أعلن رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي أنه غير راضٍ عن واقع بغداد ، مؤكداً عزمه إطلاق حملة كبرى لإعمار بغداد.
ورحب الكاظمي اليوم بوفد من وجهاء أهالي الأعظمية، حيث استمع إلى شرح عن واقع المدينة والمشاكل التي تعاني منها وأهم احتياجاتها، لاسيما في هذه المرحلة التي يواجه فيها العراق تحديات جائحة كورونا، وتداعياتها على الواقع الاقتصادي.
وبحسب بيان صادر عن مكتبه فإن رئيس الوزراء العراقي، أكد أن الأعظمية (ذات الغالبية السنية)، “تمثل مدينة لقيم التعايش، وتمكنت من الحفاظ على هويتها الوطنية، على الرغم من الظروف التي واجهتها كسائر المدن والمناطق العراقية الأخرى، لكن الأعظمية شكلت تميزاً في تنوعها الثقافي والتراثي، وتشكل مع الكاظمية ثراءً للعاصمة بغداد والعراق عموماً”.
وينحدر الكاظمي من منطقة الكاظمية ذات الأغلبية الشيعية في بغداد، وقال في هذا السياق: “عندما أتذكر الأعظمية أشعر بالكثير من السعادة، فأنا ابن الكاظمية، والكاظمية والأعظمية شقيقتان، لم يتمكن أحد عبر التأريخ من التفريق بينهما”.
وطوال سنوات كانت الجدران الاسمنتية تعزل الكاظمية عن الأعظمية لمنع أعمال العنف الطائفية على ضفتي نهر دجلة، الشرقية في الأعظمية والغربية في الكاظمية اللتان تربطهما جسر الأئمة.
وتابع رئيس مجلس الوزراء: “أقول لكم بأمانة أنا غير راضٍ عن واقع بغداد ، وأراقب ماتعرّضت له هذه المدينة من طعنات، واليوم علينا أن نعيد بغداد الى زهوها وألقها، وأنا عازم على إطلاق حملة كبرى لإعمار بغداد”.
وخاطب وجهاء مدينة الأعظمية قائلاً: “دوركم كوجهاء أن تشاركوا في صنع الأمل بالكلمة الطيبة، نريد أن نرى شبابنا يعمل وينتج، ونريد أن ننشغل ببناء مدننا وإعمارها، ولا نريد أن نستمر في مسلسل الحروب”.
ومنذ عقود يشهد العراق حروباً وأعمال عنف مستمرة، وأشار الكاظمي إلى أنه “نريد أن نبعث الأمل، وأريد أن يشعر العراقيون أن الطرق مازالت مفتوحة نحو المستقبل، مضيفا أن أخطر ما يواجه أي شعب هو فقدان الأمل، ولابد من توجيه شبابنا بالعمل والإنتاج والمساهمة في البناء والإعمار، وأن صفحة الحروب ستطوى الى الأبد، ولا نفكر إلا بمستقبل أفضل لشبابنا”.
وتولى الكاظمي رئاسة الوزراء في 7 أيار الماضي، خلفاً لعادل عبدالمهدي، الذي استقال من منصبه إثر احتجاجات شعبية عارمة عمت محافظات وسط العراق وجنوبه وتخللتها أعمال عنف أسفرت عن مقتل المئات وإصابة الآلاف، وتركزت مطالب المتظاهرين على إنهاء الفساد والطائفية والتبعية للخارج إلى جانب توفير الخدمات وفرص العمل.
ورغم أن منتقديه يوجهون إليه سيلاً من الاتهامات تتمحور حول “التركيز على المظاهر والاستعراضات”، لكن آخرون يرون أن الكاظمي يمضي على قدم وساق في إرضاء الأوساط الشعبية وامتصاص غضبها، ابتداءً بإصداره أوامر باستبدال قادة عسكريين ومسؤولين إداريين إلى جانب تبني التحقيق في قضايا أثارت الرأي العام وآخرها كانت حادثة الاعتداء على صبي يافع في بغداد، ناهيك عن توجيه جهاز مكافحة الإرهاب في أواخر حزيران الماضي باقتحام مقر لحزب الله العراقي واعتقال عدد من قادته إثر محاولة استهداف المنطقة الخضراء.
الكاظمي (الشيعي) الذي يعرف بالوسطية، كانت أولى زياراته الداخلية إلى محافظة نينوى بالتزامن مع ذكرى سقوط الموصل بيد داعش في 10 حزيران، ليتوجه إلى كربلاء بعد نحو شهر وتحديداً في 14 تموز الماضي.
أما على الصعيد الخارجي، فقد كان رئيس الوزراء العراقي ينوي أن تكون زيارته الخارجية الأولى إلى السعودية ليزور إيران في اليوم التالي، لكن وعكة صحية ألمَّت بالملك سلمان بن عبدالعزيز حالت دون إجراء زيارة الكاظمي إلى الرياض، لتشاء الأقدار أن تكون طهران أول عاصمة يتوجه إليها في 21 تموز الماضي.