بيروت (رويترز) –
قال مسؤول كردي كبير يوم الأربعاء لرويترز إن هجوما تركيا على قوات تعمل تحت القيادة الكردية في شمال شرق سوريا سيشعل ”حربا كبيرة“ إذا فشلت جهود الولايات المتحدة في وقف خطط أنقرة.
وقال بدران جيا كرد إنه في حالة وقوع هجوم سيكون على معظم القوات الانتشار على الحدود مع تركيا ولن تستطيع مطاردة الخلايا النائمة لتنظيم الدولة الإسلامية أو حراسة آلاف السجناء من التنظيم.
واختلفت تركيا والولايات المتحدة العضوان في حلف شمال الأطلسي منذ أشهر بشأن ”منطقة آمنة“ مزمعة في شمال شرق سوريا. واتفق البلدان يوم الأربعاء على تأسيس مركز عمليات مشترك في تركيا لإدارة المنطقة لكن لم يقل أي من الطرفين إن كان قد تم التغلب على نقطتين رئيسيتين محل خلاف بشأن مسافة المنطقة ولمن ستكون قيادة القوات التي تجوبها.
المسؤول الكردي السوري بدران جيا كرد
وقال جيا كرد وسياسي كردي كبير آخر إن نتائج المحادثات الأمريكية-التركية لا تزال غير واضحة.
وقال جيا كرد وهو مستشار للإدارة ذات القيادة الكردية التي تدير معظم شمال وشرق سوريا بعد ثماني سنوات من الحرب الأهلية التي هدأت قليلا خلال العام الماضي ”نحن كإدارة ذاتية نرجح ونرغب الحل السياسي والحوار كخيار استراتيجي“.
وأضاف ”لكن إذا استنفذت تلك الجهود الإقليمية والدولية سنكون مع مواجهة عسكرية قوية وشاملة“.
وتعتبر أنقرة مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية، التي تمثل رأس الحربة لقوات سوريا الديمقراطية، إرهابيين يشكلون خطرا على طول حدودها. وأرسلت بالفعل قوات داخل شمال سوريا مرتين خلال السنوات القليلة الماضية لاستهداف المقاتلين الأكراد.
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يوم الأحد إن هناك عميلة عسكرية وشيكة في سوريا شرقي نهر الفرات وهي الأراضي التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية وتتمركز فيها قوات أمريكية.
وقاومت واشنطن، التي سلحت قوات سوريا الديمقراطية خلال قتالها لتنظيم الدولة الإسلامية، مطالب تركيا بالسيطرة الكاملة على شريط حدودي يمتد لمسافة 32 كيلومترا داخل سوريا.
وقال جيا كرد إن وقوع هجوم تركي سيؤدي إلى ”صراع كارثي“ يبذل المسؤولون في قوات سوريا الديمقراطية أقصى ما في وسعهم لمنع حدوثه من خلال المحادثات مع الدول الأجنبية لكن ”الصمت الأوروبي لا يخدم الاستقرار والحل السياسي والقضاء على الإرهاب، وكذلك الموقف الروسي غير جدي لعرقلة أي عدوان محتمل على مناطقنا“.
وأضاف ”ومن الجانب الأمريكي، هناك محاولات وجهود لعرقلة الهجوم التركي ولكن بحاجة إلى حزم وحسم ودعم دولي“.
وكرر مرة أخرى تحذيرات أطلقها قادة أكراد في الأشهر القليلة الماضية من أن وقوع هجوم سيتسبب في فوضى يمكن أن يستغلها المتشددون الإسلاميون للظهور مجددا.
وقال وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر هذا الأسبوع إن أي عملية تركية في شمال سوريا ”لن تكون مقبولة“. وقال إن الولايات المتحدة لا تعتزم التخلي عن قوات سوريا الديمقراطية لكنه لم يصل إلى تقديم ضمانات بأن الولايات المتحدة ستحميها في حال تنفيذ تركيا عملية عسكرية.
وقال آلدار خليل، وهو سياسي كردي كبير، إنه لا يتوقع أن تتراجع واشنطن وحلفاؤها عن مساعدة قوات سوريا الديمقراطية في مكافحة الخلايا النائمة لتنظيم الدولة الإسلامية من أجل تأمين المنطقة.
وأضاف ”هذه التهديدات هي خطيرة وجدية ولها تداعيات خطيرة على سوريا والمنطقة“.
وتابع قائلا ”نحن لا نريد حربا مع أي طرف لكن في حال تعرضنا لأي هجوم لن نكون متفرجين، وخيار الدفاع عن الذات هو خيارنا بكل تأكيد“.
LEAVE A COMMENT