رأى رئيس الجبهة التركمانية في العراق، أرشد الصالحي أن الوضع الأمني في كركوك “مستقر”، والمحافظة ليست بحاجة لقوة من خارج المدينة، متعهداً بالقيام بمحاولات “جدية” لمنع أي اتفاق للتنسيق بين قوات البيشمركة، والقوات العراقية.
وذكر الصالحي، أن هناك مصالح سياسية بين الحكومة العراقية وحكومة إقليم كوردستان، تتطلب عودة قوات البيشمركة إلى محافظة كركوك، وعقدت العديد من الاجتماعات مع القوى السياسية لمنع أي اتفاق للتنسيق بين القوات الاتحادية ووقات البيشمركة، موضحاً أنه “لا يجب أن نقف صامتين، أما تأطير المكونين العربي والتوركماني، ضمن المصالح السياسية، بين الحكومة الفدرالية، والأحزاب الكوردية”، مشيراً إلى أن أي اتفاق حول إعادة الوضع إلى ما كان عليه قبل 2017، لن يكون لارساء الأمن، لأن الوضع الأمني في المدينة “مستقر”، وليست هناك حاجة لأي قوات من خارج المدنية.
يذكر أن عناصر من تنظيم داعش شنوا هجوماً على نقطة أمنية في قضاء داقوق، جنوبي محافظة كركوك، مساء اليوم الاثنين، ما أسفر عن سقوط 4 قتلى و4 جرحى.
وجاء في بيان صادر عن خلية الإعلام الأمني أن عناصر من تنظيم داعش شنوا هجوماً على إحدى مرابطات الفوج الثالث باللواء العشرين على طريق كركوك العام، أسفر عن مقتل 4 مقاتلين وجرح 4 آخرين بإطلاق نار مباشر.
بدوره أفاد رئيس حكومة إقليم كوردستان، مسرور بارزاني، اليوم الاثنين، (24 آب 2020)، بأن حكومته تبحث مع الحكومة الاتحادية أربع قضايا رئيسية مع الحكومة الاتحادية، مؤكداً عدم التنازل عن أية حقوق دستورية لإقليم كوردستان.
وبشأن عودة قوات البيشمركة، للمناطق المتنازع عليها، أشار مسرور بارزاني، إلى مباحثات كثيرة مع الحكومة الاتحادية بهذا الصدد، مبيناً أن وهذه القضية تنقسم إلى جزأين، الأول هو إيجاد حل للمناطق المستقطعة من إقليم كوردستان حسب المادة 140 من الدستور، عبر ثلاث مراحل مختلفة، وكانت الحكومة الاتحادية هي “المقصرة” في تطبيق الدستور وليس إقليم كوردستان، والثاني هو التوصل إلى حل مع الحكومة العراقية حول ملء الفراغ الأمني في المنطقة، حتى لا يستفيد منها داعش، ويجب أن تقوم قوات البيشمركة والقوات العراقية بحماية تلك المناطق معاً، منوهاً إلى أن رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي لديه تفهمٌ جدي للمادة 140 من الدستور العراقي.
وأعلن العراق عام 2017 تحقيق النصر على داعش باستعادة كامل أراضيه، التي كانت تقدر بنحو ثلث مساحة البلاد اجتاحها التنظيم صيف 2014، إلا أن التنظيم لا يزال يحتفظ بخلايا نائمة في مناطق واسعة بالعراق ويشن هجمات بين فترات متباينة.
وسبق أن أعلن المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة العراقية، اللواء تحسين الخفاجي، لشبكة رووداو الإعلامية، أن القوات الاتحادية وقوات حرس الإقليم ستنفذ عمليات مشتركة تستهدف مسلحي تنظيم داعش الإرهابي، وقد تم الاتفاق مبدئياً على الإجراءات اللازمة لبدء هذه العمليات، كما أن “قسماً من ضباط البيشمركة يعملون حالياً ضمن قيادة العمليات المشتركة، ولن تجري أي عملية بدون مشاركة إخواننا من قوات البيشمركة بمعلومات استخبارية وأمنية”.
وكان الجيش العراقي قد أعلن في مطلع تموز الماضي انطلاق عملية عسكرية مشتركة بينه وبين قوات البيشمركة لتمشيط أكثر من 17 ألف كيلومتر مربع في المنطقة الفاصلة بين القوات الاتحادية والبيشمركة بهدف ملاحقة فلول تنظيم داعش، وهذه العملية كانت الأولى من نوعها في تلك المناطق منذ أحداث أكتوبر 2017.