أعلنت شرطة واشنطن مقتل 4 أشخاص، واعتقال 52 آخرين في أحداث اقتحام الكونغرس.
ورفض الكونغرس الأميركي الاعتراض الذي قدّمه مشرّعون جمهوريون على فوز جو بايدن في الانتخابات الرئاسية في ولاية أريزونا، في تصويت جرى في وقت متأخر من ليل الأربعاء بعيد ساعات من اقتحام أنصار للرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب مبنى الكابيتول.
وبدأ التصويت أولاً في مجلس الشيوخ حيث رفضت أغلبية ساحقة (93 مقابل 6) الاعتراض الذي قدّمه برلمانيون جمهوريون على نتيجة الانتخابات في ولاية أريزونا.
ولاحقاً صوّت النواب بأغلبية 303 مقابل 121 ضدّ الاعتراض نفسه.
وبعد رفض هذا الاعتراض في كلا المجلسين عاد الكونغرس للالتئام في جلسة مشتركة لإكمال عملية المصادقة على نتائج الانتخابات.
وزراء أميركيون يبحثون إمكانية تنحية ترمب
أفادت وسائل إعلام أميركية مساء الأربعاء أنّ عدداً من الوزراء في إدارة الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترمب ناقشوا إمكانية تنحيته بعد أن اقتحم مئات من أنصاره مبنى الكابيتول لتعطيل جلسة المصادقة على نتيجة الانتخابات الرئاسية التي خسرها ويرفض الإقرار بنتيجتها.
ونقلت ثلاث شبكات تلفزيونية هي “سي إن إن” و”سي بي إس” و”إيه بي سي” عن مصادر لم تسمّها أنّ الوزراء بحثوا إمكانية تفعيل التعديل الخامس والعشرين للدستور الأميركي. ويسمح هذا التعديل لنائب الرئيس وأغلبية أعضاء الحكومة أن يقيلوا الرئيس إذا ما وجدوا أنّه “غير قادر على تحمّل أعباء منصبه”.
ويتطلّب تفعيل هذا التعديل أن تجتمع الحكومة برئاسة نائب الرئيس مايك بنس للتصويت على قرار تنحية ترامب.
ونقلت شبكة “سي إن إن” عن مسؤولين جمهوريين لم تسمّهم قولهم إنّ الوزراء ناقشوا فكرة تفعيل التعديل الخامس والعشرين بعدما اعتبروا أنّ ترامب أصبح “خارج السيطرة”.
بدورها نقلت شبكة “إيه بي سي” عن “مصادر متعدّدة” أنّ مناقشات جرت بشأن هذه الخطوة غير المسبوقة في تاريخ الولايات المتّحدة.
لكنّ شبكة “سي بي إس” أكّدت أنّ الأمر لا يزال مجرد فكرة قيد البحث وأنّه لم يتمّ تقديم “أيّ شيء رسمي” إلى بنس.
وانقلب العديد من حلفاء ترمب عليه بعد أن اقتحم أنصاره مبنى الكونغرس في واشنطن إيماناً منهم بما يكرّره دوماً من أنّ الانتخابات الرئاسية “سُرقت” منه.
وأثارت أعمال العنف التي جرت الأربعاء وطريقة تعامل ترمب معها، وتمسّكه بمزاعم لا أساس لها من الصحّة بأنّه خسر الانتخابات الرئاسية التي جرت في الثالث من تشرين الثاني، بسبب عمليات تزوير واسعة النطاق لم يقدّم أيّ دليل على حدوث أي منها، وغير ذلك من السلوكيات الغريبة، تساؤلات حول القدرات الذهنية للرئيس الأميركي على إكمال الأسبوعين المتبقيين من ولايته.
وعقب أعمال العنف التي شهدها مبنى الكابيتول والتي تخلّلها مقتل امرأة بالرصاص، دعا العديد من البرلمانيين وكتّاب الأعمدة في كبريات الصحف اليومية إلى اللجوء لهذا الخيار الدستوري حتّى وإن لم يتبقّ سوى أسبوعين لترمب في البيت الأبيض.
وأرسل جميع النواب الديمقراطيين الأعضاء في لجنة العدل النيابية رسالة إلى بنس يطالبونه فيها بتفعيل التعديل الخامس والعشرين “دفاعاً عن الديمقراطية”.
واعتبر النواب في رسالتهم أنّ الرئيس المنتهية ولايته “مريض عقلياً وغير قادر على التعامل مع نتائج انتخابات 2020 وتقبّلها”.
والفكرة نفسها تكرّرت في افتتاحية صحيفة “واشنطن بوست”.
وقالت الصحيفة الواسعة الانتشار إنّ “المسؤولية عن هذا العمل التحريضي تقع مباشرة على عاتق الرئيس الذي أظهر أنّ بقاءه في منصبه يشكل تهديداً خطيراً للديموقراطية الأميركية. يجب عزله”.
وأضافت أنّ “الرئيس غير أهل للبقاء في منصبه للأيام الـ14 المقبلة. كلّ ثانية يحتفظ فيها بالصلاحيات الرئاسية الواسعة تشكّل تهديداً للنظام العام والأمن القومي”.
لكنّ برلمانيين آخرين من أمثال النائبة إلهان عمر أعلنوا أنّهم بصدد تقديم طلب لمحاكمة ترمب في الكونغرس بهدف عزله، لكنّ هذه الآلية تستغرق وقتاً ومن غير المرجّح أن تنتهي قبل 20 كانون الثاني، حين سيتسلّم جو بايدن مقاليد السلطة.