نيجيرفان البارزاني: بغداد لا تأخذ خطر داعش بجدية ولا تنسق معنا في هذا المجال

أكد رئيس إقليم كوردستان، نيجيرفان البارزاني عدم جدية بغداد في التعامل مع الخطر الذي يشكله تنظيم “الدولة الإسلامية” داعش، مشيراً إلى أنها لا تنسق مع إقليم كوردستان في هذا المجال.

وقال نيجيرفان البارزاني في مؤتمر صحفي إن “بغداد لا تأخذ خطر داعش على محمل الجد للأسف”، مبيناً أن “مستوى التنسيق مع إقليم كوردستان بهذا الشأن ليس بالمستوى المطلوب”.

وشدد على أن “داعش لا يزال يشكل خطراً جدياً في كل مناطق العراق وكوردستان، حيث رفع التنظيم مستوى عملياته وأنشطته مؤخراً”، مبيناً أنه “نسعى لإيجاد آلية للعمل المشترك يضمن عدم زيادة خطورة داعش بالتعاون مع بغداد والتحالف الدولي”.

وحول تشكيل الحكومة العراقية الجديدة، عبر رئيس إقليم كوردستان باسم جميع القوى الكوردستانية عن دعمه لمصطفى الكاظمي في تشكيل الحكومة، مجدداً التأكيد على ضرورة الاستجابة لمطالب إقليم كوردستان.

ولفت إلى أن “ترشيح الكاظمي تم من قبل القوى الشيعية التي حضرت جميعاً خلال تكليفه من قبل رئيس الجمهورية”، مبيناً: “نعرف الكاظمي شخصياً وسنبدأ بالتفاوض رسمياً مع الكاظمي قريباً من خلال وفد يمثل جميع القوى والأطراف في إقليم كوردستان”.

وتابع أن “مباحثاتنا مع الكاظمي تتعلق بكل العراق وليس بكوردستان فحسب، لأننا نريد تغيير الوضع في كل البلاد، فالشعب العراقي يستحق الأفضل”، ذاكراً أنه “نحن في رئاسة إقليم كوردستان والكتل الكوردستانية في بغداد، أعددنا ورقة مفاوضات تتضمن كل المسائل ومنها الموازنة والنفط والمناطق المستقطعة، ومباحثاتنا ستكون على هذا الأساس، وعلى حد علمي فلن يطرأ أي تغيير عدد وزارات الكورد في الحكومة”.

وحول المشكلة الاقتصادية، أكد أن “وفد إقليم كوردستان في بغداد الآن لبحث إيجاد معالجات للوضع الاقتصادي الراهن، ونستعد لتوجيه رسالة إلى البرلمان العراقي والحكومة العراقية للقيام بالمسؤوليات المتمثلة بدعم الفئات المتضررة”.

وأوضح أن “العراق ينفق سنوياً قرابة 40 مليار دولار في دفع الرواتب وقد ارتفع المبلغ هذا العام إلى 48 ملياراً، فيما لا تتجاوز قيمة عائدات النفط في الشهر حالياً المليارين في حين أن الحكومة بحاجة لأربعة مليارات لتوفير رواتب الموظفين، أي أن العبء ثقيل جداً على كاهل الاقتصاد العراقي ولا بد من اتخاذ إجراءات جدية، ونأمل أن تستطيع الحكومة الجديدة تحسين الوضع بالتعاون مع المنظمات الدولية”، مشيراً إلى أن “البنك الدولي وصندوق النقد على استعداد بدعم العراق لتجاوز الأزمة الاقتصادية”.

وحول مكافحة فيروس كورونا، قال نيجيرفان البارزاني: “أثمن كل الجهود التي بذلتها حكومة إقليم كوردستان لمواجهة وباء كورونا العالمي، حيث اتخذت الحكومة إجراءات سريعة لحماية المواطنين”، مبيناً أن “تعاون مواطني إقليم كوردستان والتزامهم بالتعليمات محل تقدير كبير، ومن المهم مواصلة اتباع الإرشادات لحين إجراء تقييم لاحق للأوضاع، رغم تفهمنا لتأثر معيشة بعض الفئات سلباً بالإجراءات المتخذة”.

وشدد على أن “الأولوية هي الحفاظ على حياة المواطنين وسلامتهم، واطمئن المواطنين بأن هدفنا الوحيد هو حماية سلامتهم ومعيشتهم، وأشكر المحافظين على ما بذلوه من جهود، وسنبحث مع وزارة الداخلية بشأن مسألة المواطنين العالقين والراغبين بدخول إقليم كوردستان”، موضحاً: “نرى نوراً في الأفق ويجب ألا نضيع ما حققناه حتى الآن”.

