تحولاتٍ حساسةٍ وخطيرة، مشيراً إلى ضرورة تلبيةِ الاستحقاق الوطني في الإصلاح، وذلك من خلال الاحتكامِ إلى الشعب في انتخاباتٍ مبكرة.
وقال صالح في كلمة عزاء وجهها للمسلمين في العراق والعالم بمناسبة ذكرى عاشوراء : “تمرُّ عاشوراءُ الحسين هذا العام والعالمُ كلُّهُ يعيشُ بأزمةٍ كبيرةٍ في ظلِ صراعاتٍ وفي ظلِ انتشارِ جائحةِ كورونا التي ألقتْ بظلالِها على كل مرافق الحياة، والتي أثبتَ من خلالهِا أبناءُ شعبِنا أنهم على أثرِ الحسين في تكافلِهم الاجتماعي مع الفقراء والمحتاجين وبصمودِ جيشهم الأبيضِ مع المرضى والمصابين”.
وأضاف أن “العراقُ اليومَ يعيشُ مرحلةَ تحولاتٍ حساسةٍ وخطيرة، فالعراقيونَ بعد معاناةٍ طويلة وحرمانٍ مديدٍ يتطلعونَ إلى العدالة وسيادة القانون، و إنهاء الفساد و تأمين الحياةِ الحرةِ الكريمة، يتطلعون إلى ترسيخِ مرجعية الدولة المقتدرة ذات السيادة الكاملة وغير المنقوصة و المحتكمة إلى الدستور والقانون”.
وفي وقت سابق، حدد رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي السادس من حزيران المقبل موعداً لإجراء الانتخابات المبكرة، وفي هذا السياق، أشار رئيس الجمهورية إلى أنه “لابدَّ من تلبيةِ الاستحقاق الوطني في الإصلاح، وذلك من خلال الاحتكامِ إلى الشعب في انتخاباتٍ مبكرة”.
وشدد على أنه يجب أن تكونَ الانتخابات “في أجواء تسودُها الثقةُ بعيداً عن التلاعب والتزوير، وهو ما يتطلب توفيرَ المستلزماتِ الفنية والقانونية لتطمينِ العراقيين بنزاهتِها وصدقِها، و تمکینهم من ممارسة حقهم الدستوري في تقرير مصير بلدهم وانتخاب نوابهم وحكومتهم بعيداً عن كل قيمومة أو تدخل أو تلاعب”.
وعاشوراء، هو أكبر يوم حزن عند المسلمين الشيعة، ومعنى الكلمة هو اليوم العاشر من شهر محرم، وهو اليوم الذي يصادف فيه استشهاد الإمام الحسين بن علي، حفيد النبي محمد، في معركة كربلاء، في العام 61 هجرية، لذلك يعدّه الشيعة يوم عزاء وحزن، ويؤدون فيه طقوساً ومراسم مختلفة، تعبر عن الحزن بهذه الفاجعة.
وكغالبية دول العالم، يمر العراق بظرف صحي عصيب، يتمثل بانتشار فيروس كورونا، حيث دعت الحكومة إلى تشديد الإجراءات في مراسم الزيارة، واتباع إجراءات الوقاية، ورغم ذلك إلا أنه يتوقع أن تشهد الزيارة توافد عشرات الآلاف من مختلف المحافظات العراقية، ولاسيما من محافظات الوسط والجنوب.
وفي ما يلي نص كلمة رئيس الجمهورية:
بسم الله الرحمن الرحيم
(وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)
صدق الله العظيم
أيُّها الشعبُ العراقيُ الأبيّ
أيُّها الأحرارُ في أرجاء المعمورة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مع بدايةِ شهرِ محرّمٍ الحرام، وعاشوراءِ الحزنِ لسِبْطِ النبيِّ في فاجعة الطف الخالدة، والتي قضى فيها الإمامُ الحسينُ (عليه السلام) شهيداً، يرافِقُهُ ركبٌ من أهلِ بيتِهِ وصحبِهِ، أحببتُ أن أُطلَّ على أبناءِ شعبِنا لأضمَّ صوتي إلى صوتِهم، وحزني إلى حزنِهِم، ومواساتي إلى مواساتهم.
