“رويترز”: قيادات شيعية متنافسة تدعو لطرد القوات الأمريكية من العراق

بغداد- “رويترز”

نحّت قيادات شيعية عراقية متنافسة الخلافات التي دارت بين فصائلها في الأشهر القليلة الماضية ودعت يوم الجمعة إلى طرد القوات الأمريكية من العراق بعد الضربة الجوية الأمريكية التي أسفرت عن مقتل قاسم سليماني قائد فيلق القدس الإيراني في بغداد.

وكانت الولايات المتحدة اغتالت سليماني العقل المدبر وراء النفوذ العسكري الإيراني المتزايد في الشرق الأوسط في غارة قتل فيها أيضا أبو مهدي المهندس مستشار سليماني وأحد قادة الفصائل الشيعية العراقية.

ونقل التلفزيون الرسمي عن هادي العامري، الذي يقود منظمة بدر المدعومة من إيران قوله ”نناشد كل القوى الوطنية توحيد صفوفها من أجل إخراج القوات الأجنبية التي أصبح وجودها عبثا في العراق“.

ورغم العداء الذي يرجع إلى عشرات السنين بين إيران والولايات المتحدة فقد حاربت الفصائل المدعومة من إيران جنبا إلى جنب مع القوات الأمريكية في الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية في الفترة 2014-2017.

وبمساعدة الفصائل تمكن العراق في نهاية الأمر من استعادة الأراضي التي سيطر عليها رجال التنظيم الذين كانوا قد اجتاحوا ثلث مساحة العراق.

ولا يزال في العراق حوالي خمسة آلاف جندي أمريكي أغلبهم لهم مهام استشارية. وقد تم دمج الفصائل في القوات الحكومية العراقية تحت لواء مظلة قوات الحشد الشعبي التي كان المهندس يقودها.

ومن الممكن أن يؤثر سحب القوات الأمريكية بشكل خطير على قدرة القوات المسلحة العراقية على محاربة فلول الدولة الإسلامية التي لجأت إلى حرب عصابات منذ هزيمتها عام 2017.

كما أن ذلك قد يؤثر على القدرة على الحصول على عتاد حربي ودعم جوي أمريكي.

ويقود العامري كتلة سياسية تمثل الفصائل تشغل ثاني أكبر عدد من مقاعد البرلمان.

ونعى الزعيم الشيعي مقتدى الصدر، الذي يرفض التدخل الإيراني كما يرفض التدخل الأمريكي في العراق ويقود أكبر كتلة برلمانية، سليماني ودعا كل الأطراف إلى التحلي بالحكمة والحنكة.

لكنه أصدر أوامره لأتباعه بالاستعداد لحماية العراق وذلك بعد أيام من إعلانه استعداده للعمل مع القيادات السياسية المتنافسة لإنهاء الوجود العسكري الأمريكي في العراق من خلال الوسائل السياسية والقانونية.

وقال في بيان ”إنني كمسؤول عن المقاومة العراقية الوطنية أعطي أمرا بجهوزية المجاهدين لا سيما (جيش الإمام المهدي) و(لواء اليوم الموعود) ومن يأتمر بأمرنا من الفصائل الوطنية المنضبطة لنكون على استعداد تام لحماية العراق“.

ويمكن للعامري والصدر حشد عدد كاف من أعضاء البرلمان لإقرار التشريعات في البرلمان وإن كان حدوث ذلك أمرا غير مؤكد كما أنه يتوقف على كسب تأييد أطراف أخرى.

* جلسة استثنائية

ودعا رئيس الوزراء عادل عبد المهدي يوم الجمعة إلى عقد جلسة استثنائية في البرلمان لاتخاذ ”القرارات التشريعية والإجراءات الضرورية المناسبة بما يحفظ كرامة العراق وأمنه وسيادته“.

ولتحقيق رغبة العامري يحتاج البرلمان لإقرار قانون يلزم الحكومة العراقية بطلب رحيل القوات الأمريكية.

وقال الخبير القانوني العراقي طارق حرب إن ذلك يحتاج لأغلبية بسيطة وليست مطلقة لكن يتعين أن يشارك في التصويت 165 نائبا لكي يكون القرار سليما.

ويسيطر الصدر والعامري معا بصفة مباشرة على 100 مقعد دون احتساب الحلفاء السياسيين ولذا يمكن للمعارضين العمل على ضمان عدم اكتمال النصاب القانوني اللازم بوجود 165 عضوا. وكثيرا ما تستخدم هذه الوسيلة البرلمانية في العراق.

وندد عبد المهدي يوم الجمعة ”باغتيال“ سليماني والمهندس وقال إن هذه العملية ستشعل فتيل الحرب.

وقال عبد المهدي ”إن اغتيال قائد عسكري عراقي يشغل منصبا رسميا يعد عدوانا على العراق دولة وحكومة وشعبا… والقيام بعمليات تصفية ضد شخصيات قيادية عراقية أو من بلد شقيق على الأرض العراقية يعد خرقا سافرا للسيادة العراقية واعتداء صارخا على كرامة الوطن“.

واعتبر عبد المهدي، الذي تحظي حكومته بدعم إيران، الضربة الجوية الأمريكية ”تصعيدا خطيرا يشعل فتيل حرب مدمرة في العراق والمنطقة والعالم“.

وكان معسكرا الصدر والعامري قد أشارا إلى استعدادهما للجوء للعنف إذا ما أخفقت السياسة في تحقيق طرد القوات الأمريكية.

ويوم الجمعة أمر قيس الخزعلي عضو تحالف العامري الذي يقود فصيل عصائب أهل الحق الشيعية مقاتليه بالاستعداد للقتال.

وقال الخزعلي إن على جميع المقاتلين أن يكونوا على أهبة الاستعداد للمعركة القادمة مرددا أن ثمن دماء ”القائد الشهيد أبو مهدي المهندس“ هو النهاية الكاملة للوجود العسكري الأمريكي في العراق.