وحول تعثر العلاقات بين الحزب الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني الكوردستاني مؤخراً بعد إرسال قوة من البيشمركة إلى منطقة “زيني ورتي”، أشار رئيس إقليم كوردستان إلى أنه “اطمئن الجميع بن الأمر ليس عصياً عن المعالجة، ونحن نسير نحو الحل وواثقون من تجاوز الظروف الراهنة، والمشاكل الموجودة ستتم معالجتها، وسنجتمع مع جميع الأطراف لتبديد التوترات ومنها الاتحاد الوطني الكوردستاني بهذا الغرض وهو الشريك الرئيس لنا في العملية السياسية”.

وأوضح أن “إرسال البيشمركة إلى زيني ورتي مؤقت وسيتم سحب القوات إذا انقضت الحاجة لذلك”، مبيناً: “ما كان يجب تهويل الأمر إعلامياً لأن البيشمركة قوة وطنية وليست تابعة لجهة أجنبية وقوات البيشمركة المرسلة ليست للحزب الديمقراطي بل هي قوة مشتركة”.

ورداً على دعوات العودة لنظام الإدارتين، حذر من أنه “إذا تصاعدت التوترات فسنكون أمام صفر إدارة وليست إدارتين، لا يمكن أن نفقد الثقة لهذا الحد”، مبيناً أنه “بدون رص الصفوف لن نستطيع التقدم، فكل ما حققناه في بغداد كان ثمرة تعاون الحزب الديمقراطي والاتحاد الوطني مع بقية الأطراف”.

ومضى بالقول: “لقد ناضلنا معاً واختلطت دماؤنا للدفاع عن كوردستان من خطر الإرهاب، ونحن قادرون على تحقيق العمل المشترك بين الأطراف الموجودة في إقليم كوردستان”، مشدداً على أن “الخلافات الموجودة ليست بالشيء الكبير، ولا يمكن أن تسير السياسة على هوى مواقع التواصل الاجتماعي والتحليلات الغريبة التي تنشر فيها”.

وفيما يتعلق بوجود حزب العمال الكوردستاني، جدد رئيس إقليم كوردستان رفضه القاطع لوجود حزب العمال الكوردستاني في كوردستان العراق ، بالقول: “نحن جزء من العراق ولا نقبل بأن يتم اتخاذ أراضينا منطلقاً لتهديد دول الجوار، ونريد أن نكون عامل استقرار داخلي وخارجي”.

وتابع أنه “ليس لحزب العمال أي شرعية في إقليم كوردستان ليصدر بيانات تتعلق بالشأن الداخلي لإقليم كوردستان”، مبيناً أن “ما قامت به تركيا في زيني ورتي كان رداً على إنشاء حزب العمال عدة مقرات فيها، وعلينا أن نتوقع رد تركيا حينها”.

ولفت إلى أن “تركيا بما تملكه من تكنلوجيا متقدمة ليست بحاجة لقيام طرف بتزويدها بالإحداثيات” رداً على اتهام الحزب الديمقراطي بالتعاون مع تركيا باستهداف حزب العمال.

وعن استهداف مخيم مخمور، أوضح أنه “نحترم حماية اللاجئين لكن يتم حالياً استخدام مخيم مخمور لأغراض عسكرية، وبما أن المخيم يقع ضمن نطاق سيطرة الحكومة العراقية فالأمر يتعلق بها”.

كما تطرق رئيس إقليم كوردستان في مؤتمره الصحفي إلى مواضيع أخرى، ومنها دعم القطاع الصحي في كوردستان سوريا، بالقول إن “المساعدات التي أرسلناها إلى روجآفا إنسانية بحتة ولا تمت للسياسة بصلة”، مبيناً: “لقد أرسلنا المختبرات مع فرق طبية وهندسية في إطار دعم جهود مكافحة كورونا”.

وبشأن اعتقال شاب في ليبيا، أكد أنه “ليس للمقاتل المعتقل في ليبيا أي علاقة بالبيشمركة وإقليم كوردستان لا من قريب ولا من بعيد”، مضيفاً: “نحن نعتب على الجانب الليبي الذي صور الأمر على أنه إرسال البيشمركة للقتال في ليبيا”.

وحول تسليم مطلوب إلى إيران، شدد على أن “بيان رئيس حكومة إقليم كوردستان كان واضحاً، وقد تم تشكيل لجنة تحقيقية وعلينا انتظار النتائج وعدم استباقها بدلاً من المبادرة بالتخوين وتوجيه الاتهامات”.