الحسين (عليه السلام)، كانَ ولا زالَ وسيظَلُّ خالداً بمشروعِهِ الإصلاحيِّ وإنسانيتِهِ التي تجلَّت حتى مع أعدائه أثناءَ المعركة، خالداً بركبِهِ وهو يحملُ نساءَ الرسالةِ وصحبَهُ الذين تنوعوا بين عربيٍّ وأعجميٍّ ومسيحيٍّ وروميٍّ وعبدٍ وحُر، وهذا دليلٌ على شمول ثورة الحسين للجميع، ودليلٌ على أنهُ، عليهِ السلام، للكلِّ، ويقفُ مع الكلّ، في مظلوميتِهم دون تفريقِ عِرْقٍ أو لونٍ أو طائفة.
في عاشوراء الحسين ما أحوجنا أيُّها الأحبةُ إلى إنسانيةِ الحسين وإيثاره ووقفتِهِ بوجهِ الظلم والجَوْرِ، ونصرةِ المظلومين.
الحسينُ رمزٌ للتحررِ والتعايشِ السلمي والتصالحِ مع الذات، فهو جامعُ الجميع، لا يقفُ عند مذهبٍ أو طائفة أو قومية، و قد تحولَّ من شخصيةٍ ثائرةٍ الى شاخصٍ لكل الثوار ومن إنسانٍ مؤمنٍ الى رمزٍ للإيمان، ومن رجلٍ مصلحٍ إلى رمز للإصلاح.
يا أبناء شعبنا الصابر
تمرُّ عاشوراءُ الحسين هذا العام والعالمُ كلُّهُ يعيشُ بأزمةٍ كبيرةٍ في ظلِ صراعاتٍ وفي ظلِ انتشارِ جائحةِ كورونا التي ألقتْ بظلالِها على كل مرافق الحياة، والتي أثبتَ من خلالهِا أبناءُ شعبِنا أنهم على أثرِ الحسين في تكافلِهم الاجتماعي مع الفقراء والمحتاجين وبصمودِ جيشهم الأبيضِ مع المرضى والمصابين.
العراقُ اليومَ يعيشُ مرحلةَ تحولاتٍ حساسةٍ وخطيرة، فالعراقيونَ بعد معاناةٍ طويلة وحرمانٍ مديدٍ يتطلعونَ إلى العدالة وسيادة القانون، و إنهاء الفساد و تأمين الحياةِ الحرةِ الكريمة، يتطلعون إلى ترسيخِ مرجعية الدولة المقتدرة ذات السيادة الكاملة وغير المنقوصة و المحتكمة إلى الدستور والقانون.
فلابدَّ من تلبيةِ الاستحقاق الوطني في الإصلاح، وذلك من خلال الاحتكامِ إلى الشعب في انتخاباتٍ مبكرة و التي يجب أن تكونَ في أجواء تسودُها الثقةُ بعيداً عن التلاعب والتزوير، وهو ما يتطلب توفيرَ المستلزماتِ الفنية والقانونية لتطمينِ العراقيين بنزاهتِها وصدقِها، و تمکینهم من ممارسة حقهم الدستوري في تقرير مصير بلدهم وانتخاب نوابهم وحكومتهم بعيداً عن كل قيمومة أو تدخل أو تلاعب.
و هي دعوة لنا، وللفرقاءِ والشركاءِ أن نقتفي أثَرَ الإمام الحسين( عليه السلام) في خدمةِ أبناءِ شعبِنا والوقوفِ معَهُم في بناءِ الوطن ودفعِ شرورِ الأعداء عنهُ وتقديمِ كلِّ شيءٍ يرفعُ المعاناةَ عن كاهلِ العراق الذي يستحقُ كلَّ خيرٍ وأمان وازدهار.
عظَّمَ اللهُ أجرَ المُعزّينَ بشهادةِ سِبطِ الرسول، عزائي للمرجعيةِ الدينيةِ الرشيدة ولكلِّ الخيّرينَ في العالمِ الذين تعلموا من الحسين، واتّبعوا منهجَهُ.
وحفظَ اللهُ العراقَ وشعبَهُ وقواتِهِ الأمنيةَ بكلِ صنوفِها من كلِّ سوءٍ، ورحمَ الله كلَّ الشهداء. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته”.
المكتب الإعلامي لرئاسة الجمهورية