أكد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي الذي يزور محافظة البصرة حالياً، أن زيارته للمدينة جاءت لاستتباب الأمن ولا مجال للسلاح المنفلت والضغوط السياسية في العمل الأمني.
وقال الكاظمي في بيان صادر عن مكتبه الإعلامي : جئت مباشرة من السفر ومعي الوزراء الأمنيون ورؤساء الأجهزة الأمنية لدعم القوات الأمنية ورفع الروح المعنوية، والعمل من أجل استتباب الأمن في المحافظة.
ورفض رئيس الوزراء أي قائد “يخفق بعمله”، معتبرا أن ماحدث في البصرة يجب أن يكون درسا وعبرة.
القائد العام للقوات المسلحة أكد خلال اجتماعه مع القيادات الأمنية والعسكرية في مقر قيادة عمليات البصرة على أن الزيارة جاءت لأمر استثنائي، “فالبصرة مهمة لدينا ولا نقبل بالإخفاقات في حماية أمنها”.
واتهم الكاظمي “جماعات خارجة عن القانون” بأنها تحاول منذ فترة ترهيب أهل البصرة، وهي تشكل تهديدا لهم ولجميع العراقيين، مضيفا أن هناك مجرمين يرتكبون عمليات اغتيال، لكن لم نرَ عملا يوازي خطورة هذه الجريمة .
وعد السلاح المنفلت والمشاكل العشائرية غير مقبولة، مشيرا إلى وجوب أن يكون هناك عمل استباقي، فالتجاوز وخرق القانون والجريمة لا يمكن أن نتعامل معها بشكل عابر .
وأعتبر عمليات الاغتيال الأخيرة شكلت خرقا لا “نقبل التهاون إزاءه”، مشددا على تلافي الإخفاقات، فيما أكد أنه لا مكان للخائفين داخل الأجهزة الأمنية، ولا مجال للخوف لمن يعمل من أجل العراق.
ولوح الكاظمي بالمحاسبة وفق القوانين الانضباطية، لمن يخطأ و يخفق، مؤكدا أنه لن يبقى في مكانه، مضيفا أنه ينتظر من القادة الامنيين عملا جادا، و”عليكم الكشف عن المجرمين بأسرع وقت”.
وبعد وصوله من العاصمة الأميركية واشنطن اليوم السبت، (22 آب، 2020)، إلى بغداد، توجه الكاظمي لمحافظة البصرة على رأس وفد أمني رفيع.
تأتي هذه الزيارة بعدما شهدت البصرة موجة من الاغتيالات طالت ناشطين في التظاهرات دفعت بوزير الداخلية يوم الخميس (20 آب 2020) باتخاذ جملة إجراءات أمنية، بهدف ايقاف “نزيف الدماء” في البصرة.
وترأس الوزير عثمان الغانمي وفداً أمنياً رفيع المستوى لزيارة محافظة البصرة، ضم الفريق الركن عبد الامير الشمري نائب قائد العمليات المشتركة، ورئيس جهاز الأمن الوطني وعدداً من الوكلاء والقادة الأمنيين، حيث عقد وزير الداخلية فور وصوله اجتماعاً في قيادة عمليات البصرة، واكد أن التقييم الأمني في محافظة البصرة “غير مقبول إطلاقاً”، مشدداً على وضع حلول سريعة حتى لو يتطلب الأمر بقاء هذا الوفد في المحافظة للوقوف على أسباب الحوادث الأخيرة.
وقام مسلحون مجهولون، يوم الأربعاء (19 آب 2020)، باستهداف عجلة من نوع كيا، تقل 4 نساء، قرب التقاطع التجاري وسط مدينة البصرة، حيث أغتيلت الناشطة والأخصائية في مجال التغذية ريهام يعقوب، وامرأة أخرى، فيما نجت الامرأتان الأخريتان، من رصاص المسلحين.
الغانمي، وجّه الأجهزة الأمنية هناك بعدم السماح بتجول أي عجلة لا تحمل لوحات والعمل على حجزها فوراً، مهما كان التخويل الذي يحمله سائق هذه العجلة وغير صادر من قيادة العمليات المشتركة، كما أكد على وضع “خطة محكمة” لفض النزاعات العشائرية من قبل قيادة العمليات المشتركة، فضلاً عن ارسال لجنة لمتابعة جميع أوامر القاء القبض بحق المطلوبين وتنفذ تنفيذاً تاماً، على أن ترسل هذه اللجنة خلال سبعة أيام من قبل وزارة الداخلية.
واغتال مسلحون مجهولون الناشط في تظاهرات البصرة تحسين أسامة يوم الجمعة (14 آب 2020)، بعدما اقتحموا شركة خاصة به، تعمل في خدمات الانترنت، وانهالوا على جسده بعشرين إطلاقة نارية من أسلحة خفيفة، فور اقتحامهم مقر الشركة في شارع البهو وسط مدينة البصرة.
كما دعا الغانمي إلى ضرورة تجنب الفساد والقضاء عليه بشكل تام، والعمل على فتح سجل أساس في مراكز الشرطة في محافظة البصرة، والرجوع الى إصدار بطاقات الشكاوى، ووجه بمسك التقاطعات بمفارز قوية قادرة على تطبيق القانون بمهنية، على أن تكون مدعومة من قبل القضاء، ووجه أيضاً بتشكيل خلية استخبارات اعتباراً من اليوم لجمع المعلومات كافة ودعم ورفد الأجهزة الأمنية بها، وأكد الوزير للحاضرين خلال هذا الاجتماع أن الكل مسؤول عن هذا “الدم النازف” في العراق وعلى الجميع تحمل المسؤولية ودرء هذا “الخطر” ووقف هذا “النزيف